القدس المحتلة - (أ ف ب): خضع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو وزوجته ساره الجمعة لتحقيق طويل من قبل الشرطة، بشأن إحدى قضايا الفساد التي تحوم شبهات حول تورطه بها، ما قد يطيح به من رئاسة الحكومة.

وقبل أيام من زيارته إلى البيت الأبيض، كان على نتنياهو وزوجته، كل على حدة، الإجابة على أسئلة المحققين، في إطار تحقيقات قد تكون الأخطر على مستقبله السياسي، ذلك أن نتنياهو خضع حتى الآن للاستجواب 8 مرات في إطار قضايا فساد مفتوحة، لكنها المرة الأولى التي يخضع فيها للتحقيق في إطار هذه القضية بالذات.

واكتفى متحدث باسم الشرطة بالقول إنه تم الاستماع لنتنياهو وزوجته لبضع ساعات، دون تحديد المواضيع التي تركز عليها الاستجواب. ونقلت بعض وسائل الإعلام أن التحقيق استمر 5 ساعات.



وحسب مختلف وسائل الإعلام فإن الأسئلة تركزت على علاقتهما برجل الأعمال شاوول إيلوفيتش، مالك أكبر نسبة أسهم في مجموعة بيزيك للاتصالات، الأكبر في هذا المجال في إسرائيل.

ووصل المحققون صباح الجمعة في سيارتين إلى مقر إقامة نتنياهو في حي رهافيا في القدس حسب ما نقل مراسل فرانس برس، ودخلوه أمام عدسات وكاميرات أكثر من عشرة مصورين.

وفي الوقت نفسه كانت ساره نتنياهو تخضع للتحقيق في اللد "وسط الأراضي المحتلة" في مكاتب "لاهف 433" وهي شرطة إسرائيلية تعنى بمكافحة الجريمة المنظمة والفساد، وتوازي مكتب التحقيقات الفيدرالي "أف بي آي" في الولايات المتحدة.

وتريد الشرطة من الاستجوابين معرفة ما إذا كان نتنياهو وزوجته سعيا للحصول على تغطية إعلامية محابية في موقع واللا الإخباري الذي يملكه إيلوفيتش رئيس مجموعة بيزيك في مقابل خدمات وتسهيلات حكومية عادت على مجموعته بمئات ملايين الدولارات.

لكن الشرطة لم تصدر تأكيداً رسمياً بأن الاستجواب يركز حالياً على هذا الملف المعروف بالملف 4000 المتعلق بمجموعة بيزيك.

وفتح هذا التحقيق عام 2017 لكنه تطور وبات يشكل تهديداً على رئيس الحكومة عندما اعتقل إيلوفيتش في 18 فبراير مع 6 أشخاص آخرين بينهم اثنان من المقربين من نتنياهو.

والتحقيق في القضية هو واحد من 6 تحقيقات تتعلق بشكل مباشر أو غير مباشر بنتنياهو الذي كان حتى عام 2017 وزيراً للاتصالات أيضاً إلى جانب تسلمه رئاسة الحكومة.

وتوالي الضربات القضائية قد يهدد مستقبل نتنياهو الذي يتسلم رئاسة الحكومة من نحو 12 عاماً دون منافسة جدية.

ومع أن أي تهمة لم توجه لنتنياهو بعد في أي من القضايا، فإن الشرطة أوصت في 13 فبراير بتوجيه الاتهام له بشأن قضيتين، كما شددت الخناق على المقربين منه.

وكشفت وسائل الإعلام أن بحوزة محققي الشرطة عناصر محرجة مثل تسجيلات لأحاديث بين إيلوفيتش ومدير موقع واللا، ورسائل نصية قصيرة عبر الهاتف وجهتها ساره نتنياهو إلى زوجة إيلوفيتش.

وشدد المقربون من نتنياهو عبر مواقع التواصل الاجتماعي أن كل ما يتم تداوله بشأن هذه القضية ليس سوى "أخبار كاذبة، ولم يحصل أي شيء مما يقال".

إلا أن نتنياهو قد يواجه شهادة احد الأشخاص الذين اعتقلوا في 18 فبراير وهو شلومو فيلبر المدير العام السابق لوزارة الاتصالات الذي توصل إلى اتفاق مع المحققين يقضي بأن يتعاون معهم مقابل أن يعتبر شاهداً مع ضمان عدم وضعه في السجن.

ويشتبه بأن فيلبر لعب دور الوسيط بين نتنياهو وزوجته من جهة وإيلوفيتش من جهة ثانية، وهو يعتبر أحد أقرب المقربين من نتنياهو ومن القلة الذين يتمتعون بثقته الكاملة.

ولا يزال إيلوفيتش في السجن، والأمر كذلك بالنسبة إلى نير حيفيتز الذي كان المتحدث الشخصي باسم نتنياهو وزوجته.

ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة أن الشرطة حققت مرة جديدة الجمعة مع الاثنين في اللد بموازاة التحقيق مع سارة نتنياهو. وأشارت الإذاعة العسكرية إلى اعتقال مسؤول سابق في وزارة الاتصالات.

ونقلت وسائل الإعلام أن الشرطة تريد أن تستجوب نتنياهو أيضاً بشأن قضية أخرى حول شكوك بحصول أعمال فساد في إطار شراء إسرائيل ثلاث غواصات المانية الصنع.

ويؤكد نتنياهو براءته من كل ما يتم التداول به، ويعتبر أنه يتعرض لحملات عشوائية تستهدفه من قبل وسائل الإعلام والمعارضة، ويؤكد تصميمه على البقاء في رئاسة الحكومة.

ولا يزال رؤساء الأحزاب المشاركة في الائتلاف الحكومي يؤكدون تضامنهم مع نتنياهو وبانهم ينتظرون ما إذا كانت ستوجه إليه أية اتهامات.

وستكون زيارة نتنياهو إلى البيت الأبيض الأسبوع المقبل مناسبة له لكي يتنفس ولكي يقدم نفسه على أنه أفضل ضامن لأمن إسرائيل خاصة من خلال التعاون الوثيق مع الإدارة الأمريكية.