أرتشف بضع قطرات من الشاي أفك به ريقي بينما أحمل «الموبايل» وأقلب بأطراف إبهامي الأخبار في الصحف المحلية، وإذا بخبر يسطع في عيني يعكس صورة ضبابية على بقية الأخبار المجاور له معنون بـ»القبض على مجموعة إرهابية نفذت «تفجير أنبوب نفط بوري» بعد تلقيها تدريبات مكثفة في معسكرات الحرس الثوري الإيراني».. لا إرادياً ابتسم قلبي من الداخل، ليرسم دون شعور ابتسامة عريضة على محياي، إنه الشعور الغامر بالأمن والثقة بقدراتنا الأمنية والتأكيد المستمر على أننا في دولة القانون.

بعد سويعات وبينما أقود سيارتي في الطريق وجدتها تقودني إلى شارع بوري حيث موقع تفجير الأنبوب، وحيث الارتباك الذي كنت شاهداً عليه في بداياته حتى قبل أن نعلم أسباب وظروف الحادثة. المذهل في الأمر أن ذلك الشارع لطالما مررت عليه مراراً وتكراراً لسنوات طويلة، كوني أقطن في منطقة مجاورة، ولكن يوماً من ذي قبل لم أشعر بما انتابني يوم تلقي ذلك الخبر، إنه الشعور بالانتصار.. الشعور بأن تتجول أينما تريد وفي الوقت الذي تقرره مع يقينك أن وراءك «ظهراً» تستند عليه، ودرعاً يحميك ليل نهار، لا تراه في كل وقت.. ولكنه يكفل أمنك وسلامتك ويعتني بك على الدوام. ذلك الدرع هو قوات الأمن الأشاوس الذين كان حقاً عليّ وعلى كافة المواطنين أن نفخر بهم من قبل ومن بعد.

إن المرور على مسرح جريمة أو بجواره بينما لايزال المجرم طليقاً أمر لا يمكن وصف تأثيره على الخلجات الإنسانية لا سيما من قبل المواطن الغيور الذي يعتبر استهداف أمن الوطن استهدافاً لشخصه، وهو من أهم ما يبرر شعوري الأخير بينما أختال «كالطاووس» ملأى بالثقة والفخر معاً بأن القانون قد أخذ مجراه وقواتنا قد تصدت لكل من سوّلت نفسه المساس بأمننا يوماً. ورغم أنني لست ممن يجيد إزجاء كلمات الشكر والمديح، ولكن ثمة ما يستلزم الشكر لكل من أسهم في خلق ذلك التأثير في نفسي جرّاء النتيجة الفعلية المتحققة قبيل الخبر الذي أبهجني.

اختلاج النبض:

تحية ملؤها الفخر لمعالي وزير الداخلية البحرينية ووزير النفط البحريني، ولرجالات الدفاع المدني وفرق إبطال المتفجرات وطواقم مسرح الجريمة والمختبر الجنائي وفرق البحث والتحري وكافة الجهات المختصة الأخرى المساهمة من وزارة الداخلية والجهات المتعاونة. أنتم أمننا الحقيقي، فبكم نحتمي وعليكم بعد الله المعتمد يا أبطال البحرين ورمز سلامها.