دمشق - رامي الخطيب

أجبرت الجماعات المتطرفة في ريف درعا الشرقي جنوب سوريا، العائلات المسيحية على الهروب القسري والفرار نحو المجهول نتيجة التضييق عليهم تحت ذريعة تطبيق "الشريعة الإسلامية".

وتنتشر الكثير من العائلات المسيحية في ريف درعا الشرقي الخاضع لسيطرة المعارضة جنوب سوريا خاصة في بلدات طيسيا، وغصم، ومعربة، ورخم، وخربا''، ولكنهم رحلوا في غالبيتهم عن قراهم بعد الحرب فمنهم من هاجر إلى أوروبا ومنهم من توجه إلى مناطق سيطرة نظام الرئيس بشار الأسد بسبب خوفهم من الجماعات المتطرفة التي ضيقت عليهم وتدخلت حتى في لباس نسائهم تحت عنوان ''تطبيق الشريعة''.



كان المسيحيون كغيرهم من أبناء الشعب السوري يعيشيون في انسجام مع غيرهم من الطوائف الأخرى إلى أن جاءت الحرب ومزقت النسيج الاجتماعي للبلاد، ووقف غالبية المسيحين إلى جانب نظام الأسد فقد وجدوه الأفضل لهم بسبب هواجسهم من وصول المتشددين إلى الحكم في المستقبل وبالتالي يصبحون مواطنين درجة ثانية.

وقد قررت عائلات مسيحية إلى بيع منازلهم وممتلكاتهم والنزوح قسرياً بطريق غير مباشر بعد أن فقدوا الانسجام مع غيرهم.

من جانبه، روى مدرس في قرية بالريف الشرقي ان "مجموعة من المسلحين داهموا مدرسته التي كانت تعمل فيها موظفة مسيحية وطالبوها بتغيير لباسها وعدم القدوم حاسرة الرأس إلى الدوام مرة أخرى وعدم الإفطار في نهار رمضان جهاراً"، مضيفاً "لم نعد نرى الموظفة فيما بعد".

وقال "حسان. ك"، وهو مسيحي قرر الهجرة إلى ألمانيا انه "كان يقيم في أحد الأحياء الخاضعة لسيطرة النظام في درعا منذ عام 1960 ولكنه آثر الرحيل للالتحاق بأهله في ألمانيا وهو يعتقد أن الأحداث التي شهدتها قرية خربا في ريف درعا والتي يقطنها زهاء 1500 مسيحي أدت بغالبية المسيحيين في ريف حوران إلى الهجرة فقد تعرض المسيحيون هناك لمضايقات من جماعات مسلحة مع أن سكان القرية آووا الكثير من المسلمين الفاريين من مناطق الاشتباكات في بداية الثورة وتم مداهمة بعض المنازل المهجورة ونهبها".

وتابع أن "المسيحيين لم يكونوا طرفاً في الصراع لكنهم أصبحوا خاسرين على كافة الاصعدة".

من جانبه، قال "ايهم . ن" وهو مسلم يسكن قرية غصم بريف درعا والتي بها أقلية مسيحية فقد فسر حقيقة ما يحدث لأبناء الطائفة المسيحية بقوله: "لم يتعرض المسيحيون لأية مضايقات بل على العكس مارسوا حياتهم بشكل طبيعي وفي الآونة الأخيرة سكن بعض النازحين الكنيسة وخرجوا منها بعدما أمن لهم أهل البلد سكن بديل وعادت الكنيسة للعمل لكن هم قلة أصلاً وأكثرهم مهاجرون خارج القطر قبل الأحداث وتوفي رجل منذ يومين ولم نجد من يصلي عليه حسب طقوسهم فتم أخذه إلى قرية عرى، وأجريت الطقوس وأعادوه ليدفن في القرية، لكن بالنسبة لقرية معربة مثلاً فقد تعرض المسيحيون لمضايقات من بعض اللصوص مما جعل بعضهم يغادر القرية لكنهم يأتون إلى القرية لتفقد منازلهم ولا أحد يعترضهم. ولهم تواجد في قرية طيسية أيضاً لكن اكثرهم مهاجرين من قبل الحرب".