لخص صاحب السمو الملكي الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، رئيس الوزراء الموقر، مكانة المملكة العربية السعودية ودورها في العالمين العربي والإسلامي بقوله خلال الجلسة الأخيرة لمجلس الوزراء «من حق السعودية علينا في العالم الإسلامي والعربي شكرها ودعمها على ما تقدمه في سبيل خدمة الحرمين الشريفين ورعاية المشاعر المقدسة» وأن «الحرمين الشريفين بأيدٍ أمينة صادقة وحكومة لا تدخر جهداً في توفير كل سبل الراحة وتذليل الصعاب أمام ضيوف الرحمن... فهي بلد عاهدت على بذل الغالي والنفيس لرعاية المقدسات الإسلامية وخدمة ضيوف الرحمن على مر العصور... وصدقت ما عاهدت الله عليه».

الدور الذي تقوم به السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لا بد من أن يجازى من قبل العالمين العربي والإسلامي بالشكر والعرفان، فهو دور غير عادي ولا يمكن لمن سرح به الخيال لحظة واعتقد أنه قادر على القيام به أن يتمكن من ذلك، فخدمة الحرمين الشريفين تكليف وتشريف أثبتت السعودية على مدار السنين أنها الأقدر والأحق على القيام به، ويشهد بهذا كل من أكرمه الله سبحانه وتعالى بالحج أو العمرة.

خلال السنوات القليلة الماضية اشتغلت ماكينة الإعلام الفارسي ضد السعودية وشطح الخيال بمسؤوليها فاقترحوا فيما يخص خدمة الحرمين الشريفين ما لا يمكن أن يتحقق على أرض الواقع، لذا لم يلتفت أحد إلى ما اقترحوا واستقبل الكثيرون ذلك باستهزاء بسبب وضوح الربط بين الديني والسياسي، فكان الرد هو أنه لا مجال لتسييس الحج وخدمة الحرمين الشريفين. ولكن لأن النية سيئة والغاية سياسية لذا أعادت إيران طرح ما طرحته من قبل وفشل ولكن عبر بوابات أخرى من الواضح أنها باتت متمكنة منها، وهو ما استدعى سرعة الرد من العالمين العربي والإسلامي وتأكيد أحقية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين وتأكيد قدرتها على ذلك. السعودية كما قال صاحب السمو الملكي رئيس الوزراء «لا تدخر جهداً في توفير كل سبل الراحة وتذليل الصعاب أمام ضيوف الرحمن، فهي بلد عاهدت على بذل الغالي والنفيس لرعاية المقدسات الإسلامية وخدمة ضيوف الرحمن على مر العصور وصدقت ما عاهدت الله عليه».. وعليه فإن «من حق السعودية علينا في العالم الإسلامي والعربي شكرها ودعمها على ما تقدمه في سبيل خدمة الحرمين الشريفين ورعاية المشاعر المقدسة».

من حق السعودية على العرب والمسلمين عموماً أيضاً شكرها على ما تقوم به في العديد من البلدان وعلى الدعم اللامحدود الذي تقدمه للكثيرين في الكثير من بلدان العالم، فالسعودية ليست كدول أخرى كثيرة تعمل لنفسها فقط، السعودية تعمل من منطلق أن عليها أن تتحمل مسؤوليات سياسية واقتصادية لتسهم بفاعلية في الارتقاء بالمنطقة وبالعالمين العربي والإسلامي بل بالإنسانية جمعاء، وهذا دور اختطه لها مؤسسها الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود الذي «شاد كياناً شامخاً متميزاً» ووفر للعالمين العربي والإسلامي القواعد التي يبنيان عليها مستقبل شعوب دولهما، فمؤسس المملكة «كان مسلماً ملتزماً وعربياً غيوراً على عروبته، وكان قادراً على التعامل مع التيارات السياسية الدولية ورموزها بمعادلات واضحة، واختط لنفسه وبلده سياسات ذات ثوابت رصينة في مرونة وقدرة كبيرة على الحركة... فالحضارات يبنيها الرجال الأفذاذ المخلصون من واقع مسيرة حضارية حكيمة تنطلق من الجذور» كما جاء في مقدمة كتاب «الملك عبدالعزيز.. رؤية عالمية» لمؤلفه الدكتور ساعد العرابي الحارثي.

إن بلاداً أساسها الملك عبدالعزيز ورايتها الملك سلمان بن عبدالعزيز ومستقبلها الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، يشهد الداني والقاصي عطاءها وفعلها الجميل تستحق كل الشكر وكل التقدير.