حظي الحديث الذي تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل البلاد المفدى، بالإدلاء به لصحيفة "الأهرام" المصرية قبل أيام باهتمام ملحوظ من وسائل الإعلام البحرينية والخليجية والعربية والدولية، والتي أشادت به، وأثنت على دلالات المفردات التي احتوته، معتبرة إياه بمثابة توصيف دقيق للأوضاع في المنطقة، ومكاشفة مهمة في هذه المرحلة المفصلية التي تمر بها الأمة العربية.

وقالت وسائل إعلام، إن هذه الكلمات والمواقف السامية التي خص بها جلالة العاهل المفدى صحيفة عربية كبرى تكشف عن العديد من المعاني التي يتعين على دول وشعوب المنطقة جميعها أن تعيها، فإضافة إلى تأكيد نموذج العلاقة الذي يربط البحرين بمصر باعتباره النموذج الذي يجب أن يسود فيما بين الدول العربية وبعضها، فإنه يجسد أيضاً مدى حرص وإدراك قادة البلدين بطبيعة الوشائج العميقة التي تربطهما والصلات التاريخية التي تجمع شعبيهما. لذلك، لم يكن غريباً أن تتناول العديد من الكتابات ومقالات الرأي والتقارير المتلفزة الحوار السامي، حيث اتفقت جميعها على أن كلمات جلالة الملك المفدى نجحت في الترويج للتجربة التنموية والإصلاحية الشاملة التي تقوم بها المملكة في شتى المجالات، وشخصت بدقة طبيعة الأزمات التي تواجهها المنطقة، والتي لا يمكن لها ان تنفرج دون تكاتف العرب جميعا، والعمل معا كجبهة واحدة لمجابهة التدخلات الخارجية وصد التهديدات الإيرانية والوقوف بقوة أمام خروج قطر عن الإجماع العربي. وأشارت جريدة "العرب" التي تصدر من لندن إلى قول جلالة الملك المفدى إن "قطر سارت في طريقها المعادي، وظنت أنها على صواب، وقد تحلينا بأعلى درجات الصبر لكن الآن نستطيع القول ان الفرصة فاتتهم". ورأت وكالة "سبوتنيك" الروسية و"روسيا اليوم" و"وكالة الأناضول التركية" و"رأي اليوم" التي تصدر من لندن في استبعاد جلالة الملك المفدى طرد قطر من مجلس التعاون بأنه بمثابة تأكيد على الحلم والصبر على ممارسات قطر، وأنه أمر غير وارد، "لكن على النظام القطري أن يعود للعروبة وقيم الإسلام والسلام والتكاتف بدلا أن يرتبط بأوامر من الخارج". وقالت "إن جلالة العاهل المفدى أكد أن شعب قطر أهلنا ونعرفهم جيدا، كما حث الدوحة على تنفيذ المطالب وتغيير سياستها، التي ليس لها ارتباط بالخليج والأمة العربية"، مشيراً جلالته إلى "أن منظور التعاون الخليجي مازال مثاليا، وخروج قطر عن السرب لن يؤثر على الخليج، لأنها ستعود في النهاية إلى رشدها". وكانت قناة "سكاي نيوز عربية"، بثت تقريراً تطرقت فيه باستفاضة إلى الحوار السامي لجلالة الملك المفدى مع الوفد الصحافي المصري، حيث قالت: "إن كلمات جلالة الملك لها دلالات، وصدرت عن ملك عانت بلاده من تصرفات وممارسات جارة لم تحترم قواعد الجوار". ووصفت الشبكة الإخبارية الحوار السامي مع الصحيفة المصرية واسعة الانتشار، بالمصارحة، حيث تناول جلالة الملك المفدى ما تعرضت له مملكة البحرين وأشقاؤها في دول التحالف الرباعي ودول أخرى من مؤامرات قطرية وإيرانية استطاعت تجاوزها، وها هي تقف الآن مع إخوانها في التحالف لمكافحة هذا الإرهاب البغيض والقضاء عليه بشكل نهائي. أما قناة "الغد" التلفزيونية فقد اهتمت بتأكيد جلالة الملك المفدى على الالتزام بأعلى درجات الصبر في مواجهة سياسة قطر العدائية، مشيراً جلالته إلى "لجوء الدوحة إلى الاحتماء بقوات أجنبية بعد شعورهم بعدم الأمن، في الوقت الذي كان عليهم أن يطلبوا قوات درع الجزيرة لحمايتهم من أي خطر". وقالت القناة إن جلالة الملك أشار إلى الدور القطري في الأزمات التي تمر بها المنطقة قائلاً: "إن قطر لم تستطع الصبر وكشفت عن نفسها"، موضحاً جلالته أن "النظام الحاكم بالدوحة اختار احتضان إرهابيين ضد مصر". وتطرقت صحف "عكاظ" و"البلاد" و"اليوم" و"مكة" السعودية، إلى حديث جلالة الملك المفدى حول إخلال قطر بميثاق الشرف الذي وضعه قادة دول الخليج لمواجهة إيران، حيث قال جلالته: "عندما وضع قادة الخليج ميثاق شرف لمواجهة إيران لم يخل به أحد إلا قطر، فهم يجندون أكبر شركات العلاقات العامة في العالم لتنفيذ الأوامر التي يتلقونها من الخارج". وتطرقت الصحف لحديث جلالة الملك عن أهمية الزيارة التي قام بها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع بالمملكة العربية السعودية، إلى مصر، التي استغرقت 3 أيام، وتأكيد جلالته في تقييمه للزيارة بأنها توثيق للعروبة. وأشارت صحيفة "الخليج" الإماراتية إلى تسليط جلالة الملك المفدى الضوء على أهمية القمة العربية المقبلة بالرياض، واصفة إياها بـ "أنها ستكون فرصة لرسم استراتيجيات جديدة للعمل العربي المشترك بعيداً عن الاستراتيجيات القديمة المستهلكة". وفيما يتعلق بالرسالة التي تلقاها جلالة الملك المفدى من سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، أمير دولة الكويت، قالت صحيفة "البيان" الإماراتية إن "جلالة الملك المفدى كشف عن أن رسالة أمير الكويت لم تكن فيها إشارة لقطر، ولكنها كانت تقديراً لمشاركة البحرين في احتفالات الكويت باليوم الوطني". واستطردت الصحيفة بأن جلالة الملك أجاب عن سؤال يتعلق بما يتردد عن أنه يتم التحضير لاجتماع في الولايات المتحدة الأمريكية بين دول التحالف الرباعي وقطر برعاية الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، للوساطة، مؤكداً أن "الدعوة مجرد كلام يتم ترويجه عبر وسائل إعلام، وأراه جس نبض لرؤية ردود الفعل لمعرفة مدى إمكانية أن تكون هناك قمة بهذا الشأن، ولا يمكن بحث قضية في هذا الشأن من دون وجود مصر فهي الدولة الكبرى". كما تناولت صحيفة "الاتحاد" الإماراتية تشديد جلالة الملك المفدى على أنه من المستحيل خروج قطر من السرب الخليجي، "فمهما اتخذنا من قرارات رادعة إلا أنها لن تصل إلى هذا المستوى، فالكلام الإعلامي في هذا الشأن أكبر بكثير من الواقع". وقالت مجلة "الأهرام العربي" في مقدمة الحوار المنشور على موقعها الإلكتروني السبت: "إن الأرض التي أنجبت الشاعر "طرفة بن العبد"، ليس غريباً عليها أن تستمر في إنجاب الخالدين، في إشارة إلى المملكة أو حضارة دلمون، التي وصفتها بأنها "الأرض المقدسة"، التي لا يمكن لها إلا أن تظل باهرة، إذ تصل بين زمنين عريقين: ماض يدعو إلى الفخر، وحاضر تكلله النجاحات التي تفزع الأعداء". ووصفت المجلة "العاهل المفدى بأنه وفر السعادة لشعبه، والأمن والاستقرار لكل مكوناته، دون تفرقة أو ميل، ووصل بالبطالة إلى نسبة لا تذكر، وبرغم أن مملكة البحرين ليست دولة نفطية، فإن مستقبلها الاقتصادي زاهر ومبشر بكل خير، بفضل حكمة الملك الذي يجمع بين أصالة الماضي وحداثة الحاضر وطموحه". وذكرت المجلة أن "جلالة الملك حمد بن عيسى بن سلمان آل خليفة عاهل البلاد المفدى، وارث كل ذلك المجد، فهو ينطق بالحقائق دون مواربة، ويضع النقاط فوق الحروف بوضوح وصراحة، وأنه لا يراعى فيما يخص الأمن القومي العربي لومة لائم، ولا يرعى خاطر أحد عندما يتعلق الأمر بأمن البحرين، وأن فروسية أجداده تجعله يعلنها مدوية: "سنقف في وجه القوى التآمرية الإيرانية، ومن وراءها". وأضافت أن العاهل المفدى "لا ينسى وسط مشاغله كملك، علاقته بمصر وعشقه وحنينه إليها، وأنه انطلاقاً من حسه العروبي، فالشعب القطري عزيز عليه، ولا ذنب له فيما يجرى على أرضه، ويكشف لنا جلالة الملك بعض ملامح المستقبل". وكان الكاتب الصحافي "محمد إبراهيم الدسوقي" وصف في مقال له نشر على "بوابة الأهرام الإلكترونية" استقبال الوفد الصحافي المصري بالبحرين بأنه يمثل "حالة عشق لمصر متجذرة بالمملكة؛ ابتداءً من صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة عاهل مملكة البحرين، وسمو الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة رئيس الوزراء، ورئيسي غرفتي البرلمان، وانتهاء برجل الشارع العادي". ولفت الكاتب الانتباه إلى أن جلالة الملك المفدى "خصص للوفد الصحافي المصري نحو 70 دقيقة من وقته الثمين، وأن أعضاء الوفد كانوا موضع ترحيب وحفاوة يفوقان الوصف والتصور عندما التقوا جلالة الملك في قصر "الصخير" على الرغم من ازدحام جدول أعماله، وأن جلالته كان يتكلم عن مصر والبحرين كوجهين لعملة واحدة، ويشدد على ذلك بلغة بالغة الوضوح والصفاء". وفي تحليل لروح الحوار المتبادل بين جلالة العاهل المفدى والوفد الصحفي المصري، أبرز الكاتب كيف كانت كلمات جلالته بشأن العلاقات المصرية ـ البحرينية باعتبارها "نموذجاً يحتذى به؛ لكونها تأخذ دوماً مساراً صاعداً وليس هابطاً، وأنها عصية على أن تصبح رهينة طيعة لما يعتري علاقات الدول من تقلبات ومطبات يمكن أن تهز وتزلزل كيانها، وأرجع الفضل في رسوخها إلى ما تتميز به تلك العلاقات من تناغم وانسجام"، ليختم بالقول: "فسلام لأشقائنا في البحرين ولملكها، ونؤكد لهم أن رسالة محبتهم وصلتنا، ونبادلهم حباً بحب وتقديراً بتقدير". وعنونت صحيفة "اليوم السابع" المصرية تقرير لها بـ "عاهل البحرين: قوة مصر "سند العرب"، مشيرة إلى تأكيد جلالة الملك المفدى أن العلاقات بين القاهرة والمنامة راسخة وتضرب جذورها في عمق التاريخ، وأن مصر مصدر الثقل والاتزان في المنطقة وأن قوتها واستقرارها قوة وسند للعرب، وأن أمن الخليج من أمن مصر واستقرارها". وتطرقت صحيفة "الأهرام المسائي" المصرية إلى تأكيد جلالة الملك على أهمية الدور الذي تقوم به مراكز البحث والفكر في رسم السياسات ودعم اتخاذ القرار، حيث أوضح جلالته في هذا الصدد "أهمية التعاون البحثي بين مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية ومركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية وجميع المراكز الفاعلة في الوطن العربي لرسم الاستراتيجيات طويلة الأجل".