يوسف ألبي

أجاكس وإيندهوفن وفينورد أندية هولندية شهيرة وعريقة صنعت المجد الكبير لهولندا في عالم كرة القدم، بسبب إنجازاتهم وبطولاتهم الكثيرة على المستوى الأوروبي والقاري، ليسطروا أسمهم بأحرف من ذهب في تاريخ القارة العجوز والعالم أجمعه.

هذه الأندية الهولندية التي تملك باع كبير كروياً، والتي حققت ما يقارب سبعة عشر بطولة أوروبية وقارية، قد اختفى بريقها بشكل كبير في أوروبا منذ مطلع الألفية وإلى يومنا هذا.



وحين نستذكر آخر التتويجات الهولندية في البطولات الأوروبية، لاشك أن ذلك يعود منذ فترة طويلة، ففي دوري أبطال أوروبا كان أخر تتويج هولندي قبل حوالي أكثر عقدين من الزمن وبالتحديد في عام 1995، حين حقق أجاكس لقب البطولة على حساب أي سي ميلان بهدف باتريك كلويفيرت الشهير، كما نجح الفريق نفسه في الفوز بلقب السوبر الأوروبي في العام ذاته، وفي الدوري الأوربي فكان آخر بطل هولندي هو فينورد عندنا ظفر باللقب في عام 2002، لتعيش بعد ذلك الأندية الهولندية على ذكريات الماضي الكبير.

وأكبر دليل على تراجع أندية هولندا ما يحدث خلال هذا الموسم، فقد فشلت فشلاً ذريعاً في جميع المسابقات الأوروبية، لنشاهد غيابها عن الدور الــ16 من دوري أبطال أوروبا، بالإضافة لعدم وجود أنديتها في دور الــ32 من الدوري الأوروبي، ليكون ذلك علامة استفهام على مردود أندية هولندا في البطولات الأوروبية، وحين نريد ذكر أسباب ذلك التراجع فمن الممكن أن نستخلصها في ثلاثة أمور رئيسة:-

١- قلة وجود لاعبين هولنديين ذو جودة وقيمة عالية على غرار سلفهم مثل الراحل يوهان كرويف والثلاثي التاريخي فان باستن وخوليت وريكارد بالإضافة لكومان وبيركهامب وكلويفرت وديفيدز وسيدورف ونستلروي وكوكو وكلويفرت وأوفر مارس والأخوان ديبور وفان بيرسي وروبن وشنايدر وغيرهم من اللاعبين، ويعود السبب وراء ذلك الإدارة السلبية للمدارس والأكاديميات التي أصبحت فقيرة في إنجاب وإنتاج اللاعبين المميزين.

٢- يعود سبب تألق وتميز الكرة الهولندية في السابق هو اشتهارها بتطبيق ولعب "الكرة الشاملة" بطريقة أمتعت وأبهرت الجميع في السابق، هذا الأسلوب نجح بشكل لافت في إبراز لاعبين هولنديين على أعلى طراز على مر التاريخ هذه اللعبة، ولكن في الآونة الأخيرة استغنت هولندا عن سياسة الكرة الشاملة التي كانت سبب في تالق وظهور اللاعبين الهولنديين، وتسبب ذلك في اختفاء النجوم والأسماء المرعبة وأثر ذلك بشكل كبير على تراجع الأندية الهولندية.

٣- الضعف المادي للأندية الهولندية والتي تجعلهم مكتوفين الأيدي من خلال عدم تعاقدهم مع أبرز اللاعبين في العالم، ففي السابق شاهدنا نجوم كبار في الأندية الهولندية والتي كانت بداية بروزهم داخل المستطيل الأخضر مثل الظاهرة رونالدو وروماريو وبيبيتو ونوانكو كانو وزلاتان إبراهيموفيتش وسواريز وغيرهم من اللاعبين، فوجود هؤلاء الأساطير يكون دافع كبير لتألق اللاعبين الهولنديين، فقد افتقدت الأندية الهولندية لوجود تلك النوعية من اللاعبين في المسابقات المحلية خلال الفترة الماضية.

تلك الأسباب والمعطيات أثرت بشكل كبير على الأندية الهولندية الغائبة عن البطولات الأوروبية، بالإضافة إلى تراجع مستوى المنتخب الهولندي، الذي غاب عن كأس أمم أوروبا الأخيرة في 2016 التي أقيمت في فرنسا وستغيب أيضاً عن مونديال موسكو 2018، في إشارة قوية للوضع السيئ التي تمر بها الكرة الهولندية العريقة.