كل عام ننتظر عيدنا الوطني وعيد التحرير بأجواء ظاهرها الفرحة ورفرفة الأعلام وباطنها الاعتزاز والفخر والحب لهذا الوطن بكل تفاصيله، أجواء لا تصفها الكلمات ولا تعبر عن حقيقتها المقالات، فقط هو إحساس بالسعادة والفخر في أقصى درجاته.

فرحة تجمع أبناء الوطن وضيوف الوطن من إخواننا المقيمين والذين لم ولن يعكر صفو احتفالاتهم معنا أي شيء عابر، لا أحد يستطيع أن يمنع الفرحة لأنها احتياج نفسي لتجديد الطاقة، الأجواء المبهجة تغسل الروح من هموم الحياة ومتاعبها، تكسر حالة الملل والخمول، تقرب المسافات بين المتشاحنين، التوجه إلى الله في سعادة حقيقية بالحمد والشكر على النعم فرصة لاستجابة الدعاء لأنه دعاء في حالة سمو روحاني ليس به شائبة ضيق أو ضجر.

هذا العام يطل علينا العيد الوطني وعيد التحرير ببشرى للمواطنين والمقيمين بمكرمة أميرية من حضرة صاحب السمو والدنا الحبيب الشيخ صباح الأحمد أمير البلاد المفدى حفظه الله ورعاه وذلك بدفع ديون الغارمين المحبوسين على نفقته الخاصة للسماح لهم بقضاء عطلة العيد مع ذويهم، وإذ أتوجه بالشكر والتقدير والعرفان لأمير الإنسانية الذي عودنا دائماً على هذه اللفتات الإنسانية العظيمة، ولتكن رسالة إلى هواة الصيد في الماء العكر، بأن كل من يعيش على هذه الأرض الطيبة له كافة الاحترام والتقدير في إطار الحقوق والواجبات.

هذه المكرمة واللفتة العظيمة من والدنا الحبيب أرجو أن تكون باعثاً على الحب والتقدير والاحترام بين الجميع وأن الإنسانية نهج أصحاب الخلق الرفيع قولاً واحداً، العيد الوطني وعيد التحرير مناسبة سنوية لشحن العزيمة والهمة لخدمة الوطن أفعالاً وأقوالاً، فرصة لنُذكِّر مراراً وتكراراً أن وطننا الحبيب لا يحتاج منا فقط الاحتفال ولكن أيضاً العمل والإنتاج وخاصة أن الرؤية الاقتصادية 2035 تحتاج منا الاستعداد واكتساب ما ينقص من علم وخبرات لكي يكون لشبابنا اليد العليا في هذه المشاريع وخطط التنمية لكي يفرح بنا الوطن كما نحن نحتفل بأعياده، لكي نستحق أن نكون أبناء بارين للكويت الحبيبة.

أرجو أن تصل هذه الرسائل ونعيها جيداً، حفظ الله الكويت حكومةً وشعباً وبارك الله في والدنا الحبيب حضرة صاحب السمو أمير البلاد وولي عهده الأمين، وكل عام وأنتم جميعاً بألف خير.