بات النظام الإيراني يلعبها على المكشوف بعدما كان يراوغ ويشكك في الاتهامات الدولية الموجهة إليه على تورطه في مساندة الإرهاب وتقديم الدعم والتمويل اللازمين للعناصر الإرهابية من خلال التدريبات العسكرية واستخدام الأسلحة والمتفجرات وتزويدهم بكل ما يحتاجونه من مال وعتاد لنشر الفوضى. ومملكة البحرين إحدى هذه الدول المتضررة من هذا التمويل والدعم الإرهابي الذي يقدمه النظام الإيراني للإرهابيين البحرينيين وتصديرهم للإرهاب داخل البلاد منذ عقود.

جاء في تقرير لمجلة «لونج وار جورنال» الأمريكية نشرته صحيفة «الوطن» منذ أيام أن النظام الإيراني تبني تشييع جنازة ثلاثة إرهابيين بحرينيين ينتمون إلى تنظيم «سرايا المختار» الإرهابي مطلوبين للعدالة البحرينية بعد ثبوت تورطهم في عمليات إرهابية والقيام بدفنهم في إيران، وهذا دليل واضح على مكافأة النظام الإرهابي لهذه العناصر من خلال جنازة رسمية، وهذا بحد ذاته دليل آخر على تعاونه معهم من خلال عمليات إرهابية وتدريبات عسكرية سابقة كانت تستهدف أمن واستقرار مملكة البحرين، وإلا لكان من المنطق أن يغير النظام الإيراني السيناريو أو المشهد من خلال تسليم الحكومة الإيرانية جثامين الإرهابيين للحكومة البحرينية بدلاً من مراسم الدفن العلني في قم في إيران.

وكما بين تقرير آخر للمجلة الأمريكية بأن تنظيم «سرايا الأشتر» الإرهابي في البحرين استخدم شعار الحرس الثوري الإيراني وأن «الشعار والعلم الجديد للتنظيم الإرهابي مرتبطان بعلامة الحرس الثوري الإيراني و»حزب الله» اللبناني»، وهذا أيضاً دليل على تواطؤ النظام الإيراني مع تنظيم إرهابي آخر في البحرين، وتوسيع دائرة الإرهاب الإقليمي والإعلان عنه من خلال توحيد الشعارات الإرهابية، وهذا كما بينت في البداية بأن النظام الإيراني بات واضحاً في الكشف عن المستور علناً وبدأ في صياغة جديدة في تناول قضايا الإرهاب وتمويل ودعم هذه العناصر في المنطقة، وبدا على النظام الإيراني أيضاً مجاهرة العصيان لكل الاتفاقيات الدولية التي لا تتسق مع رؤيته الإرهابية.

هذه التنظيمات الإرهابية لا تستهدف الأجهزة الأمنية في البحرين كما تصور هي للبعض، إنما تستهدف المجتمع البحريني بجميع شرائحه وفئاته، فهذه الأجهزة الأمنية وجدت من أجل نشر الأمن والأمان والاستقرار، وما دام الإرهاب يستهدفهم فهذا يعني أن هذه التنظيمات إنما تريد أن تحقق الفوضى في أرجاء البلاد وتهدف إلى أن تمسك زمام الدولة بإرهابها وبقانونها وبعناصرها الإرهابية في محاولة جريئة لإنشاء دولة داخل دولة، بقوة السلاح والإرهاب والفوضى، أبداً لا ينخدع المجتمع البحريني بما يروجه الإرهاب بأن قضيتهم مع رجال الأمن والعسكريين وأن المدنيين ليسوا جزءاً من قضيتهم، ما تحتاجه هذه التنظيمات هو دعم المدنيين لمظلوميات واهية التي لا تنتهي وجذب المنظمات الدولية لادعاءات لا تهدف إلا إلى تشتيت وحدة الصف وهدر للطاقات والمكتسبات الوطنية.

بات واضحاً بأن الدول الكبرى والمنظمات الدولية تؤمن يقيناً بأن النظام الإيراني مصدر للإرهاب وأن هذا الإرهاب يضر بمصالحهم العديدة كما يضر بأمن واستقرار منطقتنا، ولو وضعت هذه الدول ملفات إرهاب إيران على طاولة من الجد والأهمية كما فتحت في السابق ملفات النظام العراقي السابق «نظام صدام حسين»، واتفقت على حصار إيران كما فعلت مع العراق، لكان مجتمعنا اليوم يعيش في استقرار أفضل، ولقطعت بذلك الأيدي الممدودة مع نظام الحمدين حيث الدمار والإرهاب والفوضى، ولكن أن تترك إيران مع نظام الحمدين يعبثون باستقرار الدول فلن تتحقق إلا الفوضى، وسوف يمتد الإرهاب إلى جميع الدول، فمن يتمرد في البداية ويزيد من دائرته الإرهابية فلن يرضى إلا بقانونه.