بعد اكتشاف النفط في مملكة البحرين انشغل الناس عن الزراعة واهتموا بالتطوير العمراني بعد أن كانت البحرين مشهوره بالمحاصيل الزراعية، فهي بلد المليون نخلة من غير منازع، في السابق كان يحيط بالمملكة حزام أخضر لأراضٍ زراعية شاسعة وجميلة، كما كان البيت البحريني لا «يخلو» من النخلة وشجرة اللوز وشجرة الكنار وشجرة الصبار البحريني والورد المحمدي والمشموم، فالبحريني كان يهتم بالزراعة ويسعد بالخضروات التي تحيطه ولو في جزء بسيط في «حوش» بيته المتواضع. الزحف العمراني والتطور العلمي حال دون اهتمام الأجيال التالية بالحفاظ على المساحات الزراعية، إلا أنه في الآونة الأخيرة شهدت المملكة اهتماماً كبيراً بالزراعة سواء بتخصيص مساحة في المنزل أو فوق السطوح أو شراء أو تأجير أراضٍ صالحة للزراعة، وهذا الاهتمام الجميل بالزراعة لم ينتشر في المجتمع لولا عناية سمو صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة عاهل البلاد المفدى رئيسة المجلس الاستشاري للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، حفظها الله، وإصرارها في إعادة إحياء بلد المليون نخلة من خلال تعزيز الزراعة لدى الجميع والمحافظة على الحياة البيئية والفطرية، وما اهتمام سموها بمعرض الحدائق والزهور والحرص على إقامته كل عام إلا لرؤية واضحة لإعمار المملكة بالزراعة، من خلال نظرة ثاقبة لمستقبل أبناء البلد عبر مساحات خضراء لإعادة الحزام الأخضر لبلد المليون نخلة من جديد، وخلق جيل واعٍ بأهمية الزراعة لضمان الأمن الغذائي وتعزيز أهميته حتى من خلال مساحات صغيرة في المنازل وفوق السطوح وبدعم حكومي لقطاع الزراعة إن اقتضى الأمر.

التحديات التي تواجه القطاع الزراعي في المملكة كثيرة، منها ماء الري والمساحات الصالحة للزراعة ونسبة الملوحة وغيرها من عقبات، وصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة تحاول قدر المستطاع التغلب على هذه التحديات من خلال تعزيز الزراعة في حياة الفرد وتشجيعه على التعليم والتدريب والاستفادة من التطور العلمي لصالح القطاع الزراعي، فالدور الذي تقوم به سموها دور رائد وعظيم في إحداث معادلة صحيحة في الحفاظ على القطاع الزراعي أسوة بالقطاع العمراني، وبالطبع الزحف العمراني لم نشهده إلا نتيجة متطلبات حياتية كثيرة وحياة مدنية وعصرية وزيادة في عدد السكان، ومما لا شك فيه فإن نشر الوعي وتعزيز الزراعة في المجتمع سيكون هدفاً سامياً في إيجاد حلول مناسبة مع هذا الزحف.

كثير من دول العالم تهتم بالزراعة لأنها تحرص على بيئة نظيفة، لتوازي الأضرار التي تنجم عن الصناعات الثقيلة التي تشكل عبئاً كبيراً على طبقات الجو في الكرة الأرضية، ومساهمة البحرين ملحوظة في خلق بيئة نظيفة تحدها الزراعة من كل مكان، وهذا دور عظيم تأخذه المملكة على عاتقها للحفاظ على الأرض وكل من يعيش عليها. صحيح أن مساحة البحرين لا تضاهي مساحات الدول الأخرى إلا أن الهدف النبيل والغاية من ذلك أعظم وأكبر من هذه المساحات، وجميل أن نتدارك إهمالنا بقليل من الرعاية والاهتمام، فالوقت لم يفت في إعادة بناء الحزام الأخضر والمساحات الزراعية في أرجاء المملكة والحرص على تذليل العقبات التي تواجه القطاع الزراعي، وكلمة شكر يجب أن تقال لصاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة حفظها الله التي عززت في المجتمع أهمية الزراعة لتحيي من جديد بلد المليون نخلة وتنتعش المملكة بالمساحات الزراعية الخضراء.