غزة - عز الدين أبو عيشة، وكالات

غادر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مجلس قاعة مجلس الأمن الدولي دون الاستماع لكلمة المندوب الإسرائيلي هناك، في جلسة خاصة يعقدها المجلس بشأن مستجدات القضية الفلسطينية ويشارك فيها عباس لأول مرة أمام المجلس منذ عام 2009.

وتعد هذه الجلسة استثنائية، إلى جانب جلسة أخرى تعقد الخميس المقبل تحت عنوان "بعد 50 عامًا من الاحتلال الإسرائيلي"، لمناقشة الوضع الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وخاصة قطاع غزة.



وعرض الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء الثلاثاء، أمام مجلس الأمن الدولي، خطة للسلام، تعالج الإشكالات الجوهرية، التي تسببت بفشل مساعي السلام على مدار عقود.

وأوضح الرئيس عباس في خطابه أمام مجلس الأمن أن الخطة تدعو إلى عقد مؤتمر دولي للسلام في منتصف 2018، يستند لقرارات الشرعية الدولية، وبمشاركة دولية تشمل الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، والأطراف الإقليمية، على غرار مؤتمر باريس للسلام أو مشروع المؤتمر في موسكو، كما دعا له قرار مجلس الأمن 1850.

وقال "يجب قبول دولة فلسطين عضوا كاملا في الأمم المتحدة، وتحقيق ذلك في مجلس الأمن وتبادل الاعتراف بين دولة فلسطين ودولة إسرائيل على حدود عام 1967، وتشكيل آلية دولية متعددة الأطراف تساعد الجانبين في المفاوضات لحل جميع قضايا الوضع الدائم حسب اتفاق أوسلو، وتنفيذ ما يتفق عليه ضمن فترةٍ زمنيةٍ محددة، مع توفير الضمانات للتنفيذ".

وأضاف "على جميع الأطراف أن تتوقف عن اتخاذ الأعمال الأحادية الجانب، خاصة التي تؤثر على نتائج الحل النهائي، وعلى رأسها النشاطات الاستيطانية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وتجميد القرار الذي يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ووقف نقل السفارة الأمريكية للقدس".

وجدّد عباس "التأكيد على الأسس المرجعية لأي مفاوضات مقبلة، بالالتزام بالقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، بما يشمل قرارات مجلس الأمن 242، و338 وصولا للقرار 2334، ومبادرة السلام العربية، والاتفاقات الموقعة".

ورفض الرئيس الحلول الجزئية والدولة ذات الحدود المؤقتة، وقبول تبادل طفيف للأرض بالقيمة والمثل بموافقة الطرفين، مشددًا على أن "الأسس تشمل أيضاً القدس الشرقية عاصمة دولة فلسطين، وتكون مدينة مفتوحة أمام أتباع الديانات السماوية الثلاث، وضمان أمن الدولتين دون المساس بسيادة واستقلال أي منها".

وأكد الرئيس أنه "سيتم عرض ما يتم التوصل له من اتفاقات مع إسرائيل لاستفتاء عام أمام شعبنا، إعمالاً للديمقراطية وتحقيقاً للشرعية".

وأعرب عباس عن أمله بأن "تجد رؤية السلام التي طرحها استجابة من قبل مجلس الامن"، مؤكّدا استعداده "لبدء المفاوضات فورا، وصولا لنيل فلسطين الحرية وتحقيق السلام والأمن في المنطقة والعالم".

وأردف قائلا إن "الأمم المتحدة فشلت في تنفيذ أي من قراراتها التي قدمتها فلسطين، متسائلا: "لمن نذهب وقراراتكم لا تنفذ"؟".

وشدد عباس حرصه على نشر "ثقافة السلام ونبذ العنف"، مؤكدا ان "الفلسطينيين لم يرفضوا أي دعوة للمفاوضات"، مضيفًا "صدر 705 قرارات عن الجمعية العامة بالأمم المتحدة، و86 قرارا عن مجلس الأمن، ولم تنفذ بسبب تهرب اسرائيل".

وجدد عباس تأكيده على أن "المشكلة ليست مع اليهودية كديانة وإنما مع المحتل، أيا كان دينه". وقال إن "إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تجاهلت كل مطالبنا، وقد أبدينا استعدادا للتوصل إلى صفقة سلام تاريخية، واعترفت بالقدس عاصمة لإسرائيل".

وأضاف"من المستغرب أن أمريكا لا تزال تدرج منظمة التحرير الفلسطينية كإرهابية وتعرقل عملها، متذرعة بقانون للكونغرس الأمريكي من عام 1987".

وقال: "في الكونغرس نحن إرهابيون؟.. كيف تساعدون إرهابيين إذا كنا كذلك".