* توقيع 7 اتفاقيات تشمل تصنيع قنابل موجهة بالليزر وبناء قدرات قطاع الطيران والدفاع

الرياض - إبراهيم بوخالد

أعلنت السعودية أنها بدأت توطين الصناعات العسكرية والدفاعية بإنتاج نحو 10 آلاف صنف، فيما خفضت التكاليف بنسبة 60 % بحسب نائب رئيس هيئة الأركان العامة، خلال معرض القوات المسلحة لدعم التصنيع المحلي "أفد 2018"، الذي يقام في العاصمة السعودية الرياض وتمتد فعالياته على مدى 7 أيام.



ويهدف "أفد 2018" في نسخته الرابعة إلى عرض الفرص التصنيعية للمواد وقطع الغيار من قبل الجهات المشاركة في المعرض التي من المتوقع أن تصل إلى ما يقارب من 80 ألف صنف من الفرص الاستثمارية، بالإضافة إلى تعزيز التواصل مع المصانع الوطنية وزيادة استخدام المحتوى المحلي وتمكين المصانع الوطنية والمختبرات والمراكز البحثية المتخصصة في المجال الصناعي من التعريف بمنتجاتها وإمكانياتها لدعم التصنيع المحلي.

ويدعم "أفد 2018" الصناعة المحلية وتطويرها بما يتوافق مع معايير الجودة والمواصفات العالمية، والإسهام في نقل وتوطين صناعة المواد التكميلية من خلال الشراكة مع الشركات العالمية، بالإضافة إلى تدوير الموارد المالية وتشجيع برامج السعودة وجلب رأس المال الأجنبي للسوق المحلية، وتوعية المجتمع الوطني وكسب ثقته بالمنتج المحلي وإيجاد علاقة استراتيجية طويلة المدى مع القطاع الخاص في مجال التصنيع المحلي بمشاركة المنشآت الصغيرة والمتوسطة.

وتشهد النسخة الرابعة من "أفد 2018"، زيادة في عدد القطع المعروضة والمساحات المحجوزة والشركات العارضة، سواء كانت داخلية أم خارجية.

ومن أبرز الأسلحة التي شوهدت في المعرض كانت طائرة "حارس الأجواء" بدون طيار، وهي طائرة مصممة لتنفيذ العديد من المهام أبرزها المراقبة والاستطلاع وتدمير الأهداف الأرضية، ودعم وتصحيح رماية المدفعية، إضافة لمهام دعم الحرب الإلكترونية، وما يميز هذا النوع من الطائرات إمكانية تحليقها ما بين 8 إلى 10 ساعات ويكون التحكم بها آليا بشكل كامل.

كما برزت طائرة الـ "نورس" بدون طيار ذات التكتيك الخفيف فهي مخصصة لمهام المراقبة والاستطلاع "ليل نهار"، وتتبع الأهداف ودعم وتصحيح النيران، ومما يميزها أنه يمكن حملها وإطلاقها من مواقع مختلفة بنظام الإطلاق المتحرك، كما يمكن استخدامها من على المنصات البحرية.

وتصدر زورق الاقتحام "الهوريكين"، التابع للقوات البحرية الملكية السعودية، المشهد داخل معرض أفد 2018 المقام بالرياض.

وقال أحمد محمد الحارثي من القوات البحرية الملكية السعودية، إن الزورق يتبع القوات البحرية الخاصة، ومخصص لعمليات الاقتحام، ومن أجل ذلك تم تزويده بـ14 مقعداً.

وأشار الحارثي إلى أن الزورق مزود بسلاحين أمامي وخلفي، وتساعده قدراته على اقتحام الشواطئ والجزر والسفن، ويمكن استخدامه في تحرير المنصات وعمليات الاستطلاع والانتشال أيضاً.

ووقعت خلال معرض أفد 2018،7 اتفاقيات تعاون للتصنيع ودعم المكون المحلي، وكشفت بعض الجهات الموقعة عن أن الاتفاقيات عبارة عن مذكرات تفاهم سيعقبها مذكرات تفصيلية تحدد الشروط النهائية لبدء التصنيع وتوطينها.

وكانت الاتفاقية الأولى الموقعة في اليوم الثالث بين الشركة السعودية للصناعات الميكانيكية وAM General وتحتوي على مشروع لإنتاج خط تصنيع قطع غيار للمركبات العسكرية التابعة للشركة في السعودية.

أما الاتفاقية الثانية بين شركة برايتون كرومول ووهج فتم تأجيلها دون توضيح الأسباب، فيما وقعت بعد المؤسسة العامة للصناعات العسكرية مع بلو بولي الفرنسية اتفاقية لتصنيع الملابس والتجهيزات العسكرية.

والاتفاقية الثالثة بين شركة الإلكترونيات المتقدمة وشركة "وهج" التابعة لـ"سبكيم"، لإنتاج قطع صناعية محددة.

وكانت الاتفاقية الأخيرة سعودية - سعودية بين معهد الأمير سلطان لأبحاث التقنية المتقدمة وشركة إجراءات لتقنية المعلومات.

يذكر أن المعرض شهد أول اتفاقية وقعت بين شركة "وهج" التابعة لشركة سبكيم وشركة "Portsmouth Aviation"" في إطار تصنيع أجزاء من قنابل موجهة بالليزر، وتشمل بناء قدرات التصنيع المحلي في قطاع الطيران والدفاع.

كما تم توقيع اتفاقية أخرى ثلاثية الأطراف بين "وهج" وشركة "تقنية" وشركة كورية، دون الإعلان عن حجم هذه الصفقات.

وكان كشف الرئيس التنفيذي لشركة التصنيع الوطنية عن توقيع مذكرة تفاهم مع شركة "السلام لصناعة الطيران"، وهي إحدى شركات برنامج التوازن الاقتصادي السعودي، والشركة الفرنسية " FIGEAC "، وذلك في إطار إنتاج معدات هياكل الطائرات من مادة التيتانيوم.

وبالرغم من أن الإنفاق العسكري في المملكة يعد ثاني أكبر قطاع بعد النفط والغاز، وتستورد ما نسبته 95 في المائة من احتياجاتها العسكرية والدفاعية، يؤكد مسؤولون سعوديون ووزراء أن توطين هذه الصناعة أصبح أمراً واقعاً في ظل توجه القيادة ووضح الرؤية.

وشهد المعرض ايضاً توقيع اتفاقية مبلغ ضخم يصل عائده خلال 5 سنوات إلى 2.6 مليار ريال.
وكشف الرئيس التنفيذي لشركة الشرق الأوسط لمحركات الطائرات المحدودة عبدالله العمري، إحدى شركات التوازن الاقتصادي، عن اتفاقية نقل وتوطين التقنية مع شركة جنرال إلكتريك، ومع القوات الجوية السعودية لصيانة وتوضيب محركات الطائرات الحربية F15-S وF15- SA الجديدة ومحركات أباتشي، وبلاك هوك العمودية من نوع محرك T700 بقيمة تزيد عن 330 مليون دولار، حيث انه سوف يخلق عائداً يقدر بـ 2.6 مليار ريال خلال الخمس سنوات القادمة.

وأبان العمري بأن هذه الصفقات ستقوم باستحداث ما بين 250 إلى 300 وظيفة في السوق السعودي، وتحقق عدة أهداف في مجال توطين صناعة قطع الغيار، والمعدات، والتدريب، والدعم الفني، والهندسي، مبيناً أن الاتفاقيات من شأنها زيادة استقطاب الخريجين الفنيين والمهندسين من الجامعات والمعاهد المتخصصة، بالإضافة إلى الاستفادة من خبرات العسكريين.

وكشف أن الاتفاقية تتضمن بنود الحصول على ترخيص مدى الحياة وحق الامتياز، مشيراً إلى أن هذه الخطوة تأتي في إطار توطين الصناعات العسكرية، لاسيما أن المملكة هي ثاني أكبر مستخدم لهذه المحركات بالعالم، وتشكل ما يقارب 45% من التكاليف المساندة في وزارة الدفاع على الطائرات الحربية، موضحاً أن استثمار الشركة ما يقارب 100 مليون ريال في عام 2017 لتمكين الشركة من القيام بمثل هذه العمليات في صيانة محركات المقاتلات الحربية، إلى جانب رفع القدرة البشرية للشركة بنسبة 70 %، مبيناً أن الهدف هو توطين القدرات البشرية بنسبة 100 %.