وأسدل الستار على «مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق» عقب تحرير أراضيه من الاحتلال الداعشي، وقد نتج عن المؤتمر رصد حوالي 30 مليار دولاراً من دول مختلفة أغلبها خليجية وأوروبية. وكان من اللافت جداً أن 30 مليار دولار لم يكن من بينها دولار واحد تتقدم به إيران لإعادة إعمار العراق..!! يأتي هذا رغم مشاركة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في المؤتمر، والتقائه برئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي هناك الأربعاء الفائت. وربما من المضحك المبكي أن يكون ظريف «ظريفاً» حتى في مسألة جادة كهذه ليعلن عن الشراكة الإيرانية العراقية على الصعيدين الاقتصادي والسياسي، في أجواء بذلت فيها دول من خيراتها واقتطعت نصيباً من رفاه شعوبها.

ورغم أن تصريح ظريف ينطوي على نية استنزاف الأموال الممنوحة للعراق في سياسات ترسمها طهران، أو من خلال ما أشار إليه برغبة المؤسسات الإيرانية التجارية والاقتصادية بالمشاركة في إعمار العراق «من أجل نهب أموال المنح طبعاً»، ولكنه غلف نواياه بأناقة التلويح بدعم إيراني مستحق للعراق باسم الشراكة، تلك دولة العراق التي لم يأمل «ظريف» بأن تشهد علاقات بلاده وإياها طفرة ملحوظة إلاَّ عقب التوصل لنتائج ملموسة من قبل المانحين وضمان حجم ما ستحصل عليه.. وكم هو ظريف أن يحظى بطفرة ملحوظة في العلاقات من لم يقدم دعمه حتى بدولار واحد، بل أنه حتى لم يكف أذاه عن العراق وذلك أضعف الإيمان.!! ولا أدري حقيقة إن كان ذلك استخفافاً بعقول الحكومة العراقية أم ثقة إيرانية بخفتها..!! ولربما آن الأوان أن نذكر بحجم الأموال الطائلة التي كانت وما زالت طهران تنفقها على ميليشياتها في عموم المنطقة وخصوصاً في العراق، ولعل لسان الحال يقول إن الشيطان المارد الذي أنفق لإراقة الدماء وتدمير الدول لا يمكنه على الإطلاق التحول فجأة إلى ملاك منزه يرحم الناس ويعمر الأرض..!!

* اختلاج النبض:

أيمكن القول إن «مؤتمر الكويت الدولي لإعادة إعمار العراق» قد كشف سوءة إيران؟! وجرّدها من رداء نصرة المظلوم الأكبر حجماً منها؟! أيمكننا أن نأمل في الحكومة العراقية خيراً بشأن التفطن لدور إيران الفعلي في الداخل العراقي وإلى أن أول مقومات إعمار العراق استبعاد حجر العثرة الطهراني من أراضيها؟!!