لندن - محمد المصري

أعد الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم خططه لتحقيق طفرة في العائدات المالية لاستخدامها في عدة استثمارات منها التخلص من ديون ملعب ويمبلي وإقامة مشاريع أخرى.

الجزء الأكبر المستهدف من تلك العائدات يأتي من خلال السعي لتحقيق أقصى ربح من حقوق البث التلفزيوني لبطولة كأس إنجلترا ومباريات المنتخب الإنجليزي، وهي الحقوق المملوكة للاتحاد الإنجليزي.



ويثير اسم مشتري تلك الحقوق جدلاً واسعاً والحديث عن وكالة تتخذ من لندن مقراً لها تدعى Pitch International.

وذكرت تقارير أنها دفعت ما يقرب من 220 مليون جنيه إسترليني بداية من العام المقبل لشراء حقوق البث حتى موسم 2023-2024.

وعلاوة على ذلك نجحت تلك الوكالة في شراء حقوق دوري الدرجة الأولى الإنجليزي مقابل 120 مليون إسترليني لخمس مواسم.

وبالعودة لتاريخ تلك الوكالة فقد تأسست في عام 2004، وحتى هذه اللحظة لا يعرف بعد هوية صاحبها.

وتقوم الوكالة ببيع حقوق المباريات لمختلف أرجاء العالم، وتستهدف منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا أكثر من أي منطقة أخرى بسبب ثراء الدول الخليجية والمنافسة القوية لكسب تلك الحقوق.

ويمكن القول إن تلك الوكالة بمثابة الشريك لشبكة "بي إن سبورت القطرية"، والتي هيمنت على كل الحقوق الرياضية في المنطقة، حيث باعت لها "بتش إنترناشيونال" حقوقها باستمرار.

وبحسب الصفقة الجديدة فإن Pitch International قد باعت حقوق مباريات كأس إنجلترا إلى بي إن سبورتس من جديد، وهو ما يضيف لغزاً لعلاقة بينهما لا سيما في ظل أن هوية صاحب الوكالة.

وسبق ونفى متحدث باسم Pitch International لصحيفة الجارديان وجود أي علاقات تجارية وثيقة مع بي إن سبورتس، وعدم وجود أي اتفاقات حصرية.

وتمتلك بي إن سبورت حقوق البريميرليغ الممتدة بين عامي 2016 و2019.

وقامت الشبكة القطرية أيضاً بشراء حقوق البث التلفزيوني للدوري الإنجليزي الممتاز داخل تايلند، ودفعت 187 مليون جنيه إسترليني على امتداد ثلاث سنوات، وتملك كذلك حقوق البث التلفزيوني فيما يخص إندونيسيا ونيوزيلندا.

وهذا يعني أن قطر باتت تهيمن على كل الحقوق الإنجليزية، وعلى الرغم من المطالبات بالمزيد من الشفافية في ما يخص الاتفاقات تلك، لايزال اسم المالك الحقيقي لوكالة Pitch International يثير علامات الاستفهام.

وقد كشف من عدة وثائق رسمية لهيئة تسجيل الشركات داخل إنجلترا على أنه تم شراء 75% من أسهم Pitch International في عام 2009 نظير 52 مليون جنيه إسترليني، لكن لم يتم إعطاء أي تفسيرات حول اسم من اشترى تلك الحصة، في حين رفض متحدث باسم الشركة الكشف عن المزيد من التفاصيل عن صفقة الاستحواذ بداعي السرية.

وادعت تقارير أن من استحوذ على تلك النسبة شركة تعمل في لندن، ومالكها الشريك حتى ديسمبر 2015 هي شركة أخرى تسمى Homer Holding B.V في أمستردام، علماً بأن الشركات الهولندية ليست ملزمة بذات المستوى من الشفافية في إنجلترا.

وفي السجلات الهولندية فإن 97.4 من أسهم الشركة مملوكة لطرف سمي فقط باسم "الشريك ا".

وما يثير الغموض أيضاً حول مصداقية العلاقة بين الشركتين وجود محامٍ فرنسي يدعى إرف دي كيرفاسودي وهو مدير في شركة Homer Holding B.V سبق وأن عمل لحساب مؤسسة "قطر سبورتس إنفستمنتس" في عملية استحواذها على نادي باريس سان جيرمان الفرنسي.

وأكد دي كيرفاسودي أن عمله كمحامي يحتم عليه الحفاظ على سرية هوية عميله، ورفض الكشف عن اسم هوية مالك شركة الحقوق الرياضية الإنجليزية البارزة التي جرى الاستحواذ عليها، أو السبب وراء كونه المدير الأول لـHomer Holding B.V. التي استحوذت على Pitch International عام 2009.

كما رفضت شبكة بي إن سبورت القطرية في أكثر من مناسبة توضيح علاقتها بوكالة Pitch International.