أثبتت مدارس الإيمان التي فازت بالمركز الأول على مستوى الوطن العربي في تحدي القراءة العربي -وهو أكبر تحدٍّ عربي لتشجيع القراءة لدى الطلاب في العالم العربي عبر التزام أكثر من مليون طالب بالمشاركة بقراءة خمسين مليون كتاب خلال العام الدراسي- أن مملكة البحرين رقم صعب في المسابقات الدولية وأن لديها ثروات بشرية وأجيالاً ناشئة بإمكانها أن تحقق المركز الأول دائماً كما كانت البحرين قديماً رائدة في مجال التعليم وتمتلك أول مدرسة نظامية في الخليج العربي وهي مدرسة الهداية الخليفية.

مدارس الإيمان بالمناسبة عادت بعهد مدرسة الهداية الخليفية لدعم فكرة أن مملكة البحرين نبع التعليم الأول ونبع الفكر والتقدم والثقافة وأن شبابها مبدعون وقادرون دائماً على التحدي ومواكبة النجاح خليجياً وعربياً. ملتقى صناع النجاح الذي نظمته مدارس الإيمان مؤخراً والذي يستعرض تجربتها في تحدي القراءة العربي، كشف أن المدرسة لم تهتم بالترويج لهذا المشروع العربي الرائد عند طلبتها فحسب، إنما أيضاً اهتمت أولاً بتثقيف الأهل عن مدى جدواه وإشراكهم في أنشطة متنوعة تخدم القراءة، حتى يؤمنوا به وحتى تصل لهم فكرة بأن الاهتمام بالقراءة لن يؤثر على التحصيل الأكاديمي لأبنائهم، بل هو يساهم في صناعة النجاح الشخصي ومساندة النجاح الأكاديمي، وفي اعتقادنا هذا ما شكل ركيزة أساسية لنجاحهم فالبيئة المنزلية كما البيئة المدرسية تساهم كثيراً في تشكيل شخصية الطالب ونجاحه.

وزير التربية والتعليم د.ماجد النعيمي خلال كلمته بالملتقى، أكد على أهمية الاهتمام باللغة العربية، مبدياً أنها تاريخياً تعتبر من أقدم اللغات التي عرفتها البشرية ولها دور كبير في بناء شخصية الطالب، سواء من حيث الإلقاء أو التعامل مع ألفاظها، فحتى من ناحية علمية نجد أن مشاهير العلماء الذين أسهموا وتركوا لهم بصمات في واقع الحضارة كابن الهيثم وابن سيناء والخوارزمي والذين أثروا الحضارة الإنسانية كثير منهم كان يكتب أبحاثه باللغة العربية، فهي لغة غنية متجددة وهناك حاجة لأن يدرك ممن بيدهم الهواتف ويستخدمونها اليوم أن هذه الهواتف ترجع لعلم الخوارزميات، فالخوارزمي العالم العربي المشهور عبر نظرياته كان له دور كبير في الهاتف وأجهزة الحاسوب.

إذن.. إن كان ممن أسهم في إيجاد الهواتف عالم عربي مشهور، فكل هذا الكلام يؤكد ما تطرقنا له في مقالنا السابق أن هناك أهمية لأن يكمل العرب اليوم هذه الجهود من خلال تعزيز لغة الضاد عبر هذه البرمجيات والعالم الافتراض، وأن يكونوا خير سفراء للغة العربية على مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، فاللغة العربية يجب أن تكون لغة الهواتف الذكية في عصرنا هذا، لأنها لغة العلوم الإنسانية ولغة الحضارات والمحافظة عليها، واستمرارها ضرورة ملحة ومسألة بقاء لإرث عربي يجب أن يظل مستمراً، فهي أساس وعماد حضارات العالم جميعها.

وللحديث بقية..