طلاب جامعة سرقهم الوقت وفصلوا منها قبل أن يتخرجوا، بعضهم لم يبق له إلا القليل في مشوار الدراسة الطويل، وقبل خط النهاية انقطع النفس وانتهى المشوار وضاعت سنين، فهل من مخرج؟

علي الماجد كان طالباً في جامعة البحرين تخصص دراسة تجارية في السنة الثالثة تبقى له فصل على التخرج لكن لعدم وصوله إلى المعدل المطلوب فصل من الجامعة. يقول علي "كنت في أول فصل أركز على دراستي فقط، ووجدت أنني أحتاج المال لأسد احتياجاتي ومصاريف الجامعة فحصلت على عمل أتقاضى منه مبلغاً بسيطاً لكن الجمع بين الدراسة والعمل كان صعباً جداً علي".

ويضيف "كنت أذهب إلى الجامعة ثم إلى العمل وبعده أبدأ المذاكرة. بذلت جهدي لكن كان من الصعب أن أرفع مستواي وأركز في دراستي أكثر أمام ضغط العمل وكثرة الامتحانات، وكنت بعض الاحيان أتغيب عن المحاضرات بسبب العمل".



وبعد فصله من الجامعة يقول علي "كان شعوري سيئاً جداً وحزيناً للغاية. بذلت كل جهدي ووقتي ومالي من أجل الجامعة، وكانت فرحتي كبيرة بأنني سأتخرج بعد فصل وأحصل على الشهادة وأحضر حفل التخرج الذي انتظره والداي طويلاً. لكنني لم أستطع أن أحقق حلمهما. قدر الله وما شاء فعل. الآن أنا أبحث عن وظيفة جيدة رغم أنه يصعب الحصول على ذلك بشهادة الثانوية. فكرت في الانتساب لجامعة خاصة لكن الميزانية لم تسمح لي".

"كل شيء تحطم"

أماني كانت طالبة في جامعة البحرين تخصص شريعة، دخلت الجامعة في 2011 وفصلت منها في 2015 لعدم وصولها إلى المعدل المطلوب. تقول اماني "أنجزت 90 ساعة وتبقى لي 39 ساعة لكن تم فصلي بعد أن حصلت على إنذارات. تظلمت مرتين لكن دون فائدة. كنت أحاول بكل جهدي أن أدرس جيداً وأرفع معدلي الجامعي لكني كنت أواجه مشاكل في البيت، ولا يوجد لي مكان مخصص لأدرس فيه بهدوء وتركيز، أنتقل من مكان لآخر، مره في غرفة والدي ومرة في غرفة أخي المتزوج، بحثاً عن مكان هادئ".

وعن فصلها، تقول "كان شعوراً حزيناً، تحطمت كل آمالي، قطعت شوطاً كبيراً لأحقق حلم حياتي بالتخرج من الجامعة ولم يبق لي سوى سنة، لكن كل ذلك تحطم في لحظة. أحس أنني بلا فائدة ولم أجد وظيفة حتى الآن ولا أستطيع دخول جامعة خاصة".

"لن أستسلم"

طالبة حقوق في جامعة البحرين دفعة 2013 فضلت عدم ذكر اسمها، تقول "عانيت كثيراً في التخصص، حصلت في ثالث فصل على اول إنذار من الجامعة، وبعد جهد ومثابرة وتعب ارتفع المعدل التراكمي إلى المعدل المطلوب.

كنت أعيد المقرر مرتين فأنزل مقرر تحسين حتى يرتفع المعدل، لكن بهذه الطريقة سأتأخر في التخرج. كل ما أتمناه أن أكون خريجة حقوق من جامعة البحرين، وأن أفرح والدتي التي تدعمني وتوفر لي كل ما اريده ليرتفع المعدل وأنجح.

كنت أحبس نفسي في الدراسة يومياً، ولا أذهب إلى أي مكان، من الجامعة إلى البيت لمذاكرة الدروس، وبعد أن ارتفع المعدل الحمد لله نزلت 6 مقررات فكنت أبذل كل طاقتي لكن بعد الامتحانات نزل المعدل وحصلت على ثاني إنذار، حزنت كثيراً لكنني لن أستسلم فمازلت مثابرة وسأحاول رفع المعدل بكل قدرتي".