حمد بن خليفة يريد أن يقنعنا أن مساعدتنا لأبيه الذي رباه وكبره والذي أطعمه والذي سهر على راحته، أبوه الذي طرده والذي جاءنا طالباً الفزعة للعودة لوطنه، كانت سبباً كافياً له للتآمر علينا 22 عاماً، هذا ما قاله الفيلم الذي قالوا عنه إنه سيكون «القنبلة» فكانت قنبلة الدخانية المسماة ما خفي أعظم لتتضح أنها ما خفي كان لا شيء جديداً.

أراد حمد بن خليفه أن يمحو ويقفز على مشهد طعنه لأبيه في الظهر، ولا يلام فهو موقف مخزٍ «يفشل» وأراد أن يسرد حكاية قطر منذ أن تولى هو الحكم، وأراد أن يحكم على مواقف دول الخليج من لحظة توليه الحكم وكان قطر «فقع» ظهرت على السطح يوم أن تولى هو الحكم فتآمرت عليه دول الجوار، «مشكلة حين يكون تاريخك مخازي».

لم أشاهد الفيلم الذي روجوا على أنه «قنبلة» وسيكون مفاجأة كبرى لأنني لا أريد أن أضيع وقتي بشكل استباقي لأننا تعودنا هذا النوع من المفرقعات الخاوية، فإن وجدت له صدى في اليوم التالي وملاحظات قيمة عدت وشاهدته، وإلا فلا، وبحثت صباح اليوم التالي على ما أحدثه هذا الفيلم من أثر فلم أجد غير بعض المناكفات التقليدية على وسائل التواصل الاجتماعي مع المغردين و جميع من سخر منهم وقف عند قفز الفيلم على تفاصيل الانقلاب وكيف خطط له وكيف دبر الابن خداع أبيه.

الحكاية التي لا تريد قطر أن تقف عندها قالها لهم «رامي خليفه العلي» الباحث في الفلسفة السياسية بجامعة باريس والذي ألجم المذيعة التي استضافته على قناتهم بعد عرض الفيلم، إذ أكد الأستاذ رامي أن القفز على تلك اللحظة الدراماتيكية خطا بنيوي فهي التي على أساسها تحددت المواقف، فبناء على كيف نظر كل من حمد بن خليفه من جهة لذلك الحدث وكيف نظر أبوه له، وكيف قيمه قادة دول مجلس التعاون، تقاس التبعات لأنه المنعطف الذي بنيت عليه جميع الأحداث اللاحقة.

فما حدث بعد طرد الأب الجميع يعرفه و ليس فيه مفاجأة بأن الشرعية القطرية طلبت الفزعة لها ومساعدتها إذاً الشرعية القطرية هي التي أرادت العودة وموقف دول الخليج كان طبيعياً، الخطأ والصواب في هذه المواقف هو تصنيفك لما حدث، فإن رأيت أن الانقلاب هو ما فعله حمد الابن، فهو المجرم وأبوه هو الضحية، ولا جريمة فيما فعله الأب، والشرعية بالتالي هي من طلبت المساعدة.

المفاجأة الحقيقية لو أننا شاهدنا كيف خطط الابن لطرد الأب، كيف مرت الساعات الأخيرة قبل وداع المطار المفاجأة كانت لو كشف الفيلم عن حقيقة التنسيق مع المخابرات الإسرائيلية والأمريكية لذلك الانقلاب وكيف بدا على الفور التطبيع مع إسرائيل خلال شهور معدودة، هذا هو المفصل الرئيس في القصة، وهو ما قفز عليه الفيلم وتجاوزه.

إنما في النهاية هو يريد أن يقول إنني حرقت العالم العربي كله ودمرته من تونس لليبيا للجزائر لمصر لسوريا لفلسطين للسعودية للبحرين للإمارات انتقاماً لتلك اللحظة، حتى تطبيعي مع إسرائيل هو انتقام لتلك اللحظة، حتى تامري و تعاقدي مع قتلة مرتزقين لقتل الملك عبدالله هو انتقاما مشروعا عن تلك اللحظة، و محاولة قلب نظام الحكم في البحرين لاحقا ايضا انتقاما لتلك اللحظة و طلب العطية من حسن سلطان بتصوير الدماء في شوارع البحرين لعرضها على الجزيرة أيضاً انتقاماً لتلك اللحظة!!

السؤال بعد كل هذا الانتظار والترقب للقنبلة الموعودة هل هذا هو (جوكر) قطر ؟ هل هذا أعلى خيل لكم؟

إن كان كذلك فلا حول و لا قوة إلا بالله .. هذا يكشف أن «عزمي» كبر وأفلس و لم يعد يملك ما يقدمه لكم،

وأصبح عبئاً عليكم و دخله أكثر من إنتاجه.