أحمد عطا

خسر آرسنال البطولة المحلية الوحيدة التي أبقى آماله عليها عندما انهزم بثلاثية نظيفة أمام مانشستر سيتي على ملعب ويمبلي في نهائي كأس الرابطة الإنجليزية.

خسارة الجنرز لم تكن المشكلة الكبرى فهي كانت أمام أقوى فريق إنجليزي حالياً وبفارق شاسع عن البقية، لكن الكارثية كانت في النتيجة وكذلك عدم إظهار لاعبي آرسنال ومدربهم لأية ردة فعل حقيقية بل إن النتيجة كانت مرشحة للارتفاع أكثر.



وبغض النظر عن خسارة النادي اللندني من عدمها فإنه في كل الأحوال تبدو الدلالات واضحة على التراجع أكثر وأكثر لفريق آرسن فينجر حتى صار بعيداً عن المنافسة على المراكز المؤهلة لدوري الأبطال ما ينذر بابتعاد للموسم الثاني على التوالي عن أهم بطولات الأندية الأوروبية.

السؤال الذي يفرض نفسه حالياً ما هو السبب الذي يدفع إدارة آرسنال للإبقاء على مدربهم آرسن فينجر؟ الفريق لم يعد يتأهل لدوري الأبطال ولا ينافس على المراكز الأربعة الأولى ولم يربح كأساً محلياً كما اعتاد في المواسم الأخيرة بل إن غريمه توتنهام في طريقه للتفوق عليه للموسم الثاني على التوالي.

الجواب كان يبدو واضحاً وهو أن آرسنال لايزال يحقق أرباحاً مادية تجعل المسألة الاستثمارية رابحة حتى الآن لمالكي النادي وبالتالي فإنه لا حاجة كما يبدو لتبديل المدرب.. نعم تلك هي الحقيقة بحسب أغلب المتابعين، مالكو النادي لا يأبهون لمشاعر الجماهير ولا نتائج الفريق طالما أموالهم في أمان.

وإن اتفقنا على أن أحد أهم أسباب نتائج آرسنال هي في المدرب فإنه يبدو وأن جماهير النادي سيكون عليها أن ترسل رسالة إلى مالكي النادي بأن أموالكم في خطر إن استمر الحال كما هو عليه.

مقاطعة النادي من قبل الجماهير ربما تبدأ من خلال مقاطعة الذهاب للمباريات، فلا يُعقل أن تملأ الجماهير اللندنية الملعب وتدفع تذاكر هي الأغلى في أوروبا وتحقق هدف الإدارة بملئ خزائنها بالأموال.. هذا الأمر لن يؤثر فقط على أرباح النادي المالية بل إنه سيرسل رسائل سلبية جدًا للشركات التي تريد الاستثمار في النادي من مُعلنين وخلافه.

وإن لم يتحقق ما تصبو إليه الجماهير من تحريك للأمور فربما يتم تصعيد المقاطعة إلى الكف عن شراء منتجات النادي، وهنا لا يتحدث أحد عن مقاطعة مشاهدة المباريات فهو أمر ربما يكون قاسيًا إلى حدٍ لا يمكن تحمله لكن بعض القسوة في مقاطعة الحضور والشراء ربما يكون ضروريًا، فخروج الصديد من الجسد يستلزم أملاً سيكون مفيداً مستقبلاً!