* الأديب الجزائري واسيني الأعرج أبرز ضيوف العام الثامن

الخرطوم - محمد سعيد

فاز الكاتب السوري فيصل خرتش بجائزة الطيب صالح العالمية للإبداع الكتابي في الرواية عن روايته "أهل الهوى"، وذلك ضمن منافسة حوت "630" إبداعياً من "28" دولة تنافست على الجوائز في الرواية والقصة القصيرة والدراسات النقدية، بينما نال الكاتب السوداني د.عمر فضل الله المركز الثاني عن روايته "تشريقة المغربي".



وحظيت الاحتفالية التي شرفها النائب الأول لرئيس جمهورية السودان الفريق أول ركن بكري حسن صالح باهتمام كبير. وشهدت قاعة الصداقة المطلة على "مقرن النيلين" حضوراً كثيفاً لأجهزة الإعلام وجمهور ومحبي الأدب.

وانحصر الفائزون في عدد من البلدان العربية وهي السودان ومصر وسوريا والجزائر والمغرب واليمن وفلسطين. وحصلوا على جوائز قيمتها 100 ألف دولار بواقع 15 ألف دولار للفائز الأول و10 آلاف دولار للفائز الثاني و8 آلاف دولار للفائز الثالث.

وتأسست جائزة الطيب صالح في عام 2010 بالتزامن مع الذكرى الأولى لرحيل الأديب العالمي وتشمل ثلاثة مجالات الرواية والقصة القصيرة ومجال ثالث للإبداع يحدده مجلس أمناء الجائزة سنوياً، وتستقبل الجائزة مشاركات من كل أنحاء العالم ومكتوبة باللغة العربية.

وكانت هناك أنشطة ثقافية مصاحبة للدورة منها الندوة العلمية التي دارت هذا العام حول "سرديات أدب الرحلة" وشارك فيها أدباء كبار من داخل وخارج السودان، وقدمت عدد من الأوراق أبرزها ورقة "ـمكنة الرواية بين التاريخ والتخيل" التي قدمها الأديب الجزائري د.واسيني الأعرج، وعقبت عليها د.سارة البيلي. وركز د.واسيني في ورقته على 3 أعمال نموذجية في تجربته الروائية الشخصية اختبر فيها الأمكنة لا من باب تكرارها ولكن من باب فهمها قبل أن يكتب روايات وليس تاريخ. ويقول في ورقته إن للروائي مسؤولية كبيرة في منجزه الروائي بكل ما تعنيه كلمة مسؤولية، ولكن حريته لا يمكن حصرها حتى عندما يتعلق الأمر بالتاريخ. وتحدث عن روايته البيت الأندلسي هل هو بيت أندلسي حقيقة؟ ويقول من هنا تنشأ الكتابة عن المكان التاريخي المادي والمكان الإبداعي التخيلي.

وتحدث واسيني عن رحلته الصعبة في اقتفاء خطوات مي زيادة التي انتهت تجربتها الحياتية إلى مستشفى المجانين بسبب تواطؤ الأهل وأطماعهم. وقال أيضاً عن تجربة اللحاق بالأمكنة ألا شيء يجبر الروائي على الخروج من فراشه أو مكتبه أو مكان عزلته، لكن للأمكنة رائحة ووجوداً خاصاً يريد أن يشمه ويلمسه، لتشترك معه حواسه كلها في العملية الإبداعية. وقال إن الحواس الحية هي ما تجعل الأحاسيس لها راهنية، وأنه مارس هذا في روايته الأمير. وحكى واسيني الأعرج للحضور عن تعلقه وتعاطفه مع مي زيادة وعدم محبته إلى العقاد لأنه لم يكن واضحاً ولا أميناً مع حبه لمي زيادة ولم يقف معها عندما كانت في محنتها في المستشفى وكتب عنها ما أثبت جنونها بدلاً أن يدافع عنها.

ويعتبر الجزائري د.واسيني الأعرج أحد أهم الأصوات الروائية في الوطن العربي، ويكتب باللغتين العربية والفرنسية. ويشغل منصب أستاذ كرسي في جامعة الجزائر وجامعة السوربون فى باريس. ونشرت له أكثر من خمس وعشرين رواية كما ترجمت أعماله إلى عدة لغات.

وشارك في فعاليات الجائزة كل من د.محمد شاهين من الأردن وهو من أهم النقاد المعاصرين في العالم العربي وأحد رواد الترجمة الأدبية في العصر الحديث. إلى جانب السفير د.نيل هوكنز من أستراليا الحاصل على ليسانس اللغة العربية والدراسات الإسلامية وماجستير إدارة الأعمال الدولية. وهو سفير أستراليا الحالي لدى مصر والسفير غير المقيم بالسودان.