أحمد عطا

يا له من سؤال بسيط من 3 كلمات، صعب الإجابة عليه ويحتاج لمليون كلمة لتجد إجابة مثالية له.. حسناً، عليك قبل أن تقرأ هذا الموضوع سيدي القارئ أن تعرف أننا نحاول الإجابة على سؤال فشل جل مدربي العالم في الإجابة عليه ولا يبدو وأنهم سيتوصلون إلى إجابة مثالية عليه عندما تكون المثالية ملازمة لميسي وفريقه.

أتصور أنك ذكي وقوي الملاحظة بما فيه الكفاية لتلتقط كلمة "المثالية" فتقريباً لا يمكن إيقاف الساحر الأرجنتيني عندما يكون هو وفريقه معاً في حالتهما المثالية، لكن هذه المثالية لا تكون موجودة أحياناً ومن ثم تلوح فرصة لهذا الأمر، أما إن كنت قوي الملاحظة أكثر فقد التقطت كلمة "تقريباً" ما يعني أنه لو كان ميسي وفريقه في حالته المثالية فإن فرصة إيقافه لا يمكن اعتبارها صفراً إن كنت أنت بالحالة المثالية.



إذًا كيف تكون بالحالة المثالية؟ بعيداً عن الأمور البدنية والنفسية التي يجب الاهتمام بها بالطبع، فسيكون على مدرب المنافسين وضع تكتيك مناسب لهذا الأمر.

في إحدى مقولاته القديمة يقول يوهان كرويف إن فيالي مهاجم عظيم ومن الصعب إيقافه برقابته من المدافع لأنه سيتخلص منه، وبالتالي فإن الحل الذي كان يلجأ إليه هو أن يمنع لاعبي خط الوسط من الوصول إليه عن طريق إيقاف 50% من تمريراته وبالتالي 50% من خطورته.

هذا الحل يمكن ممارسته على ليونيل ميسي بإغلاق منافذ التمرير إليه في المناطق الخطيرة وهو أمر تمكن تشيلسي بالفعل من فعله في مباراة الذهاب أمام برشلونة قبل أسبوعين بعد أن تمكن لاعبو وسطه من التزام مناطقهم وتمركزهم بشكل ممتاز ليغلقوا أي أنصاف مسافات يمكن لليو استغلالها، أما آخر مثال واضح على حقيقة مقولة كرويف هو ما حدث مع محمد صلاح في المباراة الأخيرة أمام مانشستر يونايتد عندما تمكن لاعبو الأخير من إيقاف خطورة الصاروخ المصري بشكل كبير.

حسناً حسناً لا تتعجل وتهم بالمغادرة وتتصور أن الأمر قد انتهى عند هذا الحد، فإن الأمر ليس بهذه البساطة وإلا لما دخل ليونيل ميسي التاريخ من أوسع أبوابه. على الأرجح سيقرر ليو أن يتراجع للخلف لتسلم الكرة إن عجز عن تسلمها في المنطقة ما بين دفاع المنافس وخط وسطه، وهو أمر يحدث كثيراً فيكون أكثر قرباً من سيرجيو بوسكيتس وإيفان راكيتيتش ويحاول الخروج بالكرة من الخلف.

هنا لن يكون بمقدورك إيقاف موهبة فذة كليونيل ميسي بسهولة، لكن سيكون عليك أن تفعل أمرين قد يساعدانك كثيراً على تجنب أذى الأرجنتيني، أولهما أن تقلل كثيراً من خيارات التمرير لديه، فميسي لا يكتفي فقط بلدغك بالمراوغات بل إنه في وسط تركيز كل اللاعبين عليه والمراوغة القادمة التي ينوي القيام بها، تجده يُرسل تمريرة خطيرة إلى أحد الزملاء في مناطق مهمة من الملعب.. كذلك عندما تراقب زملاء ميسي جيداً فإن ذلك سيمنحك فرصة للتركيز أكثر على ألاعيب قدمه فقط وليس فيما حولك إذ يركز أي لاعب موهوب على فكرة خداع الخصم بأنه سيمرر لأحد الزملاء أو على الأقل سينقل اللعب لزميلٍ خالٍ فيفاجئك بلعبة أخرى تماماً. النقطة الأهم في هذا الأمر هو أنه بعد كل هذا ستكون مازلت معرضاً للدغة المراوغة من البرغوث، وبالتالي ستنتقل للأمر الثاني، وهو أنه يُفضّل أن تكون مراقبة ميسي بعد تسلمه الكرة عن طريق لاعبين ليسا على خط واحد، بحيث لا يُسمح لليو بالانفراد بلاعب واحد، وكذلك تقليل فرص المراوغة بأن يحاول اللاعب الثاني خطف الكرة بمجرد نجاح ميسي في جعل الكرة تتخطى اللاعب الأول.

لا تنسَ المحافظة على بعض التفاصيل الأخرى، كأهمية عدم تلقي بطاقة صفراء مبكرة لأنها ستقوض من لعبك كثيراً وتجعلك أكثر تحفظاً في التدخلات على نجم البرسا، كما أنه لا بد من التركيز على أن ميسي يفكر دائماً في لعبة واحد اثنين، وبالتالي فإن أول لاعب مرشح لتلقي التمريرة الثانية التي تعقب تمريرته إلى الزميل هو ميسي نفسه، لأنه لا يتوقف بعدما يمرر بل يتحرك دائماً إلى المكان الخالي، وعلى الأرجح إلى الموضع الذي يكون بعيداً عن زاوية نظرك للكرة.

في النهاية، فإن الأهم من كل ذلك ألا تلوم كاتب المقال إن فشلت كل هذه المحاولات والترتيبات، لأنها تبقى محاولات لتقليل فرص هيمنة الأرجنتيني، وإن كان بعض من واجهوا ميسي نجحوا فيها، خاصة ذلك المنافس الذي سيكون على ميسي وبرشلونة تخطيه غداً إن أرادا مواصلة رحلة دوري الأبطال.