* مقتل عشرات المدنيين في غارات جيش الأسد على سوريا خلال 4 أيام

واشنطن - نشأت الإمام، وكالات

شن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الإرهاب ضربات ضد القوات المتحالفة مع الرئيس السوري بشار الأسد للدفاع عن المستشارين الأمريكيين وحلفائهم من قوات سوريا الديمقراطية الذين يتعرضون للتهديد، حسبما أعلنت القيادة المركزية الأمريكية.



وأعلن مسؤول أمريكي أن "التحالف الدولي بقيادة واشنطن استهدف مقاتلين موالين للنظام السوري في محافظة دير الزور شرق البلاد، ما أسفر، عن سقوط مئة قتيل على الأقل".

وجاءت الضربات التي لم يتم وصفها بالتفصيل بعد أن هاجمت القوات الموالية للنظام السوري مقر قيادة قوات "سوريا الديمقراطية" حيث يساعد التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة في القتال ضد تنظيم الدولة "داعش"، في العراق وسوريا.

وقال البيان إن "التحالف ما زال ملتزما بالتركيز على مهمة "داعش" في وادي نهر الفرات الأوسط ويؤكد حقه غير القابل للتفاوض في الدفاع عن النفس".

وليست هذه هي المرة الأولى التي يستهدف فيها الجيش الأمريكي قوات مؤيدة للأسد في سوريا للدفاع عن النفس، على الرغم من أن مهمته الأساسية في البلاد هي هزيمة تنظيم الدولة "داعش".

ففي 18 مايو الماضي، هاجمت الولايات المتحدة، القوات الموالية للنظام التي حاولت الاقتراب من قوات التحالف على الرغم من الطلقات التحذيرية والمحاولات الروسية لوقف القوات.

كما شنت الولايات المتحدة بصواريخ توماهوك غارات على طائرات حربية كانت تقبع في مطار سوري في أبريل من العام الماضي بعد أن شنت قوات الأسد هجوما بالأسلحة الكيميائية على المدنيين.

ووسط تقارير عن تجدد هجمات الغاز، اصدر وزير الدفاع جيم ماتيس الأسبوع الماضي تحذيرا شديد اللهجة للحكومة السورية قائلا إنه "من غير الصواب إطلاق المزيد من الأسلحة الكيماوية".

وقال ماتيس "لقد رأيت جميعا كيف ردنا على ذلك"، مشيرا إلى الضربات العام الماضي، ومحذراً من إمكانية تكرار ذلك مستقبلاً.

وقرب دمشق، تواصل قوات النظام لليوم الرابع على التوالي قصفها العنيف للغوطة الشرقية المحاصرة، موقعة الخميس 22 قتيلاً مدنياً وعشرات الجرحى.

وأعلن التحالف الدولي فجر الخميس أن "قوات موالية للنظام شنّت في 7 فبراير هجوماً لا مبرر له" ضد مركز لقوات سوريا الديمقراطية شرق نهر الفرات في محافظة دير الزور الحدودية مع العراق.

وأوضح التحالف أن عناصر من قواته في مهمة "استشارة ودعم ومرافقة" كانت متمركزة مع قوات سوريا الديمقراطية حين وقع الهجوم.

وقدر مسؤول عسكري أمريكي "مقتل أكثر من مئة عنصر من القوات الموالية للنظام، في وقت كانت هذه القوات تشتبك مع قوات سوريا الديموقراطية وقوات التحالف".

وأوضح مدير المرصد رامي عبد الرحمن أن القصف الأمريكي "الجوي وبصواريخ أرض أرض" من جهته أسفر عن مقتل 45 عنصراً غالبيتهم من مقاتلي العشائر الذين يقاتلون إلى جانب قوات النظام فضلاً عن آخرين أفغان، مشيراً إلى أنه تسبب أيضاً بتدمير أسلحة ثقيلة من دبابات ومدافع وآليات.

وأفاد الإعلام الرسمي السوري بأن التحالف الدولي استهدف مقاتلين موالين للقوات الحكومية، واصفاً القصف بـ"العدوان الجديد".

وكتبت وكالة الأنباء السورية الرسمية "سانا" "في عدوان جديد وفي محاولة لدعم الإرهاب، استهدفت قوات التحالف الدولي (...) قوات شعبية تقاتل إرهابيي داعش ومجموعات قسد "قوات سوريا الديمقراطية" في ريف دير الزور".

وتتمركز قوات سوريا الديمقراطية على الضفة الشرقية لنهر الفرات حيث تواصل معاركها ضد آخر جيوب يتواجد فيها تنظيم الدولة "داعش"، في المحافظة الحدودية مع العراق.

وتنتشر قوات النظام السوري على الضفة الغربية للنهر الذي يقطع المحافظة إلى جزأين، مع تواجد محدود على الجهة الشرقية. وقد تمكنت قوات النظام في نوفمبر من طرد تنظيم الدولة "داعش"، من مدينة دير الزور كاملة.

وأوضح عبد الرحمن أن "التحالف بدأ قصفه بعد استهداف قوات النظام مواقع لقوات سوريا الديموقراطية شرق الفرات بينها قرية جديد عكيدات وحقل كونيكو النفطي الذي تتواجد قوات من التحالف في محيطه".

وردت قوات سوريا الديمقراطية بالسلاح المدفعي أيضاً مستهدفة مواقع قوات النظام في بلدة خشام المحاذية قبل أن تتدخل قوات التحالف الدولي.

وقال عبد الرحمن إن "قوات النظام تسعى لاستعادة حقول النفط والغاز التي سيطرت عليها قوات سوريا الديمقراطية بعد طرد تنظيم الدولة"، وأبرزها حقلا كونيكو والعمر.

وبعد يومين دمويين في الغوطة الشرقية، معقل الفصائل المعارضة قرب دمشق، جددت قوات النظام السوري الخميس قصفها الجوي والمدفعي.

ووثق المرصد السوري الخميس "مقتل 22 مدنياً في الغارات الجوية" على مناطق عدة في الغوطة.

ويأتي تجدد الغارات الخميس غداة مقتل 38 مدنياً الأربعاء، كما أسفر القصف الثلاثاء عن مقتل 80 مدنياً وإصابة 200 آخرين بجروح.

وتعد الغوطة الشرقية إحدى مناطق خفض التوتر الأربع في سوريا، بموجب الاتفاق الذي تم التوصل إليه في أستانا في مايو برعاية روسيا وإيران، أبرز حلفاء دمشق، وتركيا الداعمة للمعارضة.

وفي أنقرة، أعلنت الرئاسة التركية أن الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان اتفقا في اتصال هاتفي الخميس على عقد قمة روسية تركية إيرانية جديدة في إسطنبول لبحث الوضع في سوريا.

وكان الرؤساء الثلاثاء عقدوا قمة أولي في سوتشي في روسيا في نوفمبر الماضي.