انطلق الخميس، ملتقى التعريف بمرض نقص المناعة المكتسبة تحت رعاية وزيرة الصحة فائقة الصالح، والذي ينظم للمرة الثالثة على التوالي حرصاً من وزارة الصحة على متابعة آخر وأبرز المستجدات في مجال تشخيص وعلاج هذا المرض والسعي إلى تطوير وتحديث آليات العلاج المقدمة للمرضى في مملكة البحرين.
وتأتي الندوة التزاما من الإدارة العليا في تنفيذ رؤية ورسالة القيادة الرشيدة في المملكة، من خلال عقد الندوات والمحاضرات والسعي لمواكبة المستجدات المحلية والإقليمية والدولية، بما يساهم في تطوير خدمات العلاج وخدمة المرضى بشكل عام ومرضى نقص المناعة المكتسبة بشكل خاص.
وقال الوكيل المساعد للمستشفيات د.أمين العوضي في كلمة بالنيابة عن وزيرة الصحة، إن إقامة مثل هذه الفعاليات الهادفة تساعد على الارتقاء بالخدمات الصحية بمملكة البحرين وتطوير سبل الرعاية والتثقيف والتشخيص والعلاج. 
وأكد حرص الوزارة على استضافة مثل هذه المؤتمرات والملتقيات العلمية التي تثري المجال الطبي والصحي، وتجعل البحرين مركزاً إقليمياً للقاءات العلمية، والمنتديات الصحية، التي تزيد من خبرات مقدمي الخدمات الصحية في اختصاصاتهم المختلفة.
وأشار العوضي، إلى أن دول العالم تحتفل كل عام في الأول من ديسمبر باليوم العالمي للإيدز، بهدف رفع الوعي الصحي والمجتمعي حول فيروس العوز المناعي البشري والإيدز، لإظهار التضامن الدولي في مواجهة هذا الوباء، ويعد هذا الاحتفال فرصة للتشجيع على إحراز المزيد من التقدم في الوقاية من المرض والعلاج والرعاية للمصابين به بالشراكة مع الجهات ذات العلاقة من القطاعين الحكومي والخاص، إضافة إلى تعزيز الوعي حول الوضع الوبائي للمرض.
وأشارت كلمة وزيرة الصحة أيضاً إلى أنه وعلى الرغم من انخفاض معدل الإصابة بعدوى فيروس الإيدز في مملكة البحرين، إلا أن جهود المكافحة على جميع الأصعدة لا تزال مستمرة، لتحقيق الرؤية العالمية التي اطلقتها منظمة الصحة العالمية تحت شعار"ونريد أن نقضي على الإيدز قضاءً تاماً فلا يتسبب في عدوى جديدة ولا تمييز ولا وفيات" لتحقيق الأهداف الصفرية وهي "صفر" من الحالات الجديدة للإصابة بالعدوى من خلال برامج الوقاية الأولية والتشخيص المبكر ومنع المضاعفات، و"صفر" لحالات الوفاة بسبب مرض الإيدز من خلال برنامج الوقاية الثانوية، و"صفر" لممارسات التمييز ضد المصابين وحاملي الفيروس.
يذكر أن البحرين التزمت باتفاقية الأمم المتحدة بشأن مكافحة مرض الإيدز بمشاركة سياسية رفيعة المستوى، من خلال قرار صادر من مجلس رئاسة الوزراء بتشكيل لجنة وطنية للوقاية من مرض نقص المناعة البشري من مختلف الجهات الحكومية والخاصة ذات الصلة بالموضوع، ترأسها وزارة الصحة مع وضع خطة استراتيجية متعددة القطاعات وإدماجها بخطط الوزارات، وإشراك ممثلي مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص والمتعايشين مع الفيروس والمتأثرين به، والعمل على إصدار قانون الإيدز، بما يعكس الشراكة المجتمعية بين المؤسسات الحكومية وغير الحكومية لتحقيق أهدافنا في التعامل مع هذا الوباء. كما تم توفير الخدمات الصحية المجانية الراقية مع سهولة الوصول لها من خلال الرعاية الصحية الأولية والثانوية، والتنسيق المباشر لضمان توفير المشورة والكشف والعلاج المبكر، والمتابعة المستمرة للمصابين وهو الأمر الذي يساهم بفعالية في تحقيق أهداف اللجنة الوطنية لمكافحة الإيدز.
وأشارت إلى أن وصمة العار والتمييز ضد المصابين بفيروس نقص المناعة وأولئك المعرضين لخطر متزايد لانتقال الفيروس لاتزال موجودة بدرجات متفاوتة في جميع أنحاء إقليم الشرق المتوسط، وتعد من المعوقات الكبيرة لحصول هؤلاء المرضى على خدمات الرعاية والوقاية ومما يثير القلق هو وجود هذه الوصمة بين العاملين في مجال الرعاية الصحية إلا أن مملكة البحرين كانت ومازالت تؤكد الحصول على الخدمات الصحية للجميع دون تميز وعلى زيادة وعي الناس والمعنيين لتقديم افضل خدمات الرعاية للمصابين بالمرض وتقليل أثر هذه الوصمة على نوعية الخدمات المقدمة.
وأشادت وزيرة الصحة في كلمتها بجهود المكتب الإنمائي للأمم المتحدة وتعاونه الدائم مع وزارة الصحة في دعم وتقديم خدمات متميزة للمصابين بفيروس نقص المناعة وزيادة الوعي المجتمعي حول المرض؛ للوقاية من الإصابة به والدعم المستمر من صناع القرار بالمملكة.
فيما أشادت استشارية الأمراض المعدية بمجمع السلمانية الطبي د.جميلة السلمان بالقانون رقم 2 لسنة 2017 بشأن وقاية المجتمع من مرض متلازمة النقص المناعي المكتسب، والذي صادق عليه حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى حفظه الله ورعاه، حيث يوضح القانون حماية المجتمع من هذا الوباء بالإضافة إلى التعريف بحقوق وواجبات مرضى الإيدز.
وأضافت بأن الملتقى سيناقش اليوم درجة انتشار المرض، وكيفية الحماية منه، وعلاج الالتهابات المصاحبة للمرض، بالإضافة إلى الاطلاع على أحدث العلاجات التي توصل إليها الطب اليوم والتأكد من تلقي كل مريض العلاج المناسب له.
فيما أوضحت النائب الثاني لرئيس مجلس الشورى جميلة سلمان، حقوق وواجبات مريض العوز المناعي المكتسب في ظل التشريع البحريني، وانطلاقاً من واجب السلطة التشريعية بمواكبة مستجدات الحياة وقضايا المجتمع فقد أقر القانون رقم 1 لسنة 2017 بشأن وقاية المجتمع من مرض الإيدز وحماية حقوق الأشخاص المتعايشين معه. 
وشددت على أن هذا القانون يعد إنجازاً غير مسبوق لما يحتويه من نصوص تضمن حماية حقوق المرضى والمتعايشين مع المرض، حيث جاء ليؤكد ما كفله الدستور لكل مواطن من الحق في الحصول على الرعاية الصحية وعلى وسائل الوقاية والعلاج وتوفير الوسائل اللازمة للوقاية من الأمراض والأوبئة ومنها مرض نقص المناعة المكتسبة.
وذكرت أن هذا القانون والذي يتكون من 27 مادة يهدف إلى تنسيق الجهود بين الحكومة والقطاع الصحي والأهلي للحد من انتشار الفيروس وتنمية الوعي الصحي لدى أفراد المجتمع، وتبصيرهم بحقوق وواجبات المتعايشين مع الفيروس، وكذلك وضع الضوابط اللازمة لوقاية الأفراد من انتقال الفيروس إليهم.