مريم بوجيري

أكد محافظ مصرف البحرين المركزي رشيد المعراج، أن "المركزي" بصدد إطلاق ما يسمى بـ"اعرف عميلك إلكترونياً" "E-KYC" للبنوك العاملة بقطاع التجزئة المصرفي العام الجاري لتسهيل عملية فتح حسابات الأفراد بحيث تتواكب مع التطور في التكنولوجيا وبالتالي تسهم من الإسراع في العملية حيث سيتم ذلك بالتعاون مع مجلس التنمية الإقتصادية وهيئة المعلومات والحكومة الالكترونية.

وأضاف، خلال أعمال المنتدى المالي السابع لدول الخليج الثلاثاء برعاية مجلس التنمية الاقتصادية، أنه لا نية لـ"المركزي" بفك ارتباط العملة المحلية بالدولار الأمريكي باعتبار أن الإقتصاد المحلي لا زال يعتمد على الإيرادات من النفط والذي هو في الأساس مرتبط بقيمة الدولار.



وشدد المعراج خلال مشاركته في جلسة تفاعلية مفتوحة، على ضرورة توخي الحذر من عجز الميزانية حتى مع تسارع النمو الاقتصادي بسبب انتعاش أسعار النفط منذ منتصف 2017.

وأوضح أن دخول القيمة المضافة حيز التطبيق قريباً سيضمن تعزيز إيرادات المملكة على غرار ما فعلته المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة الشهر الماضي.

ولفت المعراج، إلى أن اقتصاد المملكة يمتلك العديد من المزايا والتي تتيح له فرص تبني التقنية المالية "الفينتك"، وقال: "يجب أن نتذكر أن حلول "الفينتيك" تساهم في انخفاض تكلفة التمويل في القطاع المصرفي من خلال التخلص من الوسيط، وبالتالي فإن المركزي يدعم جميع المؤسسات المالية البحرينية بضرورة احتضان التكنولوجيا الحديثة والمبادرة بأفكار تتواكب مع القفزة النوعية التي تتضمنها تلك التقنية، كما أن المصرف يلتزم بمواكبة التغيرات في السوق وتمكين السوق المحلي من مواكبتها أيضاً لمصلحة اقتصاد الدولة."

فيما أكد الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية خالد الرميحي، أن المملكة ستشهد تطوراً في مشاريع البنية التحتية على أرض الواقع العام القادم وخصوصاً خلال افتتاح المرحلة الأولى من مشروع توسعة مطار البحرين الدولي في أغسطس 2019 إضافةً إلى المشاريع الأخرى منها تطوير مصفاة شركة نفط البحرين"بابكو" وخط الصهر السادس لشركة ألمنيوم البحرين "ألبا".

وأوضح أن قيمة استثمارات المملكة في مشاريع البنية التحتية تقدر بنحو 32 مليار دولار تم تقسيمها على 3 محفظات منها 10 مليارات دولار للشركات القابضة الحكومية و 3 مليارات دولار مخصصة لتوسيع خط الصهر السادس بـ"ألبا"، فيما خصصت 5 مليارات دولار لتوسيع مصفاة شركة بابكو.

وتم تخصيص نحو 15 مليار دولار لتمويل مشاريع القطاع الخاص منها ديار المحرق ودرة البحرين ومشروع دلمونيا، وبالتالي فإن ذلك النهج الذي تتبعه المملكة عبر تحقيق الشراكة بين الحكومة والمشرعين والقطاع الخاص يهدف إلى خلق بيئة داعمة للتغيير النوعي والابتكار.

وسلط الرميحي الضوء على التقدم المهم خلال الـ11 شهراً الماضية في منظومة الاقتصاد المحلي منها قرار شركة أمازون لخدمات الويب إطلاق أول منطقة "بنية تحتية" لها في منطقة الشرق الأوسط بالبحرين، إلى جانب تدشين مصرف البحرين المركزي لمبادرة البيئة الرقابية التجريبية وتشريعات التمويل الجماعي حيث أوضح كيف ساهمت هذه الخطوات في الزخم المتزايد وراء البيئة الداعمة للتكنولوجيا المالية في المملكة فيما يأتي ذلك بالتزامن مع إطلاق خليج البحرين للتكنولوجيا المالية غداً.

وركزت الجلسة الحوارية الافتتاحية في اليوم الأول لإنطلاق أعمال الدورة السابعة للمنتدى، التي تنظمها شركة يوروموني للمؤتمرات بالتعاون مع مجلس التنمية الاقتصادية على الابتكار ونموذج النظام المالي المستقبلي وشملت مجموعة المتحاورين على المنصة خبراء من بنك إيه بي سي، وسي5 أكسيلريت ،وأمازون ويب سيرفيسز ،وآي بي إم جلوبال ماركتس حيث تناقشوا عن مستقبل القطاع المالي بعد 20 عام بالأخذ بعين الاعتبار تكنولوجيا العملات الرقمية، والبيانات الضخمة، وتكنولوجيا ’كلاود‘، ’ريج تيك‘ والذكاء الاصطناعي.

وحضر افتتاح الحدث أكثر من 700 من كبار الخبراء الماليين وقادة الأعمال والمسؤولين الحكوميين من جميع أنحاء المنطقة في حين ألقى عدد من كبار الخبراء العالميين في القطاع الكلمات الرئيسة في جلسة الافتتاح، ومن أبرزهم كبير المستشارين الاقتصاديين في شركة التأمين الألمانية أليانز، محمد العريان ، الذي ركّز على البيئة الاقتصادية الحالية، والأخطار الجغرافية السياسية ومدى تأثيرها على الاقتصاد العالمي. وقام أيضاً بإبداء رأيه حول كيفية التعامل مع الاضطراب التكنولوجي.

وركز المحافظ السابق لبنك إنجلترا ميرفن كينغ، الذي ركز على تاريخ القطاع المصرفي عالمياً حيث قام برسم صورة للمقارنة ما بين الماضي والتكنولوجيا المعاصرة، وذكر الحضور بأهمية دور البنك المركزي في توقع احتياجات المشاركين في السوق والتأكد من استقرار السوق المالي في وجه حجم التغيرات التي تحدث حالياً.