لم تتوانَ عن تلبية النداءات الإغاثية، وقبل أيام قررت تأجيل موعد زواجها وإلغاء حفل زفافها لتشارك في رحلة إغاثية تطوعية إلى النيبال في لفتة إنسانية أسرت قلوب الآلاف. وانطلقت الفتاة السعودية العشرينية رزان سندي ضمن فريق جزيل التطوعي المكون من 4 فتيات سعوديات وشابين لاستثمار طاقاتهم المادية والبشرية، في محاولة لإسعاد أطفال النيبال قدمت فيها عدد من الدورات والأنشطة الرياضية والترفيهية.

واستمدت رزان حبها للتطوع من عائلتها ومجتمعها، مؤكدة أن كل إنسان بداخله ذرة عطاء وخير، قد تزيد وتتأجج بدعم من البيئة التي يعيش فيها كل شخص، وقد تخبو إن لم تجد المكان الجيد لتنمو وتكبر فيه.

"زوجي شجعني"



إلى ذلك، قالت في مقابلة مع "العربية.نت" إنها آمنت برسالتها في العمل الإنساني، وأرادت أن تترك أثرا لها، فجاء قرارها الذي حظي بقبول إيجابي من عائلتها، وبالخصوص زوجها الذي شجعها على الرحلة لأنها أرادت أن تنقل فرحتها من محيط أسرتها ومدينتها إلى عالم أوسع، وتشارك أطفال النيبال فرحتها، وأن تكون عروساً وسطهم بدلاً من قاعة الفرح والزفة.

ومنذ اللحظة التي وطئت فيها أقدامها أرض نيبال، كانت على موعد مع تجربة رائعة، حيث رحب بها الأهالي ثم نفذت سلسلة من الرسوم على جدران المكتبة التي أنشأتها هناك، وأسمتها مكتبة العنود، تخليدًا لأثر إحدى عضوات الفريق رحمها الله.

كما خاضت تجربة تجهيز غرفة الرعاية الصحية، إضافة إلى تأسيس المتجر لتعليم الأطفال مهارات صناعة وتزيين الأعمال الفنية بطرق فنية تحاكي أحلامهم وطفولتهم، ثم قضت وقتاً مع الأطفال لتعليمهم وابتكار برامج ترفيهية لهم.

إسعاد أطفال النيبال

ووصفت رحلتها بالممتعة والشيقة، حيث قامت بصحبة فريقها باختيار مخيم في كل مرة وإحياء احتفال فيه مع أطفال مؤسسة الفراشة، حيث قدموا المساعدة على شكل هدايا للأطفال، بالإضافة لمسابقات وأنشطة ترفيهية منوعة مع الأغاني والرقصات الجميلة والرسم على الوجوه.

أما ما تضمنته الهدايا، فقالت إنها "ألبسة جديدة أو أحذية رياضية مميزة، وألعاب ترفيهية تعليمية"، كما أشارت إلى أن الفريق يعمل على إدخال الفرح إلى قلوب الأطفال، حتى بات الأطفال في المخيمات يترقبون قدوم الفريق للتمتع بالأنشطة وتلقي هداياهم، حتى إن الفريق، بحسب رزان بات يتلقى الدعوة من الأهالي في المخيمات للقدوم وإقامة النشاطات بشكل دوري، مؤكدين أن السعادة التي أدخلها هذا الفريق إلى المخيمات تكفي وحدها لزيادة صبرهم وتجديد الأمل في نفوسهم.

كما أكدت أن تجربتها كانت رائعة، ويمكن وصفها برحلة العمر. وقالت: استمتعنا بكل لحظة وبكل ابتسامة رسمناها على وجوه الأطفال الذين تحلقوا حولنا ليعيشوا تجربة نقلتهم إلى عوالم الألوان والبالونات، لتشحذ فيهم الأمل، وتدفعهم للعمل والاجتهاد والتعلم ليعيدوا بناء أوطانهم، وكان العمل الجماعي بيننا يسوده الود والرغبة الكبيرة في تقديم أي خدمة تسهم في إسعادهم، ويشجعها في ذلك زوجها أنس الحربي على الرغم من أنه لم ينخرط في تجربة العمل التطوعي فيرى أن أحد أسس حياتهم الزوجية هو تفهم رغباتهم الشخصية واحترامها الأمر الذي سيعلمه لأبنائهم".

أما عن كيفية انطلاق الفكرة، فأكدت رزان أنها انطلقت من فريق جزيل التطوعي قبل 3 سنوات بهمة مجموعة من الشباب الجامعي، الذين استشعروا آلام ومعاناة العديد من الأطفال في الدول المنكوبة، فسعوا إلى مد يد العون لهم بأبسط ما كان متاحاً بين أيديهم للتخفيف من وقع ما أصابهم.