تفاجئك دبي دوماً باستباقها للعصر فلا تكاد تفيق من واحدة من مبادراتها لتدرك أن التي تليها أكبر.

القمة العالمية للحكومات واحدة من تلك المبادرات التي لن تجرؤ حكومة في العالم على إطلاقها سوى الإمارات، خاصة في ظل الصراعات والتوترات التي تسود العالم، إنما إصرار الحكومة الإماراتية على إسعاد شعبها وطموحها في مشاركة العالم أجمع بأفكارها وتجاربها والاستفادة في ذات الوقت من أفكار الآخرين هو الذي يدفعها إلى مثل هذه المبادرات.

يستقطب هذا التجمع العالمي نخبة النخبة من عقول العالم في جميع المجالات الخدمية في التعليم في الصحة في العلوم في التقنية في البيئة والتنمية المستدامة، دول ومنظمات ومؤسسات ومراكز وأفراد يعرضون تجاربهم الناجحة ويقدمون رؤيتهم للحلول المقترحة لمواجهة التحديات الكبرى والأسئلة الأكثر جرأة تجد لها إجابة في هذا التجمع.

هذه السنة يشارك في القمة أكثر من 16 منظمة دولية و140 دولة وعدد المشاركين يصل إلى 4000 مشارك يتحدث فيها نخبة من المفكرين والعلماء والفلاسفة يصل عددهم إلى 130 متحدثاً يعقدون 120 جلسة أحدهم مؤسس الواتس آب سيتحدث عن تأسيسه لهذا التطبيق الذي يتعامل مع 55 مليار رسالة يومية، ستتحدث رئيس بورصة ناسداك سيدة تدير سوقاً مالياً يصل حجم تداولاته أكثر من 7.5 تريليون دولار. سيكون ضمن المتحدثين صاحب تطبيق «اصنع رحلتي» make my trip»» وهو تطبيق استطاع خلال السنة الأولى من طرحه استقطاع 50% من السوق السياحية في الهند، سيكون ضمن المتحدثين أيضاً فلاسفة ومفكرون مثل ديباك شوبرا، والجدير بالذكر أن الهند هي ضيف شرف هذه السنة والهنود من أمثال الرؤساء التنفيذيين لأكبر الشركات سيكونون ضمن المتحدثين.

العديد مما طرح في القمم السابقة وجد طريقه لحكومة الإمارات كتبني مؤشرات قياس لجودة الحياة ومؤشرات قياس لجودة الأداء الحكومي يقوم بها مستهلكو هذه الخدمات أي المواطنون ولا تقوم بها مؤسسات تضع معيارها ثم تمضي.

العديد من الأسئلة تجيب عليها عناوين الجلسات فواحدة منها ستتحدث عن «آخر سلك في العالم» لأن العالم سيتجه لنزع الأسلاك والاتصال والتواصل والحصول على الطاقة بدون أسلاك! سؤال آخر يطرح نفسه بعد أن نزعت القيود والحواجز التي تحول بين التبادل التجاري وتلقي الخدمات «هل سيغير الشباب العالم»؟ نعم بالتأكيد فهم من ابتدع تطبيقات على الإنترنت تتجاوز الحدود الدولية وتصبح عابرة للقارات.

ستطرح الإشكاليات التعليمية ومعها ستطرح التجارب الناجحة في عولمة المدارس والمناهج التعليمية من خلال استعراض عدة تجارب ناجحة منها مجموعة جيمس التعليمية التي أنشئت في دبي والآن هي تدير أكثر من 100 مدرسة ذات جودة عالية ولديها أكثر من 100 ألف طالب من 124 ألف جنسية ويعمل لديها أكثر من 65 ألف معلم معظمهم من البريطانيين والهنود ولديها أفرع في تسع دول صاحب المجموعة بدأها في دبي.

نحن أمام مبادرة جبارة أطلقتها دولة الإمارات واستفادت منها كخبرات وتسويق وسياحة وتحريك السوق المحلي.

حين تذكر الإمارات أطلق العنان لتفكيرك فلا تحدك سماء، فهنا المستقبل ينتظرنا على ضفة الخليج.