أكد حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، أن ميثاق العمل الوطني استطاع وبجدارة، أن يعمق الإرث الحضاري الخصب للبحرين، حيث جاء معبراً عن آمالكم وتطلعاتكم الوطنية، وتعمل مبادئه الرحبة على ترسيخ وحدة الصف والوطن، ونبذ الفرقة والطائفية، وحماية قيم السلام والتسامح، مضيفاً "ولنا الفخر أن نشهد اليوم النتائج الطيبة لتجربة وطنية نعتز بها جميعاً، نحمل مع كل مواطن ومواطنة شرف صيانتها ومسؤولية المضي بها قدماً نحو الأفضل، لما تحمله من قيمة تاريخية كبرى، ساهم في وضع أسسها مختلف قطاعات مجتمعنا المدني بقواه المستنيرة وشخصياته الوطنية من رجاله ونسائه الكرام".

وأكد جلالته "أهمية التعاون المستمر والبناء بين السلطتين التنفيذية والتشريعية في تسريع وتيرة العمل وخصوصاً الموجهة نحو تنويع مصادر الدخل، وتنمية اقتصادنا الوطني، دون إخلال بمكتسبات المواطنين وبما يرتقي بمستوياتهم المعيشية، مكررين بهذا الشأن توجيهنا بإعادة هيكلة الدعم ووصوله إلى مستحقيه من المواطنين، وفق أسس موضوعية تأخذ في الاعتبار التطورات في جميع المجالات"، داعياً الجميع، كلاً من واقع مسئوليته، إلى التمسك بجوهر ومبادئ هذه الوثيقة المعبرة عن آمالنا والموحدة لمواقفنا، بالمحافظة على ما تحقق، وبمواصلة العمل المخلص للبناء على مكاسبنا وإنجازاتنا.

واستقبل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، في قصر الصخير الثلاثاء، صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة ولي العهد نائب القائد الأعلى النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وكبار أفراد العائلة المالكة الكريمة، وأعضاء السلطة التشريعية والتنفيذية والقضائية وأعضاء اللجنة الوطنية العليا لإعداد مشروع ميثاق العمل الوطني، بمناسبة الذكرى السابعة عشرة لإقرار ميثاق العمل الوطني.



وبعد تلاوة آي من الذكر الحكيم، تفضل حضرة صاحب الجلالة بإلقاء كلمة سامية هذا نصها:

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين،

أصحاب السمو،

الأخوة والأخوات الحضور،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،

يسعدنا في هذا اللقاء المبارك أن نحتفي بالذكرى السابعة عشرة للتصويت على ميثاق العمل الوطني التي نستذكرها بكل إكبار كانطلاقة واعدة في مسيرة التحديث الشامل لمؤسسات الدولة وسلطاتها الدستورية، والتي جاءت ملبية لتطلعات شعبنا الوفي بإجماع غير مسبوق، جسد الهوية البحرينية الجامعة والمتطلعة للتطوير والتقدم الحضاري.

ولنا الفخر أن نشهد اليوم النتائج الطيبة لتجربة وطنية نعتز بها جميعاً، نحمل مع كل مواطن ومواطنة شرف صيانتها ومسئولية المضي بها قدماً نحو الأفضل، لما تحمله من قيمة تاريخية كبرى، ساهم في وضع أسسها مختلف قطاعات مجتمعنا المدني بقواه المستنيرة وشخصياته الوطنية من رجاله ونسائه الكرام.

ونود التأكيد هنا، على أن ميثاق العمل الوطني قد استطاع وبجدارة، أن يعمق الإرث الحضاري الخصب للبحرين، حيث جاء معبراً عن آمالكم وتطلعاتكم الوطنية، وتعمل مبادئه الرحبة على ترسيخ وحدة الصف والوطن، ونبذ الفرقة والطائفية، وحماية قيم السلام والتسامح.

فالميثاق بمبادئه الشاملة جاء كخير حاضن للحريات وخير راع ٍلحقوق الإنسان، معززاً بذلك النموذج البحريني الرائد في التعايش الإنساني باحتضانه للتعددية الفكرية والثقافية، ويعود نجاحنا في ذلك، من بعد الله، لما يتميز به الإنسان البحريني المتحضر بعطائه المستمر نحو التطوير والتحديث، والذي تكمن فيه ثروتنا الحقيقية ومصدر فخرنا بين الأمم.

الإخوة والأخوات، لقد اعتمد الميثاق، ومنذ إقراره مرجعاً رسمياً لعملنا الوطني، صيغة المشاركة الوطنية في صناعة القرار تمثلت في إقامة نظام المجلسين، الشورى والنواب، كما هو في غالب دول العالم وقد تطور عملها المشترك بشكل متدرج من خلال أربعة فصول تشريعية ثرية بالإنجاز، إلى جانب استكماله للحقوق السياسية للمرأة.

ومن هنا، فإننا نعيد التأكيد على أهمية التعاون المستمر والبناء بين السلطتين التنفيذية والتشريعية في تسريع وتيرة العمل وخصوصاً الموجهة نحو تنويع مصادر الدخل، وتنمية اقتصادنا الوطني، دون إخلال بمكتسبات المواطنين وبما يرتقي بمستوياتهم المعيشية. مكررين بهذا الشأن توجيهنا بإعادة هيكلة الدعم ووصوله إلى مستحقيه من المواطنين، وفق أسس موضوعية تأخذ في الاعتبار التطورات في جميع المجالات.

ونشيد في هذا الإطار بالإنجازات المتميزة التي تحققها السلطة التشريعية، بغرفتيها، وقيامها بأدوارها الدستورية المناطة بها على أكمل وجه، وما تجتهد في بذله على صعيد الدبلوماسية التشريعية للإسهام في الترويج للوجه الحضاري المشرق لمملكة البحرين.

ولا يسعنا ونحن نسترجع تلك المحطات الهامة في مسيرة تطور الحياة الدستورية في البلاد، إلا الإعراب عن بالغ الشكر والتقدير لرئيس وأعضاء لجنة صياغة ميثاق العمل الوطني، وكافة اللجان التي وضعت الميثاق موضع التطبيق لنصل إلى ما وصلنا إليه من نتائج باهرة.

وبعون من الله، ستظل ثوابت ميثاق العمل الوطني بروحها المتجددة ورؤيتها الواعدة دافعاً للمزيد من البناء والتطوير، مستندين في ذلك على احترام حكم القانون من خلال المؤسسات الدستورية، للارتقاء بمسيرتنا الوطنية التي تستمد قوتها من روح المشاركة الإيجابية وقيم الانتماء الوطني، النابعة من تلك الإرادة البحرينية التي كتب الله لها وبشواهد التاريخ، أن تكون حرة، أبية ومستقلة.

وفي الختام وبهذه المناسبة العزيزة، فإنني أدعو الجميع، كلاً من واقع مسئوليته، إلى التمسك بجوهر ومبادئ هذه الوثيقة المعبرة عن آمالنا والموحدة لمواقفنا، بالمحافظة على ما تحقق، وبمواصلة العمل المخلص للبناء على مكاسبنا وإنجازاتنا. والله نسأل أن يحفظ بلادنا وأمننا وأن يجعل أيامنا الوطنية مناسبات فرح ومدعاة فخر، وأن يعيننا وإياكم على بذل المزيد في سبيل تقدمنا ورفعة شأننا، إنه سميع مجيب الدعاء، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ورفع الجميع إلى المقام السامي لصاحب الجلالة ، أصدق التهاني والتبريكات وأطيب التمنيات بهذه المناسبة العزيزة، معبرين عن بالغ الفخر والاعتزاز بما حققته البلاد في ظل القيادة الرشيدة لجلالة الملك المفدى من إنجازات رائدة في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والثقافية والاجتماعية والتعليمية والتي جعلتها تحظى بمكانة متقدمة بين دول العالم، مشيدين بالجهود الطيبة لجلالة الملك المفدى من أجل الارتقاء بعلاقات المملكة مع مختلف البلدان الشقيقة والصديقة، وترسيخ مواقفها المشرفة في المحافل الدولية وتعزيز دورها الريادي في محيطها العربي والدولي، داعين الله سبحانه وتعالى أن يحفظ العاهل المفدى ويسدد خطاه ويديم على جلالته موفور الصحة والسعادة لمواصلة قيادة مسيرة النهضة والتنمية والتطور التي تشهدها البحرين في عهده الزاهر.

وقد أقام حضرة صاحب الجلالة العاهل المفدى مأدبة غداء تكريماً للحضور بهذه المناسبة الوطنية المجيدة.