هدى حسين

السنة الأولى في الروضة، بيئة جديدة على الطفل، قد تحمل معها صعوبات كثيرة، خصوصاً في يومها الأول. فكيف يواجه الأهل هذه التجربة الجديدة؟

أمل آدم والدة الطفلة ملك باسم التي التحقت بالروضة حديثاً تقول «تبدأ كل أسرة بالتأهب وإعادة ترتيب الأوراق ورسم نظامها ومناخها الداخلي لاستقبال العام الدراسي الجديد، وكذلك الحديث عن الشأن التربوي والتعليمي واستعدادات أطفالهم وكيفية تعويدهم على المذاكرة وحب النظام و بناء تواصل فعّال مع إدارة الروضة ومعلميها والزملاء من أجل تهيئة الأجواء لتحقيق النجاح والتفوق لأبنائهم».



وتضيف «التهيئة النفسية للطالب تسهم بشكل كبير في إقباله للمدرسة، حيث يبدأ الطالب في الخروج من عالمه الصغير إلى عالم أوسع فيحتاج من يشعره بالأمان والطمأنينة، وهذه التهيئة تشعره بالاستقرار النفسي. لا بد من الحديث الإيجابي عن المدرسة من خلال سرد القصص المشوقة عنها، والحديث عن بداية العام الدراسي والاطلاع على عناوين ومواضيع المرحلة القادمة للطالب، وتوفير احتياجاته من ملابس وحقائب مدرسية وقرطاسيات، ويفضل أن يقوم الطالب باختيارها بنفسه، كما يطلب من الطالب ترتيب غرفته أو الأماكن التي سيضع فيها كتبه وحاجاته المدرسية، لتخفيف المشاعر النفسية السلبية لديه عند ذهابه إلى المدرسة، خاصة الملتحقين بالمرحلة الأولى».

وترى زهراء علي والدة الطفل حسين الملتحق بالروضة حديثاً أن للمستلزمات الدراسية أثراً في نفوس الطلاب، خاصة إذا كانت قريبة من واقع الطفل واهتماماته كرسوم الحيوانات أو النباتات أو الشخصيات الكرتونية التي يحبها.

وتضيف «رؤية الطفل لإخوته وهم يرتّبون أدواتهم المدرسية له أثر أيضاً في التهيئة النفسية للطفل. وعرض الجوائز وشهادات التقدير للأبناء يعطيهم حافز على التنافس للحصول على مستوى تحصيلي متميز، ولا ننسى أن المتابعة بأسلوب الترغيب والتهذيب للأبناء يعطيهم دافعية لتقبل التعلم وخاصة المواد التي يجدون فيها بعض الصعوبة».

أمسكت يدي بشدة

زهراء هلال والدة الطفلة سارة محمد تقول «لا شك أن الأم تمهد للطفل أياماً قبل بدء الدوام الرسمي كما فعلت أنا مع ابنتي سارة، وعندما أتى اليوم الموعود، اصطحبتها بنفسي إلى الروضة. بداية تفاجأت بكمية الأطفال التي لم ترها من قبل. وأمسكت يدي بشدة حين لاحظت وجود أطفال يبكون في الصف، فشعرت بالخوف والرهبة، وكلما هممت بترك يدها أمسكتني بقوة. بعدها أخذتها واتجهت بها للمعلمة وبدأت بتوضيح شخصية ابنتي سارة لها، ومدحت سلوكها أمام معلمتها، فأحست بأنها شخص فعال ومهم وبهذه الطريقة منحتها الثقة بالنفس».

ويؤكد محمد عبدالجبار والد الطفلة ماريا محمد أن «الطفل قد يواجه مع بداية التحاقه بالروضة عدداً من التحديات، خاصة إذا لم يسبق له أن التحق بدار حضانة، منها الانفصال عن الأبوين وصخب وضوضاء مجموعات الأطفال حوله، وأيضاً الخلافات بين الأطفال، ما يجعل المعلمة شريكة فى المسؤولية عن نجاح ارتباط الطفل بالروضة أو العكس».

ويقول محمد «ينبغي البدء بتكوين اتجاهات نفسية إيجابية من خلال التحدث مع الأبناء عن أهمية المدرسة وتبيان محاسنها، وتشجيعهم بالكلمات الإيجابية وتلبية حاجاتهم وإظهار فرحة الوالدين وسعادتهما ببدء العام الدراسي والابتعاد عن الكلمات السلبية مثل «المدرسة فرصة لأن نرتاح من متاعبكم» وغيرها من العبارات التي تؤثر على الأبناء في استقبالهم العام الدراسي الجديد، إذ تؤدي إلى إحباطهم بدل تحفيزهم».

على الام والأب أن ينسقا أولاً

وتقول زهراء عاشور والدة الطفلة ميار محمد فردان «يجب التنسيق التام بين الأم والأب في شأن ترتيبات العام الدراسي الجديد، لأن الأب هو الشريك الأساس في التربية. يفترض أن يتفق الوالدان على كيفية توزيع المهام بينهما: من يهتم بتدريس الأولاد؟ من المسؤول عن إيصال الأولاد؟ من المسؤول عن وضع الطعام الصحي للأولاد؟ كيفية استعدادهم، شراء المتطلبات،...إلخ».

وتضيف أن «تهيئة الطفل مسؤولية مشتركة بين الأبوين من جهة وبين الأسرة والمدرسة من جهة أخرى، فكلاهما له دور كبير في عملية التحول والانتقال من فترة الإجازة التي تتميز بالراحة والسهر إلى مرحلة الدراسة.

وتنبه زهراء إلى «ضرورة التعامل بحذر شديد مع تهيئة الطفل، فقد تتشكل لدى الأطفال صور وانطباعات أولية عن الروضة يحملها معه طوال العام، وتؤثر في شخصيته وسلوكه وتحصيله الدراسي، ولا بد للمعلم في بداية لقائه مع طلابه أن يكوّن علاقة طيبة معهم من خلال الحوار المفتوح في اليوم الأول ومناقشة أفكارهم والاستماع إليهم والتواصل الإيجابي معهم ليهيئ الطفل لتقبل الدراسة».