النموذج البحريني في التصدي لإيران هو ما يجب أن يعمم على جميع الدول العربية التي تسعى لمنع إيران من التمدد داخل أرضها.

نموذج التصدي البحريني للعدوان الإيراني مثال يحتذى به في قطع دابر جميع الأجنحة التي خلقتها إيران «لتلبنن» الدول العربية.

هناك إدراك دولي اليوم وإن جاء متأخراً بخطورة المشروع الإيراني ولم يعد ذلك اللبس موجوداً لدى المجتمع الدولي بتاتاً بين المطالبين بالإصلاحات وبين جيش الخونة الذي يعمل لصالح إيران، تجاوز الإدراك خطورة الميليشيات المسلحة التي تمولها إيران وتدربها وتزودها بالسلاح إلى إدراك أن خطورة الأحزاب السياسية المساندة للأجنحة العسكرية، هناك إدراك محاولة لنموذج الأجنحة السياسية والإعلامية والحقوقية المساندة للميليشيات، عملية تكرار النموذج اللبناني أصبحت هي الأخرى واضحة في اليمن والعراق وكادت أن تنجح في البحرين..

بالأمس ألقت صور تشييع جنازة ثلاثة بحرينيين في قم الضوء من جديد على العلاقة الإيرانية بالميليشيات الإرهابية في البحرين تؤكد على خطورة «الجيش العربي العميل» لإيران الممتد من البحرين، مروراً بدول مجلس التعاون والعراق ولبنان وسوريا شمالاً واليمن جنوباً، وصولاً إلى بقية الدول العربية حتى الشمال الأفريقي.

الباحثة «غدار» من معهد واشنطن تقول إن على المجتمع الدولي أن ينظر إلى هذه الميليشيات الموجودة في الدول العربية والموالية لإيران على أنها جيش موحد، فهؤلاء الخونة سواء كانوا من البحرين أو من الكويت أو السعودية ينسقون عملهم الإرهابي مع بعضهم البعض ويسهلون تنقلات بعضهم البعض ويعملون على تبادل الخبرات والتدريب مع بعضهم البعض لأنهم يخضعون لقيادة واحدة مع تلك التي في سوريا أو لبنان أو العراق أو اليمن تحت إمرة الحرس الثوري الإيراني العسكرية منها والمدنية.

وإن هناك توجهاً في العراق لتأسيس أحزاب سياسية يسندها السلاح الإيراني والمال الإيراني، للدخول في الانتخابات وتعطيل الدولة وسيرها ونموها ونهضتها والإبقاء عليها «خرابة» تستغل كمحطة ترانزيت للقوات الإيرانية، مقابل أن تستفيد حفنة من الفاسدين من بالمال أمثال المالكي في العراق الطفل المدلل إيرانياً!

تأسيس أجنحة سياسية لم يكن تجرية مقصورة على لبنان ونراها الآن تتكرر في العراق بل حاولت إيران لصنع هذا التموذج في البحرين والكويت من خلال أحزاب سياسية تدافع عن تلك الميليشيات وتصد عنهم القانون وتطلب لهم العفو ليكملوا مسيرتهم ويعاونوا بعضهم البعض في إكمال المخطط، وتجربة البحرين أثبتت أن تلك الأجنحة السياسية تعمل تحت قيادة واحدة في جميع الدول العربية.

من خلال التجربة البحرينية رأينا كيف يتم تأسيس أجنحة إعلامية وأجنحة حقوقية تابعة لنفس الجيش العميل ينافحون عنهم في أروقة المنظمات الدولية والإعلام الغربي متضافرين معاً مهما اختلفت جنسياتهم، يحورون المصطلحات ويتلاعبون بثغرات القوانين ويجعلون من الإرهابيين الخونة شهداء أبراراً أو مساكين ظلموا ولم ينصفهم القانون وقضوا في مواجهة دول قمعية!! تساندهم قناة الجزيرة مساندة مستميتة.

مثلما تدافع أحزابهم عن خلية العبدلي في الكويت دافعت أحزابهم عن سرايا المختار والأشتر في البحرين ومثلهم في العراق دافعت أحزاب وصحف ومحطات تلفزيونية عن ميليشيات بحرينية إرهابية وهكذا، جميع تلك الأجنحة المسلحة منها والمدنية يعملون على تحقيق مشروع واحد هو وصول إيران إلى السيطرة على جميع الدول العربية بلا استثناء، حتى من يظن أنه بعيد أو شيعي يمثل مذهب «الإمام الفقيه» في النهاية هو عربي يجب كسر أنفه.

النموذج البحريني بدأ بثورة شعبية ضد هذا الجيش والمغررين به، في 21 فبراير قلنا لا بثورة مضادة، ثم تضافرت جهود الدولة والرفض الشعبي عبر جميع مؤسساته المدنية لإعانة الدولة على الضغوط الأجنبية التي حاولت ثنينا عن إنفاذ القانون على جميع تلك الأجنحة، فتصدى لهم الإعلام والمؤسسات والجمعيات والمنابر الدينية، تصدى لهم القانون والقضاء، أغلقنا أذننا عن تهديدات أوباما وكلينتون وزمرتهم، قطعنا التمويل القطري، وسفرنا السفير الإيراني، ومسؤولون أمريكيون طردناهم من أرضنا، ونظفنا الدولة ومؤسساتها وبيئتها السياسية وأغلقنا منابر الظلام ومجالس الفتنة دون أن نلتفت لصراخ القوى الناعمة التي أرادت أن تخلق إرباكاً، وهكذا لم يعد لإيران موقع في البحرين وهكذا نجونا ولله الحمد.

لم تكن الدولة لتتمكن من القيام بهذه العملية لولا أن الشعب بشيعته وسنته وقفوا مع نظامها القانوني وساندوه، لم يكن الأمر سهلاً أمام حجم التغلغل وأمام حجم التسلح وأمام حجم الضغوط الخارجية، ولكننا نجحنا، وعلى اللبنانيين والعراقيين واليمنيين أن يتعلموا من البحرين ويسألوها كيف استطاعت دولة صغيرة أن تنجح بالقيام بما عجزوا عنه؟