* إسقاط "دارون" إيرانية و"إف 16" إسرائيلية في الأجواء السورية

* إسرائيل: الهجوم على المواقع السورية الأكبر منذ 1982

* غارات إسرائيلية على أهداف سورية وإيرانية بسوريا



* واشنطن: ننتظر موقفاً دولياً أكثر حزماً تجاه نشاطات إيران التخريبية

* البنتاغون: أمريكا لم تشارك في العملية العسكرية الإسرائيلية بسوريا

* لبنان يعتزم تقديم شكوى ضد إسرائيل في مجلس الأمن

* موسكو: تعريض حياة الجنود الروس للخطر في سوريا غير مقبول

بيروت - بديع قرحاني، عواصم - وكالات

أعلنت إسرائيل السبت شن ضربات "واسعة النطاق" استهدفت مواقع "إيرانية وسورية" داخل الأراضي السورية، بعيد سقوط إحدى مقاتلاتها من طراز إف 16 في أراضيها، وإثر اعتراضها لطائرة دون طيار في أجوائها أكدت أنها إيرانية انطلقت من سوريا. وأعلن سلاح الجو الإسرائيلي، مساء السبت، أن الهجوم على المواقع السورية هو الأكبر منذ 1982 وتم بنجاح.

وكانت إسرائيل نفذت قبيل ظهر السبت غارات إسرائيلية تلت غارات واشتباك إسرائيلي سوري وقع صباحاً بعد أن أسقطت إسرائيل طائرة درون إيرانية في الجولان، وشنت غارات في العمق السوري، ما دفع دمشق إلى الرد وإسقاط طائرة إف 16 إسرائيلية.

وفي وقت لاحق، أكد مسؤول إسرائيلي أن المقاتلة الإسرائيلية إف 16 التي تحطمت شمال إسرائيل السبت أصيبت بصاروخ سوري مضاد للطائرات. وذكر الجيش الإسرائيلي أن المقاتلة كانت عائدة من مهمة قصفت خلالها منشأة إيرانية في سوريا تستخدم الطائرة الإيرانية بدون طيار التي أسقطتها إسرائيل فوق أراضيها.

من جهته، قال متحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" إن الولايات المتحدة تؤيد تماماً حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات. جاء ذلك بعد إعلان إسرائيل أنها قصفت 12 هدفاً إيرانياً وسورياً في سوريا بينها أنظمة سورية للدفاع الجوي.

وأضاف المتحدث أدريان رانكين جالواي "وزارة الدفاع الأمريكية لم تشارك في هذه العملية العسكرية.. إسرائيل أقرب حليف أمني لنا في المنطقة ونحن ندعم تماماً حق إسرائيل الأصيل في الدفاع عن نفسها ضد التهديدات لأراضيها وشعبها".

وتابع رانكين جالواي قائلاً "نشارك كثيرين في المنطقة القلق من أنشطة إيران التي تزعزع الاستقرار وتهدد السلم والأمن الدوليين ونحن نسعى لجهد دولي أكبر للتصدي لأنشطة إيران الخبيثة".

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن المقاتلة سقطت في منطقة وادي جزريل شرق مدينة حيفا، شمال إسرائيل وأصيب أحد طياريها الإثنين إصابة بالغة.

وهي المرة الأولى التي يعلن فيها الجيش الإسرائيلي بشكل واضح ضرب أهداف إيرانية في سوريا. كما أنها المرة الأولى منذ فترة طويلة -30 عاماً حسب صحيفة هآرتس- التي تفقد فيها إسرائيل مقاتلة أصيبت بمضادات أرضية خلال مشاركتها في غارات في سوريا.

ووجه متحدث باسم الجيش الإسرائيلي هو الكولونيل جوناثان كونريكوس تحذيراً إلى سوريا وإيران قائلاً إنهما "تلعبان بالنار بارتكابهما مثل هذه الأعمال العدوانية" مؤكداً "إننا لا نسعى إلى التصعيد لكننا جاهزون لمختلف السيناريوهات" وعلى استعداد لتدفيع "ثمن باهظ" على مثل هذه الأعمال.

وفي كلامه عن الطائرة من دون طيار الإيرانية التي دخلت الأجواء الإسرائيلية قال المتحدث "إنه الانتهاك الإيراني الأكثر وضوحاً للسيادة الإسرائيلية خلال السنوات الماضية"، مضيفاً "لذا، جاء ردنا بمثل هذه الشدة".

وأعلن الجيش الإسرائيلي أن التصعيد الأخير بدأ ليلة الجمعة السبت مع دخول طائرة من دون طيار إيرانية الأجواء الإسرائيلية بعد إطلاقها من الأراضي السورية. وأكد الجيش أن مروحية من نوع أباتشي اعترضت الطائرة المسيرة وأسقطتها.

وأضاف الجيش أنه "رداً على ذلك" أغارت مقاتلات إسرائيلية على الأنظمة التي أطلقت منها الطائرة المسيرة، لكنها تعرضت "لإطلاق نار من صواريخ مضادة للطيران".

وأكدت الشرطة الإسرائيلية أيضاً أن المقاتلة من نوع إف 16 تحطمت قرب حيفا شمال إسرائيل.

من جهتها، أعلنت وكالة الأنباء السورية "سانا" أن الغارات الإسرائيلية استهدفت قاعدة عسكرية وسط سوريا شرق حمص، وأن طائرات إسرائيلية عدة أصيبت.

ونقلت الوكالة السورية عن مصدر عسكري قوله "قام كيان العدو الإسرائيلي فجر الأحد بعدوان جديد على إحدى القواعد العسكرية في المنطقة الوسطى وتصدت له وسائط دفاعنا الجوي وأصابت أكثر من طائرة".

أما مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبدالرحمن فأعلن أن الغارات الإسرائيلية استهدفت مواقع شرق حمص وسط سوريا في منطقة تتواجد فيها قوات إيرانية وعناصر من حزب الله اللبناني.

وشنت المقاتلات الإسرائيلية موجة ثانية من الغارات "الواسعة النطاق" استهدفت، بحسب بيان للجيش الإسرائيلي "12 هدفاً إيرانياً وسورياً من بينها 3 بطاريات صواريخ مضادة للطائرات و4 أهداف إيرانية غير محددة يملكها الجهاز العسكري الإيراني في سوريا".

وفي إشارة إلى هذه الموجة الثانية، أعلنت دمشق تصدي أنظمة دفاعها الجوي لضربات إسرائيلية ثانية استهدفت قواعد للدفاع الجوي السوري في ريف دمشق، بحسب وكالة "سانا".

وسارعت روسيا إلى دعوة جميع الأطراف في سوريا إلى "ضَبط النفس".

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان "ندعو بقوة جميع الأطراف إلى ضبط النفس وتجنب جميع الأعمال التي من شأنها أن تؤدي إلى تعقيد أكبر للوضع". وأضافت "غير مقبول بتاتاً تهديد حياة الجنود الروس المتواجدين في الجمهورية العربية السورية للمساعدة في الحرب ضد الإرهاب".

واندلع جدال عبر الإعلام حول ما إذا كانت الطائرة من دون طيار التي تقول إسرائيل إنها أسقطتها قد دخلت المجال الجوي الإسرائيلي أم لا.

وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي إن "الادعاءات عن تحليق طائرة إيرانية مسيرة سخيفة جداً"، مضيفاً "إن القادة الإسرائيليين يلجؤون إلى أكاذيب بحق دول أخرى للتغطية على جرائمهم في المنطقة".

وفي السياق نفسه نفت "غرفة عمليات حلفاء سوريا" التي تضم قياديين من إيران و"حزب الله" اللبناني وتتولى تنسيق العمليات القتالية في سوريا، إرسال أي طائرة مسيرة فوق الأجواء الإسرائيلية فجر السبت، واصفة الاتهامات في هذا الصدد بأنها "افتراء".

إلا أن الرد الإسرائيلي جاء على لسان المتحدث باسم الجيش كونريكوس الذي أكد أن السلطات الإسرائيلية عثرت على حطام الطائرة من دون طيار التي أسقطت وأكد إنها إيرانية.

وقال في هذا الإطار "تم اعتراض الطائرة من دون طيار في غور الأردن من قبل مروحية أباتشي إسرائيلية ولدينا حطامها ونؤكد أنها إيرانية".

ورجّح كونريكوس أن تكون المقاتلة الإسرائيلية تحطمت جراء تعرضها لنيران مضادة للطائرات، من دون أن يؤكد هذه الفرضية.

ولاحقاً اجتمع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مع عدد من المسؤولين الإسرائيليين من بينهم وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي ايزنكوت.

واعتبر "حزب الله" اللبناني السبت أن إسقاط الجيش السوري لمقاتلة إسرائيلية يشكل بداية مرحلة "استراتيجية" جديدة، من شأنها أن تضع حداً "لاستباحة" أجواء سوريا وأراضيها.

من جهتها، ـعلنت الخارجية اللبنانية عزمها على تقديم شكوى ضد إسرائيل في مجلس الأمن لأن طائراتها التي أغارت على سوريا استخدمت الأجواء اللبنانية.

وأفاد بيان صادر عن الخارجية اللبنانية بأن الوزير جبران باسيل "أعطى تعليماته إلى بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك لتقديم شكوى إلى مجلس الأمن بحق إسرائيل لإدانتها وتحذيرها من مغبة استخدامها الأجواء اللبنانية لشن هجمات على سوريا".

ومنذ اندلاع الأحداث في سوريا عام 2011 عملت إسرائيل على تجنب التورط في النزاع إلا أنها كانت تستهدف أحياناً مواقع للنظام السوري أو قوافل سلاح مرسلة إلى حزب الله.

وفي مارس 2017 استهدف الطيران الإسرائيلي قافلة سلاح في سوريا واعترضت صاروخاً أطلق باتجاه أراضيها. وأكد الجيش السوري يومها أنه أسقط مقاتلة إسرائيلية وأصاب أخرى، الأمر الذي نفته إسرائيل.

وكان نتنياهو حذر الشهر الماضي من موسكو أمام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من "خطر" تمركز إيران عسكرياً في سوريا وسعيها لإنتاج أسلحة متطورة.

وقال نتنياهو الثلاثاء محذراً في هذا الإطار "نحن مع السلام إلا أننا مستعدون لكل السيناريوهات وننصح الجميع بعدم التحرش بنا".