قول رئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة «دراسات» الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة إن قطر استغلت ثروة الغاز في كسب النفوذ الإقليمي عبر «التحالف مع الشيطان» يلخص كل مشكلة قطر وأسباب اتخاذ الدول الأربع قرار مقاطعتها، والمقصود بالشيطان جماعات الإرهاب التي من الطبيعي أن يصير من يتحالف معها منبوذاً بسبب سلوكه الذي يتحول بالضرورة إلى سلوك غير مسؤول.

المحاضرة التي ألقاها الشيخ عبدالله في الندوة الخاصة التي استضافه فيها «المعهد الملكي للعلاقات الدولية» في مقره بالعاصمة البلجيكية بروكسل تحت عنوان «التطورات الإقليمية في منطقة الخليج» استعرض خلالها التطورات الجارية في منطقة الشرق الأوسط والتحديات الأمنية التي تشكل العامل الأكثر تأثيراً في خارطة الأحداث ومستقبل المنطقة، وشرح كيف أن «المفتاح الرئيس في فهم التحركات والسياسة الخارجية الإيرانية هو توظيف الجانب العقائدي لنظام ولاية الفقيه في مشروع عنصري عالمي الطابع وبعيد المدى للهيمنة والتوسع، يقوم على أدوات وآليات غير مشروعة وتنتهك القانون الدولي» وطالب المجتمع الدولي ممارسة الضغوط المؤثرة والنوعية لاحتواء سياسات النظام الإيراني في زعزعة أمن واستقرار المنطقة، معتبراً أن «التركيز الدولي على الوصول لاتفاق يعرقل امتلاك إيران السلاح النووي مقابل منحها امتيازات وتنازلات كان خطأ استراتيجياً فادحاً، فقد تم غض الطرف عن دور النظام الإيراني في صناعة وتمويل ورعاية الإرهاب عبر شبكات وخلايا مسلحة، وزعزعة أسس الاستقرار لدول المنطقة، إلى جانب تطوير طهران الصواريخ البالستية بأنواعها المختلفة، وتهديدها للأمن البحري وإمدادات الطاقة». في السياق نفسه قال وزير الخارجية السعودي الدكتور عادل الجبير في كلمة له أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل إن «قطر تحاول إخفاء وجهها المظلم الذي يظهر دعمها للإرهاب» مؤكداً أنها توفر «ملاذاً للإرهابيين» وشارحاً أن الخلاف مع قطر يعود إلى عام 1995 عندما سيطر والد الأمير الحالي على البلاد وبدأ بعلاقات تآلف مع جماعة «الإخوان المسلمين» وأنه لم يستجب لمحاولات السعودية ثنيه عن تلك السياسة، وموضحاً أن كل المطلوب من قطر هو «وقف التدخل في دولنا والكف عن دعم الجماعات الإرهابية»، وقال «نرفض أن يكون الإعلام القطري منصة لاستضافة المتطرفين والإرهابيين» منبهاً إلى أن «قطر تحاول إخفاء وجهها المظلم الذي يظهر دعمها للإرهاب وتسمح بجمع الأموال للإرهابيين وتفرد مساحات إعلامية لاستقبال المتطرفين الذين توفر لهم الملاذ الآمن، والترويج لخطاب الكراهية».

أما عن إيران فدعا إلى «التعاون كي نلزمها بعدم التدخل في دول المنطقة من خلال الطائفية» وقال «نقول لإيران كفى، والثورة انتهت» مبيناً أن الاتفاق النووي الحالي لا يكفي لتعديل سلوك إيران التي دعمت تنظيم القاعدة واحتضنت قيادة التنظيم، كما أنها تدعم جماعة حزب الله اللبنانية الإرهابية وتدعم الحوثيين الذين «انقضوا على الجميع في اليمن، وتسببوا بالمجاعة فيها، وزرعوا الألغام في كل مكان، ومنعوا وصول الغذاء والماء إلى مدن وقرى تحت سيطرتهم» مؤكداً أنهم يحصلون من إيران على صواريخ باليستية.

ما قاله الشيخ عبدالله والجبير في بروكسل عن قطر وعن إيران حقائق لا تقبل التشكيك، ولولا أن قطر وإيران كذلك لما تم اتخاذ هذا الموقف منهما، فهما دولتان تتشاركان مع دول مجلس التعاون الأخرى الجغرافيا وبالتالي ملزمتان بتصحيح سياستيهما كي لا تتسببان على جيرانهما بالضرر الذي هو في كل الأحوال كبير كونه مرتبطاً بالأمن الذي لا يمكن لأي دولة أن تفرط فيه أو تقبل بجرحه، حيث جرح الأمن يعني جرح الاستقرار وجرح الاستقرار يعني فتح الباب أمام الفوضى والتخريب وتعطيل التنمية والحياة.

ولأن قطر وإيران لن تحسّنا من سلوكهما لذا فإن على المجتمع الدولي أن يتحرك.