يسرني أن أرفع أسمى آيات التهاني والتبريكات لمقام حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المفدى حفظه الله ورعاه وإلى صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء الموقر وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وإلى شعب مملكة البحرين العزيز بمناسبة حلول الذكرى التاريخية لميثاق العمل الوطني في 14 فبراير من كل عام.

وتأتي هذه المناسبة العزيزة على كل مواطن بحلول الذكرى السنوية لميثاق العمل الوطني في ظل كل ما قد تحقق للمملكة من إنجازات مشرفة خلال هذه السنوات على كافة الأصعدة، لما شكله الميثاق من نقلة نوعية لوطننا العزيز إلى مصاف الدول الديمقراطية ومرحلة جديدة للمجتمع البحريني، حتى أصبحت البحرين موضع التقدير والاحترام والإعجاب من قبل المجتمع المحلي والدولي، بفضل الجهود المضنية التي أولتها القيادة الرشيدة حفظهم الله لتعزيز مكانة البحرين بين دول العالم على كافة المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

وتعتبر هذه المناسبة فرصة لتقييم كل ما تم تنفيذه في السابق ومضاعفة الجهود في المستقبل لتحقيق المزيد من التقدم والرقي والازدهار للمواطن وللوطن، وعند الحديث عن قطاع الكهرباء والماء فيمكننا القول بأن هذا القطاع استطاع إحداث نقلة نوعية في جودة الخدمات التي يقدمها للمواطنين والمقيمين في ظل العهد الزاهر لجلالة الملك المفدى حفظه الله ورعاه، وعلى سبيل المثال لا الحصر، تم تقليل عدد ومدة الانقطاعات الفنية في فترات الصيف لأقصى الحدود حتى أصبحت شبه معدومة في الكثير من المناطق، وتمت السيطرة على الفاقد من المياه، وتم إنجاز تحسن كبير في تقليل عدد الحوادث المضيعة للوقت، وتكثيف التواصل مع السلطة التشريعية ومع المواطنين لتلمس احتياجاتهم، وإعادة هندسة الإجراءات للتسريع في عملية توصيل خدمات الكهرباء والماء إلى المشتركين الجدد والمشاريع الاستثمارية، كما امتدت خدمات الكهرباء والماء لتشمل جميع المحافظات والمدن والقرى والمناطق النائية في جميع ربوع المملكة، وتمت الاستعانة بأحدث التقنيات الحديثة لرفع كفاءة الإنتاج وترشيد الاستهلاك، وتنفيذ المشروع الطموح للربط الكهربائي بين دول مجلس التعاون الخليجي الذي يعتبر أحدى اهم ثمرات التعاون الخليجي والتي عمت فائدته على جميع دول مجلس التعاون، والعمل جاري الآن كذلك على إعداد استراتيجية طموحة لاستدامة المياه.

ولأول مرة في تاريخ البحرين تم إدخال مصدر جديد لتوليد الكهرباء والماء، ألا وهو الطاقة المتجددة من الشمس والرياح التي تمتاز بنظافتها واستدامتها، وأعطت القيادة الرشيدة بمملكة البحرين أقصى اهتماماتها بتشجيع الاستفادة من الطاقة النظيفة من أجل تحقيق تنمية مستدامة وشاملة في البلاد، وقد خطت الحكومة الموقرة خطوات واسعة في هذا الشأن، حيث تم تأسيس وحدة الطاقة المستدامة في نوفمبر عام 2014، وتم استحداث خطتين وطنيتين للطاقة المتجددة وتحسين كفاءة الطاقة، وتشكيل لجنة وطنية برئاسة وزير شؤون الكهرباء والماء لمتابعة تنفيذ هاتين الخطتين، ويتوالى التقدم في قطاع الطاقة المتجددة إلى العديد من الخطوات والإنجازات كعزم الحكومة الموقرة على بناء محطة للطاقة الشمسية بقدرة إنتاجية تبلغ 100 ميغاوات بالشراكة مع القطاع الخاص، وآخر تلك الخطوات التاريخية هي الموافقة نظام صافي العداد Net Metering الذي يسمح للأشخاص سواء أفراد أو مؤسسات من إنتاج الكهرباء من الطاقة المتجددة في منازلهم ومنشآتهم وربط هذا الإنتاج بالشبكة الحكومية.

إن مناسبة ذكرى ميثاق العمل الوطني هي فرصة لتجديد الالتزام على مواصلة مسيرة الإصلاح للمشاركة في بناء وطن ديمقراطي متقدم في جميع المجالات والإسهام في توفير الحياة الكريمة لكافة المواطنين، وأتمنى من الله العلي القدير أن تعود هذه المناسبة على مملكة البحرين والقيادة الرشيدة والشعب الوفي بالخير والأمن والبركات، وكل عام وانتم بخير.

* وزير شؤون الكهرباء والماء