معالي المشير خليفة بن أحمد آل خليفة من أقوى الشخصيات الوطنية حينما تتكلم، وحينما تتمثل بموقف، هذا رجل يعد من قلائل الرجال الذين حينما تراهم يعملون تثق تمام الثقة، أن هذه البلد في أيدٍ أمينة.

كلام قائد الجيش البحريني أمس فيه رسائل صريحة وواضحة، مهم جداً أن تصل لكل من يعيش حالة تهاون بشأن بلاده وحتمية الدفاع عنها، رسائل هامة لأي متخاذل عن أداء دوره وواجبه الوطني تجاه بلاده حينما تستهدف من الخونة والعملاء.

هناك مجموعات لسان حالهم اليوم يقول بلا خجل، بأنه لو رجعت الأمور لما كانت عليه قبل سبعة أعوام، لن يتحركوا من مواقعهم، ويقولونها بكل صفاقة: ماذا فعلت البحرين لنا؟!

هذا كلام جبناء لا يصدر إلا عن أصحاب مصالح، لا يرون في تراب البحرين قضية، ولا يعتبرونه أثمن من كل شيء، من يخلص لبلده مستعد لأن يضحي بنفسه وبكل ما يملك لأجلها، لا أن ينتظر «رد دين» من بلده، وأي وطني أصلاً هذا الذي يطالب وطنه برد جميل؟! هذا واجبك الذي لا يفترض أن تنتظر وراءه مقابلاً.

أقول هذا، لأن المشير نفسه ذكر الناس بأصل القضية، ووضع يده على مربط الفرس، إذ ماذا يكون الإنسان بلا وطن؟! ما قيمتك بلا أرض؟! ومن تكون أنت حين تضيع هويتك؟! ستتحول إما إلى لاجئ أو هارب أو مشرد أو مرتزق، ضياع الوطن يعني ضياع كل شيء.

وعليه فإن قوله «أمن الأوطان وسلامتها لا يقدر بثمن»، جملة لا يحس بها إلا من فقد وطنه، أو من أدرك ورأى عن قرب وطنه يكاد يضيع وينهب ويسرق ويختطف.

اسألوا العراقيين، اسألوا قبلهم السوريين، وقبل كل هؤلاء اسألوا أهل فلسطين، كم سيبذلون لأجل استرجاع تراب بلادهم، بماذا سيضحون لأجل استعادة الوطن كاملاً مستقلاً، يحويهم ويحتضن أبناءهم وينعم بالأمن والأمان؟!

لذلك، فإن كلمته حينما أفشلت البحرين محاولة الانقلاب الإيرانية «إن عدتم عدنا»، جملة لا تصدر إلا عن رجل قوي واثق، رجل يدرك تماماً بأن الخيانة وبيع الوطن لا تواجه إلا بالحزم والحسم، لذلك كان لهذا الرجل، المشير القوي، دور بارز في الحفاظ على البحرين وفي دحر أعدائها.

لماذا نحترم خليفة بن أحمد، ونحب فيه شجاعته وبسالته؟! لسبب بسيط جداً من وجهة نظر شخصية، لأن هذا رجل لم نعرفه يوماً يحرك الكلام يمنة ويسرة، لا لون رمادياً لديه، كلامه واضح ومباشر كالسيف يقطع، وبحسب الألوان لديه الأبيض والأسود فقط، بالتالي هو يسمي الأسماء بمسمياتها التي مازلنا نذكر الناس بها، حتى لا ينسى المخلصون تلك الأيام التي حاولت يد الخيانة والغدر أن تخطف بلادنا.

هو يقول كما نقول، وكما يقول كل مخلص، عن هؤلاء الانقلابيين بأنهم «عملاء إيران»، وهم «خونة الداخل» الذين حينما تلتفون لتروا الدول التي مدت إيران لها فيها أذرعاً، ستجدون أن توسعها لم يكن عبر جيشها، بل من خلال «مرتزقة» يديرون «حرباً بالوكالة».

جيشنا متأهب لكل خطب ولكل نوايا خبيثة تحيق بالبحرين، فيه قيادات ورجال لن يقبلوا بأن يدنس هذا التراب الطاهر، لن يرتضوا بغير قيادتنا الشرعية، ولن يتركوا لخلايا إيران السرطانية مجالاً، لا من الخارج ولا من الداخل.

حفظ الله البحرين برجالها الأقوياء، وليخسأ كل عميل متآمر خائن.