تشرفت بحضور مجلس صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة، عاهل البلاد المفدى، رئيسة المجلس الأعلى للمرأة، رئيسة المجلس الاستشاري للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي، حفظها الله، الأسبوع الماضي، حيث كان محور اللقاء يدور حول مناقشة مخرجات معرض البحرين الدولي للحدائق 2018 والإعلان عن نتائج جائزة الملك حمد للتنمية الزراعية.

وبعيداً عن محور اللقاء الهام والحيوي، فإن أكثر ما جذب انتباهي أثناء هذا المجلس مدى الانفتاح والشفافية والتواضع الذي تتمتع به صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة حفظها الله، فعلى الرغم من وعي وثقافة وإطلاع سموها الواسع على مختلف الأمور، إلا أن سموها كانت حريصة على الاستماع لآراء كل المشاركين سواء كانت المشاركة إيجابية أو سلبية، بالإضافة إلى توجيهات سموها السديدة بتبني أي فكرة واقعية وقابلة للتطبيق تم طرحها أثناء هذا اللقاء المفتوح مع سموها.

كانت تكرر سموها بأنها تريد أن تسمع من الحضور أكثر، وتريد منهم سموها أن يطرحوا أفكاراً تساهم في زيادة الوعي بالاهتمام بالزراعة في مملكة البحرين، وزيادة البحوث العلمية الرامية إلى خدمة القطاع الزراعي في المملكة، ناهيك عن أنها كانت تستمع إلى الشكاوى التي طرحت بصدر رحب وتقبل تام وروح عالية متفائلة.

وتم خلال هذا المجلس الرائد طرح العديد من الأرقام التي تشير إلى ارتفاع المبادرات الزراعية في مملكة البحرين، والتي تؤكد على أن البحرين تخطو خطوات واسعة في مجال تنمية القطاع الزراعي، وعلى الرغم من كل الإحصائيات الدقيقة التي قدمتها سعادة الشيخة مرام بن عيسى آل خليفة الأمين العام للمبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي إلا أن صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة كانت حريصة على تلمس الأثر من خلال الحضور الذين كانوا من مختلف القطاعات في مملكة البحرين.

كنت أسمع ما يدور خلال هذا المجلس كوني مواطنة أحمل هم الأمن الغذائي في مملكة البحرين، لا سيما ما يختص بالجانب الزراعي، وأفكر في حلول ابتكارية تجعل البحرين واحة خضراء، ولكني عقب هذا اللقاء آمنت بأن البحرين بقلوب خضراء مفتوحة كقلب صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة وفكرها المستنير ستكون في مأمن فيما يتعلق بالجانب الزراعي، حيث إن حرص سموها واستماعها بالتفاصيل الدقيقة لكل ما يختص بالجانب الزراعي، والأخذ على عاتق سموها تحمل مسؤولية المبادرة الوطنية لتنمية القطاع الزراعي هو خير شاهد على ما نشهده حالياً وسنشهده في المستقبل القريب بإذن الله من طفرة في المجال الزراعي والتشجير.

استمع جميع الحضور لتوجيهات صاحبة السمو الملكي الأميرة سبيكة التي أثنت على أداء بعض الجهات الحكومية والخاصة في دعم المبادرة، واستمعنا إلى توجيهاتها السامية بتوجيه عدد من كبريات الشركات في مملكة البحرين للعب دور فعال في تحمل المسؤولية المجتمعية في الجانب البيئي من حيث تشجير بعض المناطق في مملكة البحرين، وإقامة عدد من الحدائق، كما وجهت سموها بشكل مباشر بزيادة البعثات الدراسية في هذا المجال بالإضافة إلى الاطلاع على تجارب الدول الأخرى لا سيما تجربة «أبوطبي» الشقيقة في مجال التنمية الزراعية، كما وجهت سموها بزيادة البحوث العلمية في هذا الجانب، وضرورة دعم المزارعين البحرينيين على مختلف النواحي.

لقاء مفتوح ومباشر كعادة قيادتنا الرشيدة التي نكن لها كل تقدير واحترام، يحمل في طياته العديد من الدروس المستفادة، فشكراً يا صاحبة السمو على هذه الدعوة التي تشرفت بها.