تحاول الدوحة مجدداً خداع الرأي العام العالمي، وقبل ذلك الرأي العام القطري، ونفسها بأوهام قديمة سبق أن طرحتها، وتعود لاستغلال الإعلام لتشويه الحقائق والتاريخ الذي اعتادت التلاعب به، كما تعود لاستمرارها في الاستفزاز.

من أوهام الدوحة اعتقادها بتورط شقيقاتها الخليجيات في ما تسميه بـ «الانقلاب»، وتتجاهل التورط السافر الذي تورط فيه أميرها السابق الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني عندما ضرب شرعية الحكم، ولم يراعِ الأخلاق والقيم العربية والإسلامية فانقلب على والده الراحل الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني رحمه الله.

لا يمكن الحديث عن الشرف عندما ينتهك من يدعي الشرف شرفه، فما تم هو انقلاب بكل المقاييس النظرية والعملية. وإذا كانت الدوحة تحاول إعادة فتح ملف ما تسميه بـ «الانقلاب»، عليها فتح ملف الشرعية السياسية للنظام الحاكم في قطر، وهو نظام لم يأتِ من شرعية تقليدية، أو شرعية قبلية، بل جاء قسراً عندما فرض الحاكم نفسه على شعبه الذي بايع أباه قبله.

تحاول الدوحة مجدداً تضليل الرأي العام بقضايا هامشية، وادعاء وقوعها ضحية مؤامرات إقليمية ودولية، وتبث الشهادات، وتنشر الوثائق، لكنها تتجاهل كلية ما تورطت فيه السياسة القطرية منذ العام 1995 وحتى اليوم.

تتناسى قطر آلاف الأبرياء الذين راحوا ضحية تورطها الأحمر في ليبيا وسوريا، وتتناسى كيف صار العراق بعد أن طاله المال القطري، وتتناسى تدخلها السافر في السياسة المصرية من أجل ضمان انهيار الدولة هناك وما صاحبه من عنف ودماء. لن نذهب بعيداً فالدوحة تتناسى ما فعلته سياستها الخبيثة بدعم الجماعات الراديكالية في البحرين، ثم التورط الموثق في أعمال الإرهاب المنظم من تمويل وتدريب ودعم إعلامي.

كان العالم العربي أفضل حالاً بكثير قبل وقوع الانقلاب المشؤوم في العام 1995، فلم تكن لدينا ثورات، ولم يكن لدينا إعلام أصفر يخدع الرأي العام العربي، ولم تكن لدينا جماعات راديكالية تعيث بالدول العربية فساداً وفوضى، ولم تكن لدينا دول عربية تخون عروبتها بالتحالف مع أعداء الأمة من إيران وإسرائيل، كل ذلك حدث بعد انقلاب الدوحة، وفقدانها الشرف.

تدرك الدول أن الشرف لا يأتي إلا بالشرف، فلا تدعي الشرف عندما تنتهك شرفك.