الأحواز - نهال محمد

بعد ما احتلت إيران أقاليم الأحواز وكردستان وبلوشستان وأزربيجان الجنوبي، مازالت تتباكى طهران على فشلها في احتواء البحرين وضمها لخارطة جغرافيتها المزيّفة، بهدف مصادرة عروبتها وثرواتها وأموالها بصورة تامة أسوة بالأحواز العربية التي صادروا نفطها ومياهها وأراضيها الخصبة باسم "الملك العام" ونقلوا ثرواتها للمدن الفارسية الإيرانية في الشمال والوسط كأصفهان وطهران ويزد، غير أن خيبتهم تتجدد في كل المحاولات الخبيثة، في ظل التناغم الكامل بين قيادة البحرين الرشيدة وشعبها الواعي للمطامع الإيرانية.

بعد 10 سنوات من خطاب عنتريات الرئيس الإيراني السابق محمود أحمدي نجاد، حول البحرين وادعاء تملك إيران للبحرين وأراضيها وممتلكاتها ونفطها ودعوة البحرينيين للانتفاض على الحكومة والملاذ إلى الحضن الإيراني تحت ذريعة "المذهب الشيعي"، و"ولاية الفقيه"، ومحاربةً الحكومة الوطنية في البحرين، يخرج علينا حسين شريعتمداري، مندوب المرشد الإيراني علي خامنئي، في خطاب لا يخلو من العنجهية والكبر، ليزعم في جريدة "كيهان" الإيرانية التي يملكها خامنئي أن "البحرين كانت جزءاً من إيران وهي الآن كذلك، وأن البحرينيين يعدون أن البحرين قطعةٌ تم أخذها من إيران"، وقد أثار هذا الخطاب غضب الشعب البحريني.



وأضاف حسين شريعتمداري "لقد كتبنا عن البحرين ذات يوم وتمت إباحة دمائنا من قبل مشايخ السعودية"، فيما كان يزعم شريعتمداري أن "البحرين لم تستطع إيقاف الاحتجاجات وهذا دليلٌ على أن البحرين متعلقة بإيران".

وإذا كان كما يزعم شريعتمداري فالأحواز دولة مستقلة وبلوشستان أيضاً، وإيران كانت تخضع للحكم الإسلامي في المدينة فهي ملكٌ للسعودية الآن وعلى الإيرانيين الانتماء للحضن السعودي، وإذا كان البحرينيون كما يزعم يعتبرون البحرين جزءاً لا يتجزأ من إيران فإيران جزء لا يتجزأ من الدولة العربية أو الإمبراطورية العثمانية التي كانت تحكم مناطق من إيران.

وبطبيعة الحال، لا يمكن لشريعتمداري أن يتغافل الاعتراضات والاحتجاجات والتنديدات بالحكومة الإيرانية التي تكثر بين الحين والآخر، وإذا تكلمنا عنها، فحدث ولا حرج، ولعل آخرها الانتفاضة الشعبية ضد نظام "ولاية الفقيه"، التي اندلعت نهاية العام الماضي وبداية العام الجاري، وأسفرت عن مقتل العشرات وإصابة واعتقال الآلاف، والتي صب فيها الإيرانيون جام غضبهم على المرشد الإيراني علي خامنئي وهتفوا ضده "يسقط الديكتاتور"، في إشارة مباشرة إليه، وطالبوه بالرحيل.