شرعت أكاديمية التربية والتعليم في الرباط منذ نحو عشر سنوات في خطة لإدماج التلاميذ الذين يعانون من الإعاقة بالمدارس إلى جانب الأطفال الأصحاء.
ويستفيد نحو 3170 تلميذاً من برنامج الإدماج المباشر في حجرات الدراسة بينهم نحو 2050 تلميذا يستفيدون من إدماج كلي إلى جانب التلاميذ الأصحاء، وذلك بنحو 550 مدرسة.
وقال مدير أكاديمية التربية والتكوين بجهة الرباط محمد أضرضور، إن الخطة النوعية مكنت من إدماج عدد كبير من الطلبة المعاقين في المدارس، وتمكينهم من نفس الفرص المتاحة لأقرانهم الأصحاء. كما استفاد نحو 480 تلميذاً من تكييف الامتحانات الإشهادية، خاصة الذين هم في السنة الختامية من التعليم الإعدادي.
وأضاف أضرضور، أن العمل الآن منكب على توسيع قاعدة المستفيدين بالأقسام الثانوية والتأهيلية. كما أشار إلى أن إدارة التربية رخصت لنحو 80 مرافقة بمرافقة أطفال داخل المدارس.
وبفضل هذه المبادرة تمكن بدر البالغ من العمر 12 سنة، من الالتحاق بصفوف الدراسة في مدرسة الإمام البخاري الإعدادية وسط الرباط.
بدر الذي يعاني إعاقة ذهنية تجعله يعتمد كليا على مرافقته الاجتماعية تمكن من مواصلة دراسته بشكل عادي بل واستطاع الحصول على نقط مشرفة. وقالت أستاذة التربية الدينية عليا الإدريسي التي تدرس بدر أن الأطفال الذين يعانون إعاقة يستفيدون من دعم زملائهم، ومتابعة أساتذتهم، وأشارت إلى أن النتائج تظهر تطوراً في مستواهم الدراسي وتحصيلهم المعرفي.
في مركز "لالة أسماء للشباب الصم" بالرباط، يتعلم نحو 150 تلميذاً يعانون إعاقة في السمع والنطق بلغة الإشارة. تقول ربى الحمداوي التي تلقت دراستها في المركز وتواصل دراستها في السنة الختامية بشعبة الرياضيات التطبيقية بجامعة محمد الخامس بالرباط، إنها تبذل ما بوسعها من أجل تعليم التلاميذ ما تعلمته في السابق، وأشارت ربى أن رسالتها هي تعليم الأطفال بأنهم رغم الإعاقة بامكانهم تحقيق المستحيل.
مديرة المركز نزهة آيت أومغار قالت إن المركز يشرف على تعليم الطلبة الصم مهارات القراءة والكتابة وفق مناهج التربية النظامية.
وأضافت نزهة أن في هذا العام سيشارك طلبة المركز في الامتحان الإشهادي للثانوية العامة. وعبرت عن طموحها في أن يلقى هؤلاء كل الدعم خاصة بعد توقيع شراكات مع جامعة محمد الخامس بالرباط وجامعات خاصة من أجل مواكبتهم خلال مرحلة التعليم الجامعي.
ويعتبر المركز مرجعاً في تعليمياً للأطفال الصم، كما يقوم بمبادرات لتدريب الأطفال في الحرف اليدوية وتمكينهم من المساهمة في تنمية المجتمع.