* وزير الداخلية السعودي: إيران أسست منظمات إرهابية تتحدى الحكومات وتخطف منها القرار والسيادة

* وزير داخلية اليمن: طهران الداعم الأول للإرهاب في المنطقة العربية ومن ورائها "حزب الله"

* وزير داخلية لبنان: لا نية لإيران للتحاور مع العرب



* الرئيس الجزائري يدعو الدول العربية الى "القضاء على الإرهاب" بالتعليم

* العرب يناقشون خطة أمنية وإعلامية للتوعية والوقاية من الجريمة والأمن الفكري

الجزائر - عبد السلام سكية، وكالات

طالب وزير الداخلية السعودي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف آل سعود، بالجزائر الأربعاء، الدول العربية بـ "مكافحة الخطر" الذي تمثله إيران للوطن العربي باتخاذ قرارات صارمة" ضد طهران، فيما دعا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الدول العربية الى "القضاء على الإرهاب" بالتعليم والثقافة.

وقال الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف آل سعود في افتتاح الدورة الـ 35 لمجلس الوزراء العرب، "نجتمع اليوم ونحن نشهد الأحداث المتتابعة التي تستهدف أمن واستقرار ووحدة الوطن العربي، ما يحتم علينا مواجهة تبعاتها بروح العزيمة والإصرار والمصير المشترك" واتخاذ "قرارات صارمة للحفاظ على أمننا واستقرارنا".

وتابع أن "ما تقوم به إيران من تدخل في شؤون مختلف الدول في العالم وخصوصاً الدول العربية ودعمها للإرهاب وإرادتها في زعزعة استقرار وتدمير المجتمعات (...) يجب اعتباره خطراً يستلزم مكافحته".

وقال إن "ما تقوم به إيران من تدخلات سافرة في مختلف دول العالم لا سيما العربية منها، ودعمها للإرهاب وسعيها لزعزعة الاستقرار وتمزيق المجتمعات من خلال اذرعها الإرهابية والمتطرفة التي قامت بتأسيسها ورعايتها في عدد من دولنا العربية لا بد أن ينظر إليه على أنه خطر يتطلب مواجهته، لا سيما أن هذه المنظمات الإرهابية أصبحت تتحدى الحكومات الشرعية وتخطف منها القرار والسيادة".

وأبرز المسؤول السعودي، ضرورة تكثيف التعاون البين العربي قائلاً "إن تكثيف التعاون بين أجهزتنا الأمنية في مختلف المجالات يعد مطلباً أساسياً تحتمه الظروف المحيطة بنا، ولا بد من التأكيد على أن الخطط والتقارير الأمنية التي سنناقشها تهدف إلى الدفع بالعمل الأمني والعربي المشترك، ومن أبرزها مشروع الخطة الأمنية التاسعة، ومشروع الخطة المرحلية للإستراتيجية العربية للأمن الفكري، ومشروع الخطة الإعلامية السابعة للتوعية الأمنية والوقاية من الجريمة، والتقرير المتعلق بالتحديات الأمنية في المنطقة العربية والسبل الكفيلة بمعالجتها".

وأثنى الوزير السعودي على مردود مجلس وزراء الداخلية العرب، كآلية لمواجهة التحديات الأمنية، وأكد "نجتمع اليوم في ظل أحداث متتابعة تستهدف أمن واستقرار ووحدة وطننا العري مما يحتم علينا مواجهة تبعات هذه الأحداث بروح العزيمة والمصير المشترك.. ولا يخفى عليكم بأن مجلسنا هذا هو أحد ركائز التصدي لكل ما يستهدف مجتمعاتنا من شرور، وأن الآمال والطموحات المعلقة على هذا المجلس كبيرة، بما يحتم علينا وقفات حازمة لصون أمننا واستقرارنا".

وتناقش الدورة الحالية، عدد من القضايا من بينها مشروع خطة أمنية وإعلامية للتوعية والوقاية من الجريمة، إلى جانب مواضيع هامة منها تقرير الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، ومشروع خطة أمنية عربية تاسعة، ومشروع خطة إعلامية عربية سابعة للتوعية الأمنية والوقاية من الجريمة، وسيدرس الوزراء مشروع خطة مرحلية لتنفيذ الاستراتيجية العربية للأمن الفكري.

من جانبه، دعا الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة الدول العربية إلى "القضاء على الإرهاب" بالتعليم والثقافة، كما جاء في كلمة له خلال اجتماع لمجلس وزراء الداخلية العرب بالجزائر.

وفي رسالة تلاها نيابة عنه وزير الداخلية الجزائري نور الدين بدوي، اعتبر يوتفليقة أن "أول خطوة للقضاء على الإرهاب هي تجفيف منابعه الفكرية وبيئته الاجتماعية وتدمير شبكاته الاتصالية والتواصلية بعمل مكثف على الـمستوى التربوي والإعلامي والثقافي والإرشاد الديني..."

وأشار الرئيس بوتفليقة إلى أن "الحرب على الإرهاب غير مرتبطة بجدول زمني أو بنطاق جغرافي، بل هي مسألة تظل قائمة ما دام هناك تهديد للـمواطنين وممتلكاتهم" .

ورفض "الخطأ فادح" الذي "يربط الإرهاب بالديانات وبالأخص عندما تربط هذه الظاهرة الـمقيتة بالدين الإسلامي الحنيف (...) والإسلام من الإرهاب بريء".

وتابع "الإرهاب ليس له دين ولا وطن ولا حدود" لذلك فإن "علينا أن نهيب بالعلماء والـمرجعيات الدينية ومراكز البحث الأكاديمي أن يعملوا على تجديد الخطاب الديني وتخليصه من الشوائب التي علقت به (...) وحماية الإسلام ممن يحاولون احتكاره".

وبالنسبة لبوتفليقة فإن الجزائر جعلت من مكافحة الجرائم الإلكترونية "أولوية" خاصة أن "هذا الفضاء الافتراضي أضحى يشكل تحدياً أمنياً لبلداننا العربية (...) خصوصا وأنه يمثل ملاذاً للتنظيمات الإرهابية وكل الشبكات الإجرامية".

كما حذر الرئيس الجزائري من " ظاهرة الهجرة غير الشرعية التي بدأت تأخذ أبعادا مقلقة، لاسيما في الآونة الأخيرة" باعتبارها "لا تقل خطورة" من ظاهرة الإرهاب "من حيث الـمساس باستقرار منطقتنا العربية".

وقال "لئن كان من الواضح أن هذه الظاهرة مرتبطة بوضع إنساني خاص يستوجب منا مراعاته والقيام بواجبنا نحو هؤلاء الـمهاجرين، فلا يمكن لنا أن نتجاهل مساعي الشبكات الإجرامية في استغلال هشاشة أوضاع الـمهاجرين وتوظيفها للقيام بأعمال من شأنها الـمساس بأمن بلداننا واستقرارها"، داعياً إلى "مقاربة مشتركة" تجمع بين "الاحترام التام للقانون وحقوق الإنسان" و"الـمحافظة على سلامة أوطاننا وأمنها".

واستطرد قائلاً "لا يختلف اثنان في أن أول خطوة للقضاء على الإرهاب هي تجفيف منابعه الفكرية وبيئته الاجتماعية وتدمير شبكاته الاتصالية والتواصلية بعمل مكثف على المستوى التربوي والإعلامي والثقافي والإرشاد الديني بما يحد من انتشار النزعة التطرفية ويجنب الشباب الانسياق وراء هذا الوهم القاتل".

وذكر الرئيس بوتفليقة في هذا السياق بأن التنظيمات الإرهابية "تلقت، خلال السنة الفارطة، ضربات قاصمة في عدد من البلدان العربية، وتم تفكيك العديد منها بعدما كادت تأتي على الأخضر واليابس فيها، وبعد أن استولت على أجزاء واسعة من تراب هذه البلدان ورهنت مستقبل شعوبها وقيدت مواطنيها بربقة العنف الفظيع والتطرف ومارست عليهم كل أنواع الظلـم والتنكيل والعبث بالنفس البشرية".

وأكد الرئيس الجزائري كذلك "أننا نشهد اليوم اندحار هذه الـمجموعات الإرهابية واضمحلالها في بعض البقاع من وطننا العربي، واسترجاع الـمناطق التي كانت تنشط فيها لاستقرارها وعودة الأمن إليها", إلا أن هذا لا يعني بتاتاً -مثلما قال- "انتهاء التهديد الذي قد ينجم عن بقايا عناصر هذه التنظيمات الإرهابية وزوال خطرها، بل بالعكس لقد أخذ خطرها وتهديدها يعاودان الرجوع في أشكال جديدة، لاسيما بعد تمكن بعضهم من الهروب والفرار نحو مناطق صراع أخرى ببلداننا العربية، منخرطين في مجموعات إجرامية ناشطة بها وبتسميات غير معروفة في كثير من الحالات، وهذا ما يعرف بتشظي الجماعات الإرهابية وتفريخها بعد أن تنشئ لنفسها بيئة حاضنة".

وفي هذا المجال، اعتبر الرئيس بوتفليقة أن هذا الأمر "يقتضي منا جميعاً العمل على اعتماد إجراءات دقيقة لتأمين الـمعابر الحدودية واتخاذ تدابير أمنية احترازية واستباقية للإنذار المبكر والتبادل الـمكثف للـمعلومات ومنع اختراق الحدود".

من جانبه، وصف وزير داخلية اليمن أحمد بن أحمد الميسري، إيران "بالداعم الأول للإرهاب في المنطقة العربية، ومن ورائها "حزب الله" اللبناني الذي بات ينفذ أجندة طهران في المنطقة".

وقال الوزير "صحيح أن اليمنيين يمرون بظروف صعبة لكننا سنتعافى منها وسنكون سندا للدول العربية، لأن من أساء لليمن أو لغيره وأثار الفتنة سينكشف طال الزمن أو قصر".

من جهته، قال وزير داخلية لبنان نهاد المشنوق، إن بلاده ترفض تسليم سيادتها لأيّ طرف، مشيراً إلى أن "لبنان مستقل ولا يريد أن يكون تابعاً لأي فئة أو طائفة"، ودعا إلى "ضرورة رفع التنسيق الأمني والتعاون العربي" مشدداً على أنه "حان الوقت لتوحيد الصفوف وطي الخلافات لأن الظرف الذي تمر به المنطقة العربية لا يسمح"، وشدد على أن "إيران ليس لها نية للتحاور مع العرب".

وتأسس مجلس وزراء الداخلية العرب في 1982 وهو يضم الدول الـ 22 لجامعة الدول العربية، ويعقد في الجزائر دورته الـ 35 بمشاركة كل الدول ما عدا سوريا.