المدرسة الخاصة ليس لها علاقة بجيل لا يهتم باللغة العربية ولا يستخدمها في حياته اليومية، فالبيئة المنزلية لها الدور الأكبر في تنشئة الطالب وتربيته على استخدام لغة الضاد لغة القرآن الكريم.. تلك القاعدة التي غيرت مفهومنا وأفكارنا حول طلاب المدارس الخاصة وبعدهم عن استخدام اللغة العربية والتخاطب بها خلال حضورنا لملتقى صناعة النجاح لمدارس الإيمان مؤخراً للاطلاع على تجربتها في تحقيق المركز الأول في تحدي القراءة العربي.

ونحن نتجول في ركن خاص بالمدرسة على هامش الملتقى كانت هناك طالبة لا تتعدى السابعة من عمرها «الطالبة ريم صلاح الدين» وهي أصغر متحدية لمشروع القراءة العربي.. باهتمام سألناها ونحن نتصفح كتاب إنجازات مدارس الإيمان حول القراءة وانطباعها عن زيارة سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، مؤخراً للمدرسة بعد فوزها... ريم مثل بقية الأطفال الذين نراهم يتبعون المدارس الخاصة لمرحلة «كي جي» أي مرحلة الروضة إلا أنها أبهرتنا «ما شاء الله عليها» بالتحدث باللغة العربية الفصحى بطلاقة وهي تشرح لنا انطباعاتها عن زيارة سمو الشيخ ناصر بن حمد لمدرستها وأسباب حبها للغة العربية! ما الذي يجعل ريم مميزة عن بقية الأطفال في عمرها والذين غالباً حتى تتفاهم معهم تحتاج للتحدث معهم بالكثير من مصطلحات اللغة الإنجليزية؟ ريم لديها ثقة بنفسها تنبع من إتقانها للغة العربية الفصحى بطلاقة والتي أبرزت مهاراتها وذكاءها كطفلة كان لها الدور الرئيس في فيلم «أمة تقرأ.. جيل يرتقي».. ريم كذلك خير مثال يؤكد أن المدارس الخاصة أو الحكومية ليس لها علاقة باللغة التي ينشأ عليها ويستخدمها الطلبة في حياتهم اليومية!

مديرة قسم البنات بمدارس الإيمان الأستاذة فرات طليمات أكدت لنا أن تجربتهم كانت مريرة جداً أمام عزوف هذا الجيل عن استخدام اللغة العربية، فهو جيل يستهوي لغة التقنيات، كما أن هناك عزوفاً عاماً لدى الطلبة عن القراءة، لذا فقد بذلوا جهوداً جبارة لحث الطالبات على حب لغة القرآن الكريم اللغة العربية كونها لها عدة حصص في الخطة الدراسية للمدرسة، من خلال تحفيز الطالبات وإجبار المعلمات على اللغة العربية تحدثاً ولغة وتحضيراً وتنفيذاً وإتقاناً، حتى تنتقل هذه التجربة للطالبة مع دعم مبادئ الحب والتقدير والتحفيز والتشجيع، كما أن الطالبة متى ما أحبت مدرستها ستحب أن تكون مثلها وتقتدي بها عن طريق استخدام اللغة العربية، لذا كان هناك تأكيد على المدرسات أن يهتممن باستخدام اللغة العربية في البيئة المدرسية وأمام إيجاد تحدٍّ للطالبات وهو مشروع تحدي القراءة العربي الذي عمل على إحياء اللغة العربية التي كادت تموت، لذا نجحت المدرسة من تحويل الولع باللغات الأجنبية إلى الولع باللغة العربية، مؤكدة أن المسؤولية في ذلك ليست مسؤولية المدرسة بل أيضاً المنزل.

«للحديث بقية»..