احتفلت البحرين بذكرى ميثاق العمل الوطني الأسبوع الماضي، وهي مناسبة عزيزة على قلوب البحرين، حتى لو كانوا يعانون من أية مشاكل معيشية أو اقتصادية، تبقى ذكرى تمثل يوماً وطنياً خالصاً.

إن كان البعض لا يدرك أهمية هذا اليوم، وحجمه ومكانته بالنسبة للبحرين ومشروعها الإصلاحي، ولمواطنيها، ولكافة المنظومات الوطنية والمؤسسات، فعليه فقط أن يطلع على حالة «السعار» التي تصيب «أذناب» إيران في كل عام، وتحديداً في هذا اليوم.

هذا اليوم يحمل لهم فيه ذكريات «سقطات» عديدة، أولها مسألة «نكوصهم» و«حنثهم» على الميثاق الذي «خانوه»، حينما صوت كثيرون منهم عليه، ثم استوعبوا حقيقة هامة جدا تتمثل بأن هذا الميثاق هو «ميثاق وطن بأكمله»، ميثاق يهدف لخدمة جميع أبناء البحرين، وليس طيفاً واحداً.

الجمعيات الانقلابية ظنت أنها بدخول العملية الديمقراطية رغم تلكؤها في البداية، ظنت بأنها ستمضي لتحقيق «حلمها القديم المتجدد»، والمتمثل باختطاف البحرين عبر «التغلغل» داخل المفاصل، وهي مسألة نجحوا فيها نسبياً، والدليل ما حصل من محاولات «شل» البحرين خلال دوار الانقلاب.

لكن الصدمة تمثلت بالنسبة لهم، بأن هذا الميثاق وهذا المشروع الإصلاحي لم يأت به جلالة الملك حفظه الله ليخدم «طيفاً معيناً»، أو يقوي شوكة حزب هنا وتنظيم هناك، هذا «مشروع وطن»، ولا يتقبله أو يتعاطى معه إيجاباً إلا «الإنسان الوطني» الذي يريد خدمة هذا الوطن، الذين يحب هذا الوطن، الذي يواليه، والذي يريد له الخير، ويتمنى أن يخلص إلى فائدة الجميع في المجتمع.

لكن لأنها أجندات طائفية من أناس لهم ارتباطات صريحة وواضحة متجذرة منذ عقود مع «العدوة الأولى» لبلادنا، ونعني بها إيران التي تفتح لهم قنواتها، وتمولهم بأموالها، وتدرب العناصر الإرهابية المنضوية تحت مظلة الجمعيات الانقلابية، المحمية بدفاعها عنهم، المهربة للأسلحة حتى يقوض أمن البحرين، لأنها أجندات طائفية انقلابية، فإن «المشروع الإصلاحي» وأساسه المتمثل بـ«الميثاق» كان الشوكة التي خنقتهم حينما اعترضت حلوقهم، وحينما أدركوا بأن البحرين لن تكون حكرا على طيف واحد.

بالتالي يوم الميثاق هو بالنسبة لهم «يوم انكشفوا فيه»، في البداية حينما حاولوا استغلال الانفتاح والإصلاحات في البحرين، وثانياً حينما حاولوا تحويله إلى «يوم انقلاب» على شرعية النظام البحريني، فسقطت أقنعتهم، وبان ولائهم أين يكمن، ونتج عن ذلك كله، اندحار ساحق لمن حاول بيع البحرين لمرشد إيران.

وكذلك، حتى يدرك المخلصون للبحرين تأثير هذا اليوم الوطني، وشدة وطأته على الخونة والعملاء وأذيال إيران، فقط عليكم أخذ جولة سريعة على الإعلام الإيراني، وكيف روج بأن هناك عشرات المظاهرات الغاضبة التي تجوب البحرين في ذكرى الانقلاب الآثم، في حين لم يتحل هذا الإعلام المأجور ولا متحدثيه المرتزقة بذرة شجاعة ليقولوا بأن هذه الفوضى، أحدثها الإرهابيون في القرى، حين سكروا منافذ بعضها، وخربوا شوارعها ورصوا فيها الحجارة والأسياخ، مقلقين حياة المواطنين في القرى، هذه أفعال إرهابيين تصفهم إيران في إعلامها بأنهم أصحاب مطالب وحراكهم سلمي، بغض النظر عن المولوتوفات في الأيادي أو الأقنعة التي يرتدونها.

في نفس الوقت ترون صراخ وعويل المرتزقة الإيرانيين في لندن، وتجميعهم لأعداد محدودة يتم تصويرها بلافتات ويروج لها بأن شعب البحرين يخرج في مظاهرات، بينما سؤال واحد للمتسكعين في شوارع مدينة الضباب بشأن مصدر معيشتهم ومن أين أموالهم، سيكشف للسائل أن تدفق المال مصدره طهران ولا أحد غيرها.

وفي أقاصي الأرض، في الولايات المتحدة، يخرج محرضون طائفيون وعنصريون تحت مسمى حقوق الإنسان ليشوهوا صورة البحرين، ويدعوا بأن الانتهاكات موجودة، في حين هؤلاء وكأنهم «عمي» لا يرون الإرهاب في البحرين، ولا الملثمين ولا حارقو الإطارات أو مستهدفي رجال الأمن بالقنابل والمولوتوفات، وسؤال لهم بشأن ذلك يفضحهم ويكشفهم.

خلاصة القول، أعياد البحرين الوطنية، وذكرى الميثاق الوطني بالذات تحرق كل خائن وعميل، في المقابل تفرح كل وطني مخلص يتذكر أقلها بأن بلادنا آمنة ومحفوظة برعاية الله من كيد عملاء إيران.