واشنطن - نشأت الإمام، وكالات

شيع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس مجلس النواب بول رايان وزعيم الأغلبية فى مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل جثمان المبشر الراحل بيلى غراهام والمعروف بأنه "قس أمريكا"، فى مبنى الكابيتول الأمريكى الأربعاء.

وتوفي غراهام، وهو وزير إنجيلي روحي للرؤساء الأمريكيين، في سن الـ 99 الأسبوع الماضي.



ونال غراهام الشرف بإقامة مراسم جنازته بمبنى الكابيتول وهو تمييز نادر في أمريكا بتشييع رسمي من داخل قاعات الحكومة.

وقال المسؤول عن سجلات الكابيتول إن غراهام هو الشخص الرابع الذي ينال هذا الشرف، بعد رمز الحقوق المدنية روزا باركس في عام 2005، واثنين من ضباط شرطة الكابيتول القتلى في عام 1998. وهذه الممارسة تتم عادة للمسؤولين الحكوميين أو العسكريين الذين يتبوأون مناصبا في الدولة، ولكنها تستخدم للمواطنين العاديين في بعض الحالات.

وبعد إعلان وفاة غراهام، قال بول رايان فى بيان إن المبشر "نشر الإنجيل في 185 دولة خلال 99 عاماً على الأرض، ملامساً لحياة الكثيرين وأسهم في تغيير مسار الصحة الروحية في العالم".

وتواصل غراهام مع كل رئيس أمريكي بدءاً من هاري ترومان إلى باراك أوباما وأصبح يعرف باسم "قس أمريكا".

وبعد خبر وفاة غراهام، كتب ترامب أنه "لا أحد مثله".

وقال الرئيس "لقد مات بيريت غراهام العظيم، لم يكن هناك أحد مثله، وسوف يفتقده المسيحيون وجميع الأديان، هو رجل خاص جداً".

وكان فرانكلين ابن غراهام، الذي تولى جمعية بيلي غراهام الإنجيلية، قد شارك في تنصيب ترامب. وترامب نفسه كان واحداً من أكثر من 800 ضيف حضروا الاحتفال بعيد ميلاد غراهام الـ 95 في عام 2013 في آشفيل بولاية نورث كارولينا.

وكان تشييع غراهام في الكابيتول صامتاً إلى حد ما، حيث أصدرت مؤسسة الحرية من الدين بياناً ينتقد وجود جسده في الكابيتول وعدوه غير مناسب، مستشهدين بعدة أمور، من بينها تعليقاته على أشرطة نيكسون التي تضر بالشعب اليهودي -على حد زعمهم-، والتي اعتذر عنها غراهام بعد أن أصبحت علنية في مارس 2002.

وقد حث غراهام دوايت إيزنهاور على الترشح للرئاسة في عام 1952 وعمل مستشاراً غير رسمي للجنرال الأسبق بعد انتخابه. كما أصبح صديقاً مقرباً من الرئيس ليندون جونسون وتلى مراسم جنازته.

ويقر الرئيس جورج دبليو بوش بأن غراهام قد ساعده على التغيير من المسيحية الفاترة إلى الإنجيلية الجادة والملتزمة.

من جانبه، قال المحلل السياسي ادريان باسيلي لـ "الوطن"، انه "رغم الاعتراضات الكثيرة التي قادتها الجمعيات اليهودية لصد البيت من تكريم جثمان غراهام، إلا أن الأدوار التي قام بها الأخير لا يمكن تجاهلها".

وأضاف "خلال فضيحة ووترغيت أشيع أن غراهام كان متفقاً مع الكثير من ملاحظات نيكسون الموصوفة بعداء السامية، إلا أنه نفى الإشاعات وأكد أنه يحاول مد جسور التواصل مع اليهود. إلا أن القضية ظهرت على السطح من جديد بعد أن تم نشر أشرطة وتسجيلات تتعلق بالفضيحة عام 2002. وأظهرت السجلات أن غراهام كان متفقاً مع نيكسون بشأن سيطرة اليهود على الإعلام في أمريكا. وصفته رابطة مكافحة التشهير اليهودية الأمريكية بقيادة أبراهام فوكسمان بأنه معاد للسامية". وأوضح باسيلو ان "غراهام اعتذر بعد نشر السجلات وعبر عن ندمه رغم عدم تذكره للحادثة". وفي عام 2009، نشرت المزيد من الأشرطة تظهر غراهام وهو يصف اليهود "بكنيس الشيطان"، وبرر متحدث باسم غراهام -حينها- بأنه كان يقصد هؤلاء الذين يدعون أنهم يهود ولكن لا يمارسون تعاليمها، إلا أن المجتمع اليهودي الأمريكي لم يقبل التبرير ولا الاعتذار.

وعما اذا كان تشيع غراهام بحضور ترامب يؤثر على شعبية الرئيس الكبيرة وسط اليهود، قال باسيلو: "ما قدمه ترامب لليهود لا يقدر بثمن خاصة قراره الأخير بخصوص إعلان القدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية لها، لذا فسيتغاضي اليمين اليهودي عن تكريم غراهام ولن يرقى الحدث لتكدير العلاقة القوية بين ترامب واليهود".