أوصى مؤتمر البحرين للتكنولوجيا "ميت آي سي تي" بالاستفادة من النموذج البحريني في التحول الرقمي في مجال تطوير قطاعات الأعمال وتقديم خدمات متطورة للمواطنين، من خلال استكشاف التطورات السريعة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات مثل الحوسبة السحابية وقواعد البيانات الكبرى وتوطينها.

وخلص المشاركون بالمؤتمر في ختام أعمل المؤتمر الذي أقيم بشراكة استراتيجية مع صندوق العمل "تمكين" إلى أهمية دعم المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في البحرين وتمكينها من الاستثمار بالتقنيات الحديثة، بما من شأنه خفض نفقاتها وتعزيز تنافسيتها على المدى الطويل.

وأشار المتحدثون إلى أن زيادة اعتماد الحكومات تحديداً على تقنية المعلومات من شأنه حصول المواطن على خدمات حكومية سريعة وموثوقة، وبما يضمن في الوقت ذاته شفافية ونزاهة الأداء الحكومي.



كما أشار المشاركون إلى ضرورة عدم تخوف المؤسسات الحكومية والخاصة الكبرى من استخدام الحوسبة السحابية بدعوى الحفاظ على سرية معلوماتها وسجلاتها، محذرين من أن ذلك يفوت على تلك المؤسسات فرصا كبيرة نتيجة عدم استخدام هذه التقنية الحديثة التي توفر الوقت والمال، لكنهم أكدوا أهمية التأكد من أن المعلومات المخزنة على الحوسبة السحابية في مكان آمن لا يمكن الوصول إليه إلا من قبل الأشخاص المخولين بذلك.

ولفت المتحدثون إلى أن استخدام التقنيات الحديثة من شأنه أن يقلل من الحاجة للعنصر البشري، مؤكدين أهمية الاستفادة من الكوادر البشرية التي ستفيض عن حاجة المؤسسات في أعمال أخرى من خلال إعادة تأهيل تلك الكوادر للقيام بأعمال تتناسب مع التحول الرقمي.

وأكد رئيس مؤتمر "ميت آي سي تي" الدكتور ناصر فؤاد، أن وضع تلك التوصيات موضع التنفيذ من شأنه تسريع وتيرة الاستفادة من التقنيات الحديثة في المنطقة، لافتاً إلى أن تلك التوصيات تمثل عصارة خبرات مشاركين في المؤتمر لهم خبرات متراكمة طويلة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات في البحرين والمنطقة والعالم.

وقال أمين العام الهيئة الاقتصادية لقناة السويس، وعضو مجس كلية حاسبات ومعلومات جامعة، إن مؤتمر البحرين للتكنولوجيا "ميت آي سي تي" أصبح من الفعاليات الإقليمية المهمة على أجندة جميع المؤسسات الحكومية والخاصة في المنطقة والمهتمة بالتعرف على التقنيات الحديثة في مجال تقنية المعلومات والاتصالات وتطبيقاتها.

وأشار إلى أن مؤتمر "ميت آي سي تي" جرى في نسخته الثامنة هذا العام بحضور أكثر من 900 مشارك على مدى أيامه الثلاثة، بما يعزز من مكانته كمنصة إقليمية للتلاقي والتعرف على النموذج البحريني في التحول الرقمي، إضافة إلى استعراض التطورات الحديثة في مجال التنقية إقليمياً وعالمياً.

على صعيد ذي صلة نوه د.فؤاد بتمكن معرض "بايتكس" الذي يقام على هامش المؤتمر من استقطاب أكثر من 60 عارضاً من شركات تقنية المعلومات والاتصالات من البحرين والعالم، وبالزيارات التي شهدها المعرض من قبل العديد من الوفود الدولية.

من جانبه قال رئيس جمعية البحرين لشركات التقنية عبيدلي العبيدلي، إن شعار مؤتمر "ميت آي سي تي" هذا العام "احتضان التحول الرقمي" (Embracing Digital Transformation) يعكس انسجاماً مع موجة عالمية تبحث في موضوعات هذا التحول من جوانب مختلفة، وأضاف "يشير العديد من المصادر التي تتابع التحولات الرقمية التي يشهدها العالم، إلى أن هذا التحول بات يؤثر ويغير العمليات والمعاملات في جميع جوانب الحياة بمعدل أسرع باطراد".

وتابع العبيدلي: "عملنا من خلال المؤتمر هذا العام على إثارة مجموعة مهمة من التساؤلات مثل: «ماذا يعني التحول الرقمي؟ ما سبب ذلك؟ وكيف يؤثر على الأعمال التجارية؟»، وبطبيعة الحال كيف يترك بصماته على السلوك المجتمعي على أفراد الدولة التي تنجح في إحداث مثل هذا التحول".

وأشار العبيدلي إلى الموجة الكبرى الثالثة من الاختراع والاضطراب الاقتصادي بعد تطور الصناعة والكهرباء. فمن الناحية الاقتصادية، فإنه يغير الطريقة التي يفكر الناس في الأعمال التجارية والاستراتيجيات التي يستخدمونها لتقديم نتائج الأعمال. وفوق كل شيء، فإنها مسألة توجيه واستراتيجية، بدلاً من التكنولوجيا، كما قد يوحي الاسم على الفور. وتوفر الشركات الرقمية للأعمال التجارية أساليب جديده لإنجاز نتائج الأعمال.