عوداً حميداً وقرة أعين دار زايد برجوع سمو الشيخ زايد بن حمدان آل نهيان من رحلة علاجه، فسموه بطل من أبطال الإمارات وجندي من جنودها البواسل الذين خاضوا في اليمن المعارك مع قوات التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن «إعادة الأمل» بقيادة السعودية، بشجاعة الفوارس، ولأنها معركة الحق ضد الباطل شارك سمو الشيخ زايد بن حمدان حفظه الله في هذه الحرب، أسوة بإخوانه من جنود الإمارات وجنود الخليج البواسل، وأبناء القيادات الخليجية، أمثال أنجال حضرة صاحب الجلالة عاهل البلاد المفدى، سمو الشيخ ناصر بن حمد، وسمو الشيخ خالد بن حمد، حفظهما الله، اللذين شاركا بكل قوة وحزم في نصرة الشرعية، ولكن شاءت الأقدار أن يصاب سمو الشيخ زايد بن حمدان الذي يحتسب من الله القبول ويعود سالماً ولله الحمد لأحبائه وأهله بعد أشهر من علاجه، ليكون قدوة للجميع، عالي الهمة، ومثالاً جميلاً للشباب الإماراتي والخليجي يحتذى به، رسم دربه لخدمة أمته ونهج آبائه وأجداده في عمل الخير ونشر السلام والاستقرار في كل مكان. «مو شرط» بأن يكون قدوتك في الحياة شخصية كبيرة في السن، أحياناً يكون الشباب أنموذجاً عظيماً في العطاء والحب والإيثار، وما قام به سمو الشيخ زايد بن حمدان هو الإيثار الجميل عندما ترك كل شيء جانباً وأبى إلا أن يكون مع إخوانه في الجبهة في الحدود، يقاتل ويساند الجيش الخليجي ويكون رمزاً خالداً يضاف بشرف وافتخار لتاريخ دولة الإمارات العريق.

مما لا شك فيه أن الحرب قاسية ومتعبة ومهلكة تحمل بين ثناياها ويلات ومآسي كثيرة، ولكن عندما تكون دوافع الحرب وأسبابها نبيلة أو دفاعية، تدرك تماماً بأنها تستحق التضحية بكل ما تملك ويكون دفاعك أغلى من النفس والمال والولد، فالدفاع عن العقيدة وسيادة الأرض أشياء بحد ذاتها لا يمكن مضاهاتها بالدم والمال، فتلك – أي الأرض والعقيدة – تعد من نفائس وكنوز عظيمة لا يمكن التفريط فيهما أبداً.

الحرب على أنصار الميليشيات الإيرانية الحوثية في اليمن وما قامت به قوات التحالف العربي في عملية «عاصفة الحزم»، و«إعادة الأمل»، لاستعادة الشرعية في اليمن وما تبعها من عمليات بعد ذلك لاجتثاث الإرهاب الحوثي هي حروب عادلة للدفاع عن الأرض والعقيدة والشرعية. الحرب على الحوثي لم تكن لوضع حد لما يقوم به النظام الإيراني من تمدد لولاية الفقيه في المنطقة بالقوة والتعدي على أراضي المملكة العربية السعودية فحسب، وإنما هي استجابة لنداء الحق وتلبية لاستغاثة الشعب اليمني والنظام الشرعي في اليمن الشقيق، ومناصرة المظلومين والمستضعفين في اليمن الذين يذوقون ويلات التعذيب والتهميش والقتل من قبل أنصار الحوثي، ولكنّ قليلاً من التضحية ويكون النصر حليف من لا يرتضي الخنوع لامتداد الإرهاب في أرض الله.

تراب اليمن وعروبة اليمن تستحق هذه التضحية، وشهداؤنا في هذه المعركة سطروا ملحمة جميلة في الأمانة والتضحية عندما حمل جنود مملكة البحرين والمملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة أكفانهم بوفاء وأمانة، بينما تباهى جنود نظام الحمدين بالخيانة والغدر عندما تعاونوا مع الإرهاب الحوثي والإيراني في إمدادهم بالمعلومات السرية والدقيقة وإحداثيات تواجد جنود الخليج على الحدود، وإمدادهم بالمال والدعم، هذه المعركة هي ملحمة كتبها التاريخ بدماء طاهرة تناثرت على تراب اليمن يعلوها صوت النصر أو الشهادة.