الجزائر - عبدالسلام سكية

تفجرت الخلافات في بيت حركة مجتمع السلم الجزائرية التي تمثل تنظيم "الإخوان المسلمين" في الجزائر، بين الرئيس الحالي عبدالرزاق مقري، والرئيس السابق للحركة أبوجرة سلطاني، ولم يخرج الصراع بين الطرفين عن دائرة المواقع داخل الحركة التي تعقد مؤتمرها السادس في الفترة المقبلة.

خروج الصراع بين قيادات الحركة الإخوانية للعلن، حدث بعد تسريب رسالة من الرئيس السابق لها أبوجرة سلطاني الذي تولى في أوقات سابقة تسيير عدة قطاعات وزارية كالصيد البحري والعمل والضمان الاجتماعي، وبعدها وزير دولة، لرئيس الحركة الحالي عبد الرزاق مقري، حيث انتقد الأول محاولة خلفه "إخاطة" المؤتمر السادس حتى يتسنى له الاستمرار في منصبه.



وأحرج تسريب الرسالة الداخلية أبوجرة سلطاني، وكتب منتقداً في منشور على صحفته في موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك"، جاء فيه "فوجئت بتساؤل بعض صحفنا الوطنيّة، وباستفسار كثير من مواقع التواصل الاجتماعي، وكذا بعض أبناء الحركة، عن فحوى مراسلة داخليّة، كنت قد وافيت بها قيادة حركة مجتمع السلم بتاريخ 24-1-2018، ضمنتها وجهة نظري حول منهجيّة التّحضير الآمـن للمؤتمـر المقبل المزمع عقده في شهر مايو من العام الجاري".

وحسبه "ولأنّ الرّسالة قد تم تسريبها لأغراض سوف تكشف عنها الأيام، وقد يكون لها ما بعدها. فإنّ المسؤوليّة يتحمّلها من يريد إخراج النقاش عن أطره، وتحويل الأنظار عن جوهر ما نحن بصدده، فقد صار من حقّ أبناء الحركة معرفة ما تناولته وسائل الإعلام بشأن المراسلة المذكورة".

ونشرت وسائل إعلام سابقاً ما قالت إنها رسالة وجهها سلطاني إلى نائب رئيس الحركة ورئيس مجلس الشورى، يحذر فيها مما وصفه غياباً للنقاش والشفافية في عملية تحضير أوراق المؤتمر القادم، متهما ضمنيا رئيس الحركة عبدالرزاق مقري بغلق باب المنافسة على الرئاسة.

وفي محاولة للجم جماح أبوجرة سلطاني والتخفيف من الصدمة التي أحدثتها رسالته، سارع نائب رئيس الحركة عبدالمجيد مناصرة، للطعن في تلك التصريحات وقال "لجنة تحضير مؤتمر الحركة شكلت بالتوافق، وذلك مثل ما ينص عليه القانون"، مشيراً إلى "ضرورة قراءة رسالة أبوجرة في سياقها الداخلي وليس خارجه حتى لا تفهم بشكل خاطئ".

ونفى رئيس الحركة عبدالرزاق مقري الذي تولى سابقاً تمثيل فرع منظمة "فريدوم هاوس" بالجزائر، وجود تجاذبات داخل حزبه بشأن التحضير للمؤتمر المقبل وقال إن "الحركة تحضر المؤتمر المقبل في أجواء ديمقراطية وفي ظل القوانين المنظمة للعملية ولوائح الحركة ودون حجر على الآراء المختلفة مهما كانت درجة تباينها".

وشهدت حركة مجتمع السلم، انقسامات منذ وفاة مؤسسها محفوظ نحناح، حيث أسس القيادي السابق بها عمار غول حزباً تحت مسمى تجمع أمل الجزائر، بعد رفضه التخلي عن المشاركة في المناصب الحكومية حيث تولى وزارة السياحة والصناعات التقليدية وقبلها وزارة النقل، فيما أسست قيادات أخرى، حركة البناء الوطني، وحزب ثالث أسسه عبد المجيد المناصرة هو جبهة التغيير، لكنه عاد إلى الحركة الأم، التي شهدت أسوأ حضور لها في المشهد الانتخابي خلال الانتخابات التشريعية والمحلية التي جرت السنة الماضية، وكانت نتائجها ضعيفة للغاية.