* تكريم الفائزين بـ"جوائز القمة العالمية للحكومات"

* وزير خارجية الإمارات: الثورة الصناعية الرابعة تدفع الحضارة الإنسانية للقفز مسافات هائلة

* روبرتو أزيفيدو: لا مستقبل للعالم دون منظمة التجارة العالمية



* مدير عام "اليونسكو": ظهور الذكاء الصناعي أكثر أهمية من اكتشاف النار

دبي – صبري محمود

اختتمت الثلاثاء في دبي، أعمال القمة العالمية للحكومات تحت شعار "استشراف حكومات المستقبل"، والتي عقدت على مدار 3 أيام بمشاركة نحو 130 متحدثاً عالمياً في 120 جلسة حوارية وتفاعلية، إلى جانب مشاركة أكثر من 4000 شخصية من 140 دولة، من بينهم رؤساء حكومات، ووزراء، ومسؤولون، وصناع قرار، وعلماء، وخبراء سياسة واقتصاد، وباحثون وأكاديميون ومبتكرون.

وكرم نائب رئيس دولة الإمارات رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، سمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الفائزين بـ"جوائز القمة العالمية للحكومات"، كما شهد اليوم الختامي العديد من الجلسات المهمة والتي تفاعل معها المشاركون.

التحالف العالمي للسعادة

وأطلقت دولة الإمارات على هامش فعاليات القمة "التحالف العالمي للسعادة"، الذي يضم وزراء من 6 دول، هي الإمارات والبرتغال وكوستاريكا والمكسيك وكازاخستان وسلوفينيا. ويهدف التحالف العالمي للسعادة، إلى تعميم مفهوم السعادة أساساً وغاية للتنمية والعلاقات بين الأمم، وتبادل الخبرات وقياس أثر التجارب الرائدة في تكريس السعادة نهجاً للعمل الحكومي في كل القطاعات، إذ جاء إطلاق هذا التحالف في أعقاب الزخم الذي حققه الحوار العالمي للسعادة، الذي أقيم عشية انعقاد القمة.

وينص الإعلان المشترك للتحالف، على تحقيق عدد من الأهداف هي: الإسهام الفعّال في تعزيز الحوار في السعادة عالميا، ونشر المعرفة وتبادل المعلومات والخبرات بشأن تطبيق سياسات السعادة على نطاق أوسع بين الدول الأعضاء، وتنفيذ المشاريع المشتركة التي تعزز جهود تلك الدول. كما نص على عقد التحالف اجتماعاً سنوياً، ضمن فعاليات القمة العالمية للحكومات في دولة الإمارات، لبحث الإنجازات والتطورات، وتبادل الأفكار التي يمكن أن تساعد أعضاءه في الارتقاء بالسياسات والبرامج وأطر العمل الرامية إلى تحقيق السعادة المستدامة للمجتمعات.

معالم الثورة الصناعية الرابعة

وتحدث وزير الخارجية ورئيس مجلس التعليم والموارد البشرية، بدولة الإمارات، الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، عن التعليم في جلسة بعنوان كيف نجعل نظامنا التعليمي يخدم وظائف المستقبل؟ وأكد أن الحوسبة الكمية، وعلوم الروبوتات، والسيارة ذاتية القيادة، والتقنيات العصبية، والتعلم العميق، التعديل الجيني، الطباعة ثلاثية الأبعاد والذكاء الاصطناعي من أبرز معالم الثورة الصناعية الرابعة وكلها ستدفع الحضارة الإنسانية إلى القفز لمسافات هائلة، مشيراً إلى إنجازات دولة الإمارات في الثلاث السنوات الماضية في قطاع التعليم والتي نجم عنها نتائج قياسية لمحو الأمية في الدولة في فترة قصيرة. وقال: نحن بحاجة إلى قفزة مشابهة في قطاع التعليم نغير من خلالها الطريقة اللي يتعلم فيها أبناؤنا، وفي مستقبل العلاقة بين التعليم وسوق العمل.

وأضاف أننا نطمح للحصول على فائزين بجوائز نوبل في العلوم، وكذلك بجوائز نوبل للآداب، وسنصر على تدريس الفنون والآداب مع المواد الأخرى. وذكر أن الإمارات اليوم تدخل ثورة صناعية جديدة ستسعى إلى تقريب العالم المادي من العالم الرقمي وتربط الإنسان بالآلة بشكلٍ غير مسبوق. ونحن بحاجةٍ إلى التخلي عن مهارات معينة وكسب مهاراتٍ مثل التفكير الناقد، القدرة على التكيف والصمود، مفهوم التعلم مدى الحياة، توسيع الآفاق والسعي للتميز، مهارات حل المشكلات والذكاء العاطفي.

آفاق التجارة العالمية

وتحدث روبرتو أزيفيدو مدير عام - منظمة التجارة العالمية عن آفاق التجارة العالمية في عالم مترابط، وقال: لا مستقبل للعالم دون منظمة التجارة العالمية، فعملنا يمس الأنشطة التجارية حول العالم، وهي أعمال تمس حياة الجميع، مؤكداً أن التجارة الإلكترونية حقيقة لن تزول وهي في تنامٍ مستمر، وهناك دول غير مستعدة للتجارة الإلكترونية، لذا يجب إعداد الأطر القانونية لدعم ذلك. وأضاف أن البعض يتحدث عن ابتكارات ستغير العالم، مشيراً إلى أنه عندما ابتكر أحدهم العجلة، خسر أحدهم وظيفته، وهذه طبيعة الحياة، لكن ما يجب أن نتحدث عنه هو سرعة التغير العالمي.

المعرفة الجماعية

وتحدثت أودري أزولاي، مدير عام منظمة "اليونسكو" في جلسة مهمة حول مستقبل العالم في ظل المعرفة الجماعية، وأكدت أن ظهور الذكاء الصناعي أكثر أهمية من اكتشاف النار من حيث إحداث تغييرات سريعة في السياسات والاتفاقيات العامة، مشيرة إلى ضرورة الاستثمار في الذكاء البشري اليوم وأكثر من ذي قبل، نعول على ذكاء كل امرأة ورجل في العالم.

وقالت: "نحن في عالم نواجه فيه تحديات مشتركة ويتعيّن علينا أن نقيم حوارات فيما بيننا لنتشارك المعارف والابتكارات. فالعلوم والتكنولوجيا تفتح آفاقاً جديدة تغير حياتنا". وأشارت إلى أن "هناك العديد من التحديات مثل التكنولوجيا، التغير المناخي والجغرافيا، لذا علينا استعادة روح الحوار والتعددية لنتمكن من مواجهتها، ونحتاج، أكثر من أي وقت مضى، إلى التعاون والحوار الدولي، وعلينا أن نتكيف مع عالمنا الجديد، والرهان اليوم يكمن في التفكير في صناعة مستقبلنا بالبناء على مبادئ الكرامة البشرية، فالتعليم في قلب رؤيتنا للمستقبل، ففي غياب التعليم النوعي للجميع، لا يمكن تحقيق أهداف أجندة عام 2018 ضمن أهداف التنمية المستدامة، فالعالم اليوم يواجه تحديات ومحاولات للتطهير العرقي.. لكن الثقافة تتجاوز ذلك، هذا هو الحل المستدام الوحيد في سبيل القضاء على التطرف".