باريس - لوركا خيزران

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بانسحاب المتسابقة الفرنسية ذات الأصول السورية منال ابتسام من برنامج "ذا فويس" الفرنسي بعد اللغط الذي أثارته بسبب تغريدات سابقة لها حول الإرهاب في فرنسا وطريقة تعامل الحكومة معه.

وأثار انسحاب منال والهجوم التي تعرضت له جدلا كبيرا بين الفرنسيين بتياراتهم المختلفة، إذ اعتبر اتباع اليمين المتطرف أن انسحابها "انتصار"، فيما ذهب أتباع اليسار وبعض الوسط إلى أن انسحابها جاء بعد ضغوطات تتعلق بحرمانها من حقها بالتعبير.



ونشرت منال، البالغة من العمر 22 عاماً، الجمعة، على صفحتها الرسمية في موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فيديو الانسحاب، الذي تحدثت فيه عن الصعوبات والضغوطات التي واجهتها خلال الفترة الماضية، بعد إعادة نشر تغريدات سابقة لها على "تويتر" انتقدت فيها كيفية تعامل الحكومة الفرنسية مع الأحداث الإرهابية التي حصلت في نيس عام 2016.

ورغم أن منال سارعت لحذف التغريدات إلا أن هناك من صورها، وقام بنشرها، قبل أن تخرج عن صمتها للدفاع عن نفسها، بالتأكيد على أنها تتعرض إلى حملة تشويه، قبل أن تضيف بأنها مولودة في مدينة بيزانسنو وأنها مواطنة فرنسية، وأن الاعتداءات الإرهابية التي وقعت في فرنسا كانت مؤلمة.

وأبلغت الشركة المنتجة لبرنامج "ذي فويس" الغنائي بنسخته الفرنسية أنها تبحث في مصير مشتركة من أصل سوري في هذا العمل الذي تبثه قناة "تي إف 1" بعد جدل بشأن مواقف سابقة لها عبر مواقع التواصل الاجتماعي عقب الهجوم الدامي على مدينة نيس صيف عام 2016.

وقالت منال في الفيديو: "لقد عشت خلال الأيام الأخيرة أوقاتاً صعبة جداً، لم أرغب في أن أجرح مشاعر أي شخص، كانت رسالتي هي بث السلام لا إثارة المشاكل.. لذلك قررت اليوم إنهاء المغامرة ومغادرة البرنامج".

وشكرت منال الأشخاص الذين ساندوها، مؤكدة على أنها ستواصل مشوارها الفني.

وبعد أن أبهرت لجنة التحكيم وملايين المتابعين عبر العالم، بصوتها الجميل خلال مشاركتها، مساء السبت الماضي، في الحلقة الأولى من برنامج ذا فويس العالمي بنسخته الفرنسية، المعروض على قناة TF1، أثارت الشابة منال ابتسام ذات الأصول السورية، الجدل في فرنسا، حيث التقط لها بعض المتصفحين على شبكات التواصل الاجتماعي تغريدات تنتقد فيها على ما يبدو كيفية تعامل الحكومة الفرنسية مع الأحداث الإرهابية التي هزت مدينة نيس في يوليو 2016، وهي فرصة لم يضيعها اليمين المتطرف ليسارع إلى المطالبة بإقصاء المتسابقة المحجبة من برنامج "ذا فويس".

في إحدى التغريدات على حسابها على "فيسبوك"، بتاريخ 15 من يوليو 2016 ، أي بعد يوم واحد من اعتداء نيس الإرهابي يوم العيد الوطني الفرنسي، كتبت منال إبتسام: "أصبح الأمر روتينياً.. اعتداء كل أسبوع !! ودائماً حتى يكون الإرهابي وفياً يأخذ معه بطاقة تعريفه.. صحيح أنه إذا كنا نحضر لعمل قذر فإننا لا ننسى خاصة بطاقة تعريفنا!!!!" ونشرت منال هاشتاغ : "خدرونا كأغبياء"، وأثارت هذه التغريدات حفيظة فيلب فردون، المستشار البلدي بمدينة نيس عن حزب الجبهة الوطنية اليمني المتطرف، والذي كتب رسالة إلى مدير قناة TF1 الناقلة للبرنامج مطالباً إياه بطردها المشاركة من البرنامج.

كما رصدت تغريدة أخرى للشابة منال إبتسام، بتاريخ 1 أغسطس 2016، أي بعد أيام، من عملية ذبح القس جاك آميل في اعتداء ارهابي ببلدة سانت أتيان دي روفراي، كتبت فيها: " الإرهابي الحقيقي هو حكومتنا".

ولوقف هذا الجدل الوليد، سارعت منال إبتسام إلى إغلاق صفحتها على "فيسبوك" و"تويتر".

وحسب موقع "نيس- ماتين" فإنه من بين العناصر الأخرى التي غذت هذا الجدل حول مشاركة ذا فويس، هو "الدعم الذي أظهرته، هده الأخيرة، للكوميديان الفرنسي المثير للجدل ديودونيه وأيضاً للمفكر الإسلامي طارق رمضان" الذي وجهت إليه قبل أيام تهمة الاغتصاب وتم حبسه احتياطياً.