يوسف ألبي

في عالم كرة القدم شاهدنا في الآونة الأخيرة ظاهرة سلبية غريبة وتتمثل بتخاذل اللاعبين مع بعضهم البعض على حساب مدربيهم، والتي تؤدي في نهاية الأمر لإقالة المدرب غير المحبوب وجوده في الفريق..، ويعود ذلك بسبب تهاون اللاعبين في المباريات وعدم تقديمهم للمستوى المطلوب عن طريق القصد وبالاتفاق فيما بينهم من أجل تجرع مرارة الخسارة ودق ناقوس الخطر على المدرب، الذي يكون هو الشماعة عندما تتعلق الأمور بالنتائج السلبية، وهو كبش الفداء والضحية لتبرير الهزيمة، وهناك أمثلة كثيرة على ذلك، وعلى رأس تلك الأمثلة ما حدث للمدرب البرتغالي الشهير جوزيه موينيو صانع المجد والتاريخ مع نادي تشلسي، فقد حقق المدرب الملقب بـ"السبيشل وان" لقب الدوري عام 2015، ولكن في الموسم الذي الذي يليه عانى الأمرين مع البلوز ولاعبيه، الذين تواطؤا بشكل كبير في المباريات، إلى أن تمت إقالته من تدريب النادي اللندني في منتصف موسم 2016، والحادثة الأخرى كان ضحيتها المدرب الإيطالي المخضرم كلاوديو رانييري، الذي حقق إنجازاً أشبه بالإعجاز مع ليستر ستي، عندما توج بلقب البريميرليغ عام 2016 في مفاجأة مدوية ستكون عالقة في الأذهان، ولكن في الموسم التالي واجه المدرب الإيطالي مشاكل كبيرة مع لاعبي الفريق، الذين تهاونوا في المباريات ليمر الفريق بسلسلة من النتائج السلبية، وبعد ذلك تم الاستغناء عن خدمات رانييري مع الثعالب، كما يمر مدرب تشلسي الحالي الإيطالي البارع أنطونيو كونتي بقصة مشابهة لذلك، حيث توترت علاقة المدرب الذي توج الموسم الماضي بلقب البريميرليغ مع اللاعبين بشكل كبير، ليتلقى الفريق الخسارة تلو والأخرى، ليتراجع البلوز كثيراً هذا الموسم، بالإضافة إلى أن هناك قصصاً أخرى كثيرة مشابهة لذلك.

لا شك أن هناك أسباباً كثيرة تساعد اللاعبين على القيام بذلك الفعل غير الرياضي والمشين لمدربيهم، ومن أهم تلك الأسباب الإعلام والصحافة الذين يؤججون المشاكل بين اللاعبين والمدرب داخل أسوار النادي فيحدث ذلك، بالإضافة إلى النفخ الإعلامي الذي يصاحب اللاعبين، والذي يجعل سلطتهم وموقفهم أقوى بكثير من المدرب، ليتحكموا بعد ذلك بمصير المدرب مع الفريق.