- هلا بنت محمد: "ربيع الثقافة" تظاهرة سنوية تجمع الناس على المحبة

..

أكد خالد الرميحي الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية، أن "الثقافة تلعب دوراً كبيراً ومؤثراً وضرورياً في تطور وازدهار أي مجتمع بشري، وهي مكملة للسياحة التي أصبحت تمثل مورداً اقتصادياً مهماً، ولذلك فنحن في مجلس التنمية الاقتصادية نولي اهتماماً كبيراً بمهرجان ربيع الثقافة في البحرين الذي وصل إلى النسخة الثالثة عشرة، وهو بلا شك يمثل لنا أهمية بالغة كونه جاذب للسياحة ويبين ما تزخر به مملكة البحرين من حضارة وتاريخ ومن تراث، إذ يسهم ربيع الثقافة في النمو الاقتصادي وازدهار القطاع السياحي".



وثمّن الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية، على هامش الاحتفال بالإعلان عن فعاليات وبرامج مهرجان ربيع الثقافة في نسخته الثالثة عشرة، الأحد بمتحف موقع قلعة البحرين، بالتزامن مع الذكرى العاشرة لتأسيس المتحف، وضمن برنامج هيئة الثقافة الذي يحتفي باختيار (المحرق عاصمة للثقافة الإسلامية 2018)، الجهود لكبيرة التي تقوم بها هيئة البحرين للثقافة والآثار برئاسة معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة في التطور الكبير والازدهار الذي برز بشكل واضح وكبير في المجالات الثقافية والسياحية.

وأضاف "نحن في مجلس التنمية نشعر بالفخر والاعتزاز تجاه العمل والمثابرة التي تقوم به الشيخة مي في كافة مجالات الثقافة، وهو عمل مشهود للجميع وله بصمة واضحة المعالم على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية، ومن قلعة البحرين التي نتواجد فيها اليوم إلى البرامج والفعاليات التي ترتكز على الثقافة من خلال منصة مركز الشيخ إبراهيم آل خليفة بالمحرق، الذي يجذب السياح من كل مكان، وحتى أصبح من المعالم المهمة التي نحرص على تنظيم زيارات للسياح الذين يأتون للمملكة للتعرف عليه كمرفق سياحي وثقافي له حضوره الكبير في الساحة".

ولفت إلى المناطق التراثية التي قامت الشيخة مي بإعدادها الاعداد الجيد والمتميز لكي تكون معالم سياحية وتراثية ذات أهمية للمملكة البحرين.

وقال إن "هذا العمل يشجع الثقافة وينمي السياحة ويعكس للآخرين التراث الموجود في البحرين منذ أيام طريق اللؤلؤ الذي يؤكد على عراقة البحرين وثرائها الثقافي والتاريخي الضارب في القدم"، مؤكداً "أن كل الأعمال التي تقوم بانجازها رئيسة هيئة البحرين للثقافة والآثار هي مصدر اعتزازنا وفخرنا وبالتالي تجد منا كل الدعم والمساندة، لأنها جهود مستمرة ومتواصلة على مدار العام".

وحول الدعم الذي تقدمه المصارف والمؤسسات المالية لدعم الثقافة في البحرين أشاد الرميحي "بهذا النهج والتفكير المتقدم في أن يتكون المؤسسات المصرفية على رأس الداعمين للثقافة في مملكتنا الغالية، ونحن فخورون بكل الرعاة الذهبيين والفضيين لفعاليات وبرامج مهرجان ربيع الثقافة في هذه النسخة وفي كل السنوات الماضية، ونحن نشعر أنه بدون مشاركتهم ودعمهم لهذه النشاط لا يمكن أن نحقق نجاحاً لهذا المهرجان الكبير".

وفي ما يتعلق بالاستثمار في الثقافة أشار الرميحي إلى "أن الثقافة مرتبطة بالسياحة ولها تأثيرها المباشر على الاقتصاد، ويظهر ذلك جلياً من خلال إقامة ربيع الثقافة في البحرين، وجذبه للسياح وزوار المملكة لزيارة المعالم التراثية والثقافية والسياحية، والمجمعات التجارية، إضافة إلى إشغال الفنادق، وحضور الفعاليات المختلفة، ومن هنا يأتي اهتمامنا بمهرجان ربيع الثقافة والذي يأتي هذا العام في حلة جديدة وبفقراته المختلفة والذي يمتد لفترة زمنية طويلة تمكن من الحضور والمشاركة والاستمتاع بالعروض الفنية".

من جانبها أكدت الشيخة هلا بنت محمد آل خليفة، مدير إدارة الثقافة والفنون بهيئة البحرين للثقافة والآثار أن مهرجان ربيع الثقافة في البحرين من أهم المشاريع التي أطلقتها الشيخة مي بنت محمد آل خليفة رئيسة الهيئة.

وقالت "نحن اليوم ومن خلال الإعلان عن بد انطلاقته في النسخة الثالثة عشرة نحصد ثمراته في الكثير من الجوانب الثقافية والابداعية والترفيهية أيضا، وقد أصبح هذا المهرجان من الفصول الثقافية التي نترقبها من خلال موسمها الثقافي في كل عام وهو متنوع بالبرامج والفعاليات والأنشطة التي تستقطب الجميع".

وأشارت إلى أن "ربيع الثقافة في البحرين أصبح ملتقى سنويا يجمع الجهات الرسمية والقطاع الخاص والعام، والمؤسسات المجتمعية المختلفة والمواطنين والمقيمين وزوار البحرين الكرام، كما هو تظاهرة سنوية يجمع الناس على المحبة وموسم للتجديد وشعارات نرفعها كون الثقافة لغة تمكننا جميعا من التواصل مع بعضنا البعض، كما أن هذا الربيع باستمراريته يشكل لنا عنصرا مهم في حياتنا في مملكة البحرين".

وأشادت بالجهات الداعمة لمهرجان ربيع الثقافة من القطاع الخاص، "الذين دأبوا على القيام بهذا الدور المهم، وقد ظل هذا الدعم مستمرا طيلة السنين الماضية وهو ما يؤكد أن قناعة القائمين على هذه الجهات بالثقافة واهميتها في المجتمع قوية ولا تتزحزح"، مشددة على أهمية الدعم التي تقدمه الجهات المختلفة لاقامة هذا المهرجان، الذي يخدم العديد من الأبعاد الثقافية والاقتصادية والترفيهية أيضاً.

بدوره كشف الخبير العالمي بـ(اليونسكو) مستشار رئيسة لجنة التراث العالمي في البحرين الأستاذ منير بوشناقي عن أن البحرين ستشهد اجتماع لجنة التراث العالمي التابعة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) بالمنامة في الفترة من 24 يونيو الى 4 يوليو العام الجاري وسيحضره 1500 خبير مشارك من كل أنحاء العالم، موضحا أن هذه اللجنة تجتمع سنويا وتتألف عضويتها من ممثلي 21 دولة، مضيفاً "أن انتخابات الجمعية العالمية للدول الأعضاء في اتفاقية 1972م والخاصة بالتراث الثقافي والطبيعي التي جرت نهاية العام الماضي كانت قد انتخبت مملكة البحرين في لجنة التراث العالمي لمدة أربع سنوات مقبلة، وكذلك صارت البحرين في مقعد رئيس اللجنة لهذا العام 2018م".

وقال إن "الدور الذي تقوم به هيئة البحرين للثقافة والآثار ذا أهمية كبيرة وله تأثيراته على كافة المستويات المحلية والإقليمية والدولية، وقد لاحظنا ذلك منذ السنوات الأخيرة عندما أسست رئيسة الهيئة معالي الشيخة مي بنت محمد آل خليفة المركز الإقليمي العربي للتراث العالمي، الذي أضاف دوراً جديداً للتراث سواء في البحرين او المنطقة العربية بكاملها، هذا المركز حقق العديد من الإنجازات ومن أهمها تسجيل عدد من المواقع العربية من بينها في شرق السودان، وجنوب العراق".

وأضاف "هذا المركز الذي يتخذ من البحرين مقراً له يقدم المساعدة والعون، لكل الدول العربية، هذا الجهد تم الاعتراف به دوليا عندما ثمنت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) الجهود المتواصلة لمعالي الشيخة مي آل خليفة في ذلك التقرير الذي أصدرته المنظمة، وعلى إثر هذه الإشادة بمملكة البحرين جددت (اليونسكو) العقد مع مملكة البحرين لمدة ست سنوات مقبلة، تقديرا لما قدمته البحرين من خدمات لحفظ التراث العالمي".

وحول مرور الذكرى العاشرة لتأسيس متحف قلعة البحرين بيّن الخبير العالمي بـ(اليونسكو) بقوله "إن تأسيس هذا المتحف يعتبر من الإنجازات المهمة جدا لمملكة البحرين، كونه معلماً أثرياً وسياحياً، لأنه يرتبط بأكثر من جانب ومن بينها الجانب العلمي لأن الخبراء الذين عملوا على إنجاز هذا المتحف وخاصة البعثة الفرنسية أعطوا صورة حية للزوار عكسوا من خلالها الطبقات الموجودة في الأرض والتي تمثل كل الحضارات التي عاشتها البحرين منذ ثلاثة آلاف سنة قبل العصور الإسلامية".

وأشار إلى الجانب الذي يهم الجمهور والزوار والمتمثل في الواجهات الجميلة، والشروحات الواضحة، وقال إن "هذا المتحف أسس بدعم من القطاع الخاص في مملكة البحرين، وانا اعتقد أن ذلك اتجاه جديد في كل دول العالم، باعتبار أن ميزانيات الدول ما عادت في ظل الظروف الاقتصادية العالمية تلبي كل المتطلبات، لذلك حثت كل من منظمة اليونسكو، ومنظمة الأمم المتحدة على التعاون المثمر ما بين القطاعين الخاص والعام، وبفضل الله تعالى أن اجتماع (اليونسكو) في عام 2016م اعتبرت أن متحف قلعة البحرين من أشهر متاحف المواقع الأثرية على مستوى العالم، وهذا ما يؤكد أن مملكة البحرين غنية بتراثها وآثارها القيمة".