نظرة الفخر والاعتزاز والتباهي في وجدان الشعب البحريني لميثاق العمل الوطني ليست لنسبة التصويت العالية ونسبة المشاركة، وإنما يكمن فخر واعتزاز ما يكنه الشعب البحريني لقائد نهضة البحرين الحديثة سيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المفدى، حفظه الله، وأيده بنصره، على الإصلاحات التي شهدتها مملكة البحرين بعد تولي جلالته مقاليد الحكم، وعلى عزمه في وصول مملكة البحرين إلى أعلى مراتب التقدم والتطور في ظل الإصلاحات الشاملة، فمملكة البحرين على مر السنوات الماضية وفي ظل حكم آل خليفة الكرام دولة مستقرة والولاء للوطن صفة متلازمة ومقدسة في الشعب البحريني حيث العلاقة بين الحاكم والشعب دائماً علاقة طيبة وقوية ومترابطة، والمجتمع بتنوع شرائحه متماسك يقوده الولاء والانتماء للوطن وللحاكم نحو الاستقرار، ومع بداية تولي عاهل البلاد المفدى مقاليد الحكم كانت الإصلاحات في البلاد متسارعة تخطو بخطى ثابتة أبهرت العالم من النظرة الواثقة المتوازية مع حزمة الإصلاحات التي جعلت المملكة محل تقدير واحترام الجميع، وميثاق العمل الوطني كان ولادة جديدة للبلاد وبناء دولة حديثة شاملة ترتكز على دعائم قوية وعلى غرس حكام هذا الوطن على مر العصور، الثوابت الصحيحة.

إقرار ميثاق العمل الوطني وذكرى التصويت كان عرساً وطنياً ديمقراطياً، كان الشعب ينتظر اللحظة التي يضع يده بيد عاهل البلاد حفظه الله حيث المشروع الإصلاحي في مرحلة يعمها التفاؤل والطموح لمستقبل مشرق، المشروع الإصلاحي لم يأتِ ولم يرَ النور لأن المملكة في حالة فوضى أو عدم استقرار، وإنما لحاجة الدولة الحديثة إلى التطور في كل جانب، ومسايرة كل ما يطرأ من جديد، فهذا في الواقع حماية للدولة وللشعب، فهناك من يصطاد في الماء العكر وهناك من يكيل بمكيالين، وهناك من يقتنص اللحظات، فالمملكة كانت ولاتزال تحت المجهر، فثمة من يراقبها ومن ينتظر تعثرها، فالعهد الإصلاحي هو ثمرة تم رعايتها على مدار سنوات طويلة وقد أينعت وجاء حصادها لتظهر للجموع بأن المملكة قادرة على أن تسبق كثيراً من الدول وتنافسهم في ديمقراطيتها فهي بلد المؤسسات والقانون.

العهد الإصلاحي أعطى مساحة كبيرة للمواطن ليحدد ماذا يريد أن يصنع للوطن، فجلالته حفظه الله أعطى الشعب على طبق من ذهب ميثاق العمل الوطني لخير البلاد من خلال حزمة من الإصلاحات، لذلك على الشعب أيضاً أن يحدد ماذا يقدم للوطن، هل سيظل يخطو نحو الإصلاحات أم سيغرد خارج السرب حيث العواقب الوخيمة، جلالة الملك حفظه الله بدأ صفحة جديدة مع الجميع حيث كانت النوايا البيضاء تتقدم الإصلاحات الشاملة، وكان العفو غير المشروط عن المبعدين السياسيين خارج البلاد والسماح لهم بالرجوع إلى الوطن بوادر مرحباً بها بالإجماع، هذه المبادرة لم نسمع عنها في سياسات الدول الكبرى ولكن احتضان أبناء الوطن أجمل ما يكون بين القيادة والشعب، وكانت إرادة جلالته بأن الجميع يستحق الصفح والعفو وبداية جديدة لعهد جديد تحفه حزمة من الإصلاحات، فهناك من قدر هذه المحاولة لبداية جديدة وهناك من خيب الآمال وخان الأمانة، وبرغم ذلك كله مازالت البحرين تسير بخطاها الثابتة برغم العديد من التحديات التي تحدها وتحيط بها.

ذكرى يوم ميثاق العمل الوطني فرصة طيبة لاستذكار في أي نقطة بدأت فيها المملكة وإلى أين وصلت؟ فهذا اليوم عزيز على الشعب البحريني حيث كانت البيعة وتقديم الولاء لعاهل البلاد حفظه الله، وبهذه المناسبة نتقدم بالتهاني والتبريكات للقيادة الرشيدة ونجدد البيعة والولاء لسيدي حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه.