مدريد - علي حيدر

شاءت الصدف أن يكون أول هدف لكرستيانو رونالدو مع ريال مدريد من ركلة جزاء أمام ديبورتيفو لاكورونيا في 29 أغسطس من عام 2009. ومن ثم تحول البرتغالي شيئاً فشيء إلى أخصائي تنفيذ ركلات الجزاء في الفريق، وخاصة بعد مغادرة النجم البرازيلي كاكا.

منذ ذاك اليوم وحتى يومنا هذا، وقف صاروخ ماديرا أمام أفضل حراس العالم وسدد ركلات جزاء حاسمة ومفصلية ساعد الفريق من خلالها تحقيق إنجازات مهمة. فمن منا لا يتذكر ركلة العاشرة في أواخر الشوط الإضافي الثاني التي تحصل عليها بنفسه وسجلها على يسار كورتوا الذي ارتمى إلى اليمين مضيفاً الرابع ومزيناً ليلة خيالية انتظرها المدريديون اثنى عشر عاما.



عامان يمران بعدها، وتكرر السيناريو في نهائي ميلان ولكن بظروف مختلفة، فكرستيانو توجه وقتها لينفذ الركلة الترجيحية الخامسة والحاسمة بعد إهدار خوانفران لتسديدته، وقف العالم بأسره يترقب خطوات الدون الذي لم يخيب الآمال وافرح ملايين المدريديستا وأبكى جماهير الاتلتيكو التي عانت منه الأمرين.

وها هو يوم الأربعاء الماضي يتصدى مرة أخرى لضربة جزاء بالغة الأهمية في وقت حساس من المباراة، يسجل من خلالها هدفه رقم 100 مع ريال مدريد في دوري أبطال أوروبا ويساهم بقلب الطاولة على باريس سان جيرمان وبالتالي بوضع قدم في الدور الربع النهائي.

ولعل الذكرى السيئة الوحيدة التي لا تزال في أذهاننا تعود إلى نصف نهائي دوري الأبطال عام 2012 أمام بايرن ميونيخ، حيث أضاع البرتغالي أول تسديدة من ركلات الترجيح التي لم تبتسم للريال بعدما أضاعا ريكاردو كاكا وسيرخيو راموس أيضاً في ليلة كانت ككابوس للمدريدين، ويذكر أنه كان قد سجل في نفس المباراة ركلة جزاء في مرمى نوير إلا أنها لم تكون كافية للعبور.

نسبة نجاح ركلات جزاء كريستيانو رونالدو التي تفوق 80% ليست وليد صدفة، بل خبرة وتدريب وإتقان... فهو أثبت في الليغا والبطولات الأخرى أنه فعلاً متخصص ونجح بتسجيل جميع الركلات أمام الغريم برشلونة على سبيل المثال، بالإضافة إلى تلك في نهائي كأس العالم للأندية الموسم الماضي أمام كاشيما الياباني، وركلات عديدة أخرى مع الفريق ومنتخب بلاده جعلته "سيد ركلات الجزاء" في ظل معاناة لاعبين كبار آخرين لاستغلالها ومساعدة فرقهم.