خلال السنتين الماضيتين «2016-2017» ورغم هبوط أسعار النفط إلى أدنى مستوياتها، وهو الأمر الذي أدى بشكل مباشر إلى تأثر المواطنين من خلال توجه الدولة إلى مبدأ «التقشف الشديد»، ورفع الدعم عن السلع الأساسية كالبترول واللحوم، وغلاء المعيشة الذي انطلق بسرعة الصاروخ، إلا أن هناك تصريحات رسمية وبالأرقام صدرت من قبل عدد من الجهات الرسمية تشير إلى أن الاقتصاد البحريني يسير بخطة ثابتة نحو التنمية والتقدم، وهو ما يفرح جميع البحرينيين دون أدنى شك.

مجلس التنمية الاقتصادية أكد أن حجم الاستثمارات الأجنبية المباشرة المتدفقة إلى مملكة البحرين خلال العام الماضي 2017 بلغ 276 مليون دينار «733 مليون دولار»، مقارنة بـ106 ملايين دينار «281 مليون دولار»، في عام 2016 بنسبة زيادة تصل إلى 161%، في حين تم استقطاب 71 شركة في العام الماضي 2017 تركزت بقطاعات الخدمات المالية والصناعات التحويلية والخدمات اللوجستية والاتصالات مقارنة بـ40 شركة في عام 2016 بنسبة زيادة تبلغ 72%، على أن توفر استثمارات عام 2017 ما يقارب من 2831 فرصة عمل مقارنة بـ1647 لاستثمارات 2016 وذلك خلال السنوات الثلاث المقبلة.

من جانب آخر، تستعد البحرين لاحتضان ما يقارب 15 فندقاً من فئات 5 نجوم و4 نجوم إضافة إلى منتجعات شاطئية بقيمة استثمارية تصل إلى أكثر من 10 مليارات دولار خلال الأعوام الـ5 المقبلة، بدءاً من العام الماضي 2017 وحتى عام 2021 بحسب تقرير صادر من مجلس التنمية الاقتصادية، حيث سيضاعف ذلك مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي الإجمالي للبحرين من 3.6% إلى 6.6%، بالإضافة إلى المشروع الضخم لتطوير مطار البحرين الدولي باستثمار تبلغ قيمته 1.1 مليار دولار أمريكي، والذي من المتوقع أن يرفع الطاقة الاستيعابية للمطار بنسبة 65% ليبلغ 14 مليون مسافر سنوياً.

كما أن هناك خطة استراتيجية لـ»طيران الخليج» لتكون الناقلة الوطنية داعمة بشكل حقيقي للاقتصاد الوطني، حيث أعلن وزير الصناعة والتجارة والسياحة ورئيس مجلس إدارة طيران الخليج زايد الزياني مؤخراً تحديث الأسطول بـ39 طائرة جديدة، والتوسع في شبكة الناقلة بـ8 وجهات جديدة، وزيادة عدد الرحلات بأكثر من 200 رحلة أسبوعية إضافية، كما سيتم إطلاق خط جديد لأمريكا - بوسطن في عام 2020، وأنه في عام 2023 ستكون طيران الخليج قد أضافت أكثر من 60 وجهة إلى شبكة وجهاتها تشمل مختلف القارات حول العالم.

كل هذه المؤشرات والأرقام الرسمية والمشاريع الحيوية المرتبطة بالاقتصاد جميلة لوطننا البحرين، وتبشر بعوائد ضخمة قادمة في الطريق، ونأمل أن يكون للمواطن نصيب ملموس من هذا المردود، فلا يعقل أنه حينما يتعلق الأمر بأزمة اقتصادية يتم وضع المواطن كـ»خيار أول» كما حدث تماماً مع أزمة انخفاض أسعار النفط عالمياً، وحينما يتعلق الأمر بتحقيق نتائج إيجابية اقتصادية وتحقيق عوائد مالية للدولة يتم «نسيان» المواطن تماماً.

* مسج إعلامي:

نأمل من اللجنة الفنية المنبثقة عن اللجنة المشتركة التابعة للسلطة التشريعية لمناقشة ملف الدعم الحكومي والتي تأخرت كثيراً في الإعلان عن نتائج الاجتماعات المتعددة، الخروج بنتائج تفيد الجميع وليس لشريحة على حساب شريحة أخرى، ولا نريد صدمات جديدة للمواطن، فهناك 380 مليون دينار «مليار دولار»، يجب أن يستفيد منها الجميع، بدون أية شروط وعقبات، من هنا وهناك، والله خوفي من بعد «هالصيام الطويل» بدون زيادات ولا علاوات «عدلة» أن المواطنين يفطرون على «بصلة».