- 13 ألف زائر في اليومين الأولين من معرض البحرين الدولي للحدائق 2018

..

تطورت الزراعة منذ الخمسينات من القرن الماضي وازدادت مساحة الرقعة الزراعية ويرجع الفضل في ذلك الى جهود العديد من رجالات البحرين على رأسهم حاكم البحرين آنذاك صاحب العظمة الشيخ سلمان بن حمد آل خليفة (1942-1961) حيث احتلت الزراعة في عهد سموه مكانة متميزة ضمن المشاريع الحكومية الأخرى التي حرصت الدولة على توفيرها للمواطنين ومنذ عام 1954 دأبت البحرين على تنظيم المعارض الزراعية كل سنتين للمزارعين والتجار في حديقة السلمانية الشرقية وكان حاكم البحرين يقوم بافتتاح المعرض وبتوزيع الجوائز على الفائزين.



وفي عهد الأمير الراحل المغفور له بإذن الله تعالى صاحب السمو الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة أمير دولة البحرين آنذاك (1961-1999) زاد الاهتمام بإقامة وتنظيم المعارض الزراعية لا سيما بعد تأسيس نادي البحرين للحدائق عام 1965 الذي حظى بشرف الرئاسة الفخرية من قبل سمو الأمير الراحل. قد كان سموه رحمه الله يتفضل برعاية وافتتاح المعرض السنوي للزهور والخضروات الذي ينظمه نادي البحرين للحدائق منذ عام 1967 حتى وفاته رحمه الله.

وكان معرض الزهور والخضروات الذي ينظمه نادي البحرين للحدائق (1966-1970) في سينما الجفير حتى انتقل الى فندق الخليج في عام 1971 نظرا للإقبال الشديد والازدياد المضطرد في عدد العارضين و كميات الزهور التي تنقل من اوروبا والشرق الأوسط والهند واستراليا وبعد وفاة المغفور له بإذن الله سمو الأمير الشيخ عيسى بن سلمان آل خليفة تشرف النادي منذ ذلك الحين وحتى يومنا هذا بالرئاسة الفخرية لصاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك مملكة البحرين (1999- حتى اليوم) .

وانطلقت فكرة تحويل معرض الزهور والخضروات الى معرض محلي ومن ثم الى معرض دولي من صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت ابراهيم آل خليفة قرينة ملك مملكة البحرين صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه ، رغبة من سموها في أن يتحول المعرض إلى علامة بارزة في أجندة المعارض المتخصصة التي تقام في البحرين ويسهم بشكل جلي وواضح في نشر الوعي المجتمعي بالشؤون البيئية وأن يمثل المعرض في الوقت نفسه انطلاقة قوية للدفع قدما باتجاه تأسيس المزيد من الحدائق العامة بالشراكة مع القطاع الخاص ونشرها في كافة أرجاء المملكة بما في ذلك مقار الأعمال والمنشئات الصناعية والأحياء السكنية حتى ينعم بها المواطنون والأجيال القادمة، لافتة إلى ان إقامة المعرض تصب في توجهات رؤية 2030.

وفي أبريل من عام 2003 أناب صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة في افتتاح المعرض السنوي الثامن والثلاثين للزهور والحدائق وذلك في فندق الشيراتون والذي ينظمه نادي البحرين للحدائق حيث وجهت سموها القائمين على المعرض الى استثمار هذه التظاهرة الزراعية في الترويج الى الثروات الطبيعية التي تزخر بها البحرين وتنمية الحس الوطني بأهمية المحافظة على الثروة الزراعية التي تستلزم تضافر الجهود للنهوض بها إلى جانب تحفيز الهواة من محبي الزراعة إلى الابتكار والتجديد في مجالات الزراعة والتشجير وتنسيق الزهور كما دعت سموها إلى فتح المجال أمام المشاركات الدولية للمشاركة في المعرض سعيا إلى تدويله والاستفادة من الخبرات العالمية التي سيستقطبها مبدية سموها رغبتها الشديدة لأن يكون معرض البحرين للحدائق في مصاف المعارض الدولية المختصة في المجال الزراعي بفضل ما يتصف به من مشاركات متميزة وجهود تنظيمية لائقة.

ومنذ ذلك التاريخ يستقطب معرض البحرين الدولي للحدائق عددا كبيرا من العارضين والزوار حيث يقدم لهم المعرفة والتوعية الزراعية في آن واحد وساهم في احداث تغيير نوعي في المستوى المعرفي بأهمية الزراعة كما ساهم في انشاء شراكات تجارية جديدة بين المؤسسات المحلية والدولية مما جعل المعرض محطة متكاملة في مجال البستنة والزراعة حتى اضحى علامة سنوية مميزة على خارطة المعارض الدولية المقامة على أرض البحرين.

وتنظم المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي معرض البحرين الدولي للحدائق بمركز البحرين الدولي للمعارض والمؤتمرات في الفترة من 22 إلى 25 فبراير تحت شعار "سلامة الغذاء وصحة الإنسان" حيث يشهد معرض هذا العام إقبالاً جماهيراً من قبل المواطنين والمقيمين وزوار المملكة حيث بلغ عدد الزوار منذ افتتاحه 13540 زائرا، وأبدوا إعجابهم بمستوى الدورات والورش التثقيفية والفعاليات المصاحبة للأطفال بهدف خلق جيل مفعم بالصحة الجسدية والذهنية.

وتميزت مشاركة وكالة الزراعة والثروة البحرية هذه السنة بعرضها لغرفة التبريد باعتبارها مستودعا مصغرا يستخدم لحفظ المنتجات الزراعية طازجة قبل نقلها إلى المستهلك وتعمل من خلال تبريد الماء أو السوائل الأخرى غير القابلة للإشتعال واعادة استخدامها من خلال نظام تبريد اقتصادي وبأقل التكاليف.. حيث حظى الجناح على اعجاب الكثير من المزارعين و المهتمين بالشأن الزراعي الذين حرصوا على تطبيقها في مزارعهم، بالإضافة الى عرضهم لوحدة انتاج زراعي منزلي بالإضاءة الصناعية.

ومن المشاركات المتميزة أيضاً، مشاركة مدرسة بيان البحرين في قاعة رقم 2 حيث قدمت احدث مشاريع طلاب فريق (Eco-booster ) الذين حصلوا من خلاله على جائزة زايد لطاقة المستقبل العالمية على صعيد فئة آسيا.

ويهدف المشروع إلى نشر الوعي بين جمهور المعرض من طلاب ومهتمين حول الممارسات الحديثة و تكنولوجيا الإستدامة مع بيان العناصر الخمسة الأساسية للمشروع و المنبثقة من عناصر الطاقة المتجددة وهي الماء و الهواء والشمس والمخلفات العضوية ليكون منصة تعليمية تتشارك من خلالها بيان البحرين هذه التجربة مع مختلف الجهات التعليمية و المجتمع المدني.

وأشاد عدد من الزوار بالمستوى التنظيمي للمعرض هذا العام والتنوع في الورش و الفعاليات المصاحبة والمحتوى الذي يقدمه العارضين حيث يستمر المعرض لغاية 25 فبراير من الساعة 10 صباحا حتى 9 مساء.